أعلنت مصادر في الشرطة البريطانية أن تفجيرات لندن التى وقعت الخميس الماضى و راح ضحيتها 52 قتيلا كانت عملية " انتحارية "في تناقض واضح لما كانت قد اعلنت عنه من قبل أن الانفجارات الثلاثة قد وقعت في وقت متزامن حيث لا يفصل بينهما سوي 50 ثانية فقط..ورجح رئيس شرطة لندن أن يكون منفذو التفجيرات قد استخدموا أجهزة التوقيت دون إعطاء المزيد من المعلومات ، بما ينفى أنه كان هجوم " انتحارى " ..وفى محاولة لتتبع العقول المدبرة للانفجارات قامت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية بتفتيش أحد المنازل في منطقة "باكينجهام شاير"، شمال العاصمة البريطانية لندن، في إطار جهود ملاحقة مرتكبي انفجارات لندن الأخيرة. وذكر بيان صادر عن الشرطة البريطانية أن "ضباطا تابعون لقوات مكافحة الإرهاب، يدعمهم ضباط من شرطة "تايمس فالي" قاموا بعملية تفتيش لأحد المنازل في منطقة باكينجهام شاير، استنادا لقانون 2000 الخاص بمكافحة الإرهاب." وتعتقد السلطات البريطانية أن الأربعة المشتبه في ضلوعهم بالتفجيرات التي استهدفت شبكة المواصلات في العاصمة لندن، الأسبوع الماضي، من المواطنين البريطانيين. ومن جانبه أعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن شعوره بالصدمة بسبب المعلومات التي أفادت أن مرتكبي الحادث يحملون الجنسية البريطانية. ونقلت شبكة "سي أن أن" الأمريكية عن بلير قوله أنه سيبدأ مشاورات مع أقطاب المعارضة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، حول فرض قانون جديد لمكافحة الإرهاب ، كما أنه سيلتقى الجاليات البريطانية المسلمة. وأعرب رئيس الوزراء عن قناعته بأن "التدابير الأمنية وحدها لن تكفي.. هذه ليست حادثة منفردة.. جذورها تكمن في التفسير الخاطئ للإسلام"، وذلك في إشارة لموجة الجرائم العنصرية التي استهدفت بعض الجاليات المسلمة منذ التفجيرات. وأدان رئيس الحكومة البريطانية تلك الحوادث قائلاً "أدين أي هجمات ضد الأفراد الأبرياء." هذا وفي الوقت الذي تواصل فيه قوات الأمن عمليات دهم، في مدينة "ليدز"، أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية أن الشرطة بدأت البحث عن خامس مشتبه به. وتأتي العمليات التي تقوم بها الشرطة البريطانية في أعقاب عمليات مماثلة، الثلاثاء، شملت ستة مواقع من بينها منازل ثلاثة من المشتبه بهم في المدينة الواقعة في "ويست يوركشاير"، 200 ميل شمالي لندن. وتعرفت السلطات الأمنية على هوية أحد المشتبه بهم ويحمل اسم "شاهزاد تنوير"، 22 عاماً، بعد أن عثرت على متعلقاته في الحافلة، التي استهدفها انفجار الخميس. وقال قائد قوة شرطة "ويست يوركشاير"، كولين كرامفورن، إن عائلة تنوير، من أصل باكستاني، أبلغت عن اختفائه عقب ساعات من التفجيرات. وأشار نائب مساعد قائد "سكوتلاند ياردز" قسم مكافحة الإرهاب، بيتر كلارك، إن إفادة عائلة تنفير قادت المحققين إلى المشتبهين الأربعة. وقال كلارك إن بين المنفذين الأربعة، ثلاثة من "ويست يوركشاير"، قدموا إلى لندن صباح التفجيرات، حيث رصدتهم كاميرات الأمن الداخلية في محطة "كينغز كروس"، إحدى المحطات الرئيسية في وسط لندن، قبل الساعة الثامنة والنصف صباحاً. وكشف المسؤول الأمني عن العثور على المتعلقات الشخصية التي تحمل أسماء "المنفذين" الثلاثة بالقرب من مقاعد القطارات التي تعرضت للتفجيرات، مشيراً إلى "أدلة جنائية قوية" ترجح أن أحدهم لقي حتفه في الانفجار بين محطتي "أولدغيت" و"ليفربول." وسقط، في أسوأ تفجيرات تشهدها العاصمة البريطانية منذ الحرب العالمية الثانية، 52 قتيلاً بجانب 700 جريح، علما أنه لم يتم، حتى اللحظة، انتشال جميع ضحايا قطار "كينجز كروس" - "راسل سكوير" بسبب عمق المكان، بالإضافة إلى ضيق النفق الذي يقف عائقًا أمام عمليات البحث.