رفع المشاركون في الندوة الفكرية (الحوار الوطني طريقنا لبناء اليمن الجديد) برقية الى رئيس الجمهورية في ختام أعمال الندوة التي استمرت ثلاثة أيام. وأشاد المشاركون بجهود رئيس الجمهورية وخطواته الحثيثة في الإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني. وثمن المشاركون جهود رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ورئيس وأعضاء اللجنة الفنية للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني . واكدوا في برقيتهم ان مؤتمر الحوار الوطني يمثل اليوم الصحوة من الغفلة التي طالت على مجتمعنا.. "26سبتمبرنت" تنشر نص البرقية بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الرئيس/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.. رئيس مؤتمر الحوار الوطني.. الإخوة رئيس وأعضاء اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني.. الإخوة المشاركون في الندوة .. نحييكم أجمل التحايا.. ونبارك جهودكم وخطواتكم الحثيثة وأنتم تتجهون بإيمان وثقة نحو الحوار الوطني ونقدر عالياً كل عمل قمتم وتقومون به، وكل خطوة تخطونها باتجاه هذا الحدث التاريخي العظيم الذي تتأسس على نجاحاته وعلى توافق واتفاق أطرافه وأجندته مستقبل أجيال من أبناء شعبنا اليمني المكافح الصابر العظيم.. لقد تدارسنا بعمق خلال ثلاثة أيام قضايا وإشكاليات ومحاور ذات صلة بأجندة ومقاربات عن المعطيات الراهنة عن الحوار الوطني.. وبعد قراءة معمقة وتداولات تبين لنا جسامة ما أنتم مقدمون على الخوض فيه وعلى بحثه وعلى التشاور فيه.. وعلى الغوص في طبيعة وحقيقة المشكلات والقضايا التي تتطلب منكم صبراً ومجالدة واصطباراً وتفهماً حتى تصلوا إلى رؤى مشتركة وإلى تفاهمات سوف تتحدد من خلالها مستقبل هذا الوطن الذي لا يختلف بشأن أن يكون مظلتنا الجغرافية التي تجمعنا مهما كانت التباينات القائمة بين المكونات السياسية والاجتماعية ومهما كانت الصيغة التي ستصلون إليها. ولقد أدركنا نحن المشاركون في الندوة الفكرية (الحوار الوطني طريقنا لبناء اليمن الجديد) حجم وحقيقة المشكلات وركام الموروث السابق من القضايا التي كان يتم ترحيلها ولم تجد لها مثل هذا الموقف المسؤول والواضح لدراستها ووضعها على طاولة الحوار بالرغم من انفجار بعضها وتحولها إلى ألغام أعاقت السير الآمن والمشروع لقاطرة التحولات للشعب التي كانت تقتضيها مراحل التطورات للبنى الاجتماعية والسياسية.. ولكن ها أنتم اليوم تقفون بشجاعة وبروح وطنية مسؤولة أمام استحقاقات مراحل متراكمة جرى ترحيلها وقدر عليكم أن تتحملون اليوم أعباءها الكبيرة.. وكنتم أهل لهذه المهمة التاريخية الجسيمة، وها أنتم وأبناء شعبنا اليمني تقفون بثقة وبشجاعة وأخلاق الفرسان على عتبات فاصلة من التاريخ لتضعون النقاط على حروف كل تلك الاستحقاقات.. ولا شك أنكم تدركون ومعكم كل أبناء شعبنا أنكم تضعون تاريخاً مغايراً أساسه التغيير وزاده ثقافة التغيير.. الثقافة التي تقبل فعلاً بالآخر وتقبل حقاً بالتعدد والتنوع، ولا تتوارى خلف المداهنات، ولا تتخوف من أن تسمي المشكلات والقضايا بمسمياتها كما هي، ولا ترضى أن تمارس الترحيل للإشكاليات.. ودون شك أن ما أنتم مقدمون عليه لهو اقتحام حقيقي وشجاع للمسكوت عنه ولقد جرؤتم أن تتولوا هذه المسؤولية العظيمة التي تجعل كل حرف يكتب وكل رؤية تقدم.. وكل قضية تبحث هي بمثابة تاريخ يسجل انطلاقة جديدة للشعب الذي ملّ من كل الحسابات التي كانت تقوم على إجباره على السير في منعطفات لا تخدم تنميته، ولا تؤمن بطموحاته الحقيقة التي أبرز عناوينها كرامته واحترام إراداته في أن يبني أسساً واقعية سليمة لحياته وسير تطوره.. أسس تخدم السواد الأعظم من المجتمعات المحلية ضمن المجتمع اليمني الكبير.. أسس لا تسمح مطلقاً باستئساد الاستبداد الفردي في إدارة الشأن العام للمجتمع اليمني الكبير بكل مكوناته الجغرافية والديموغرافية. إن مؤتمر الحوار الوطني يمثل اليوم الصحوة من الغفلة التي طالت على مجتمعنا.. ولقد آن أوان أن تتجلى حكمة اليمانيين في أن يصلوا إلى محددات واقعية، سليمة يرتضون ويتوافقون ويقبلو بها لتكون هي أساس عقد اجتماعي جديد يحتكم إليه الجميع، وتنتظم فيه أساليب إدارة حياة جديدة أبرز خطوطها العريضة الشراكة الوطنية، والمواطنة المتساوية والحكم الرشيد.. مفردات تنظم علاقات الشعب بذاته وبمكوناته.. وتنتظم على هداها المجتمعات المحلية التي تحفظ لها خصوصياتها الاجتماعية والجغرافية وتمنع تغوّل وطغيان الفساد والإفساد، وتضمن آليات إدارة منضبطة وتهيئ منطلقات لتنمية حقيقية لكافة المكونات الاجتماعية والثقافية والسياسية. ونحن إذ نقدر ونثمن تثميناً عالياً ما قمتم به وما ستقومون به. نود أن نشير إلى أن مخرجات وتوصيات هذه الندوة الفكرية هدفنا منها أن تكون عوناً لكل جهد طيب يبذل من أجل اليمن ومن أجل هذا الشعب الكريم.. وهي من باب بناء شراكة فكرية وثقافية وعلمية وهي من باب الجهد المتواضع الذي لا يكتفي بالمشاهدة عن بعد، وإنما تسعى لأن يكون جهداً مثمراً.. نتمنى أن يضيف شيئاً وأن يقدم رؤية مساعدة على هامش الجهد الكبير الذي تبذلونه والعطاء الذي تقدمونه لشعبكم ووطنكم.. وختاماً.. كلنا أمل أن يفضي مؤتمر الحوار الوطني بالشعب والوطن إلى حلول تحفظ للبلد تماسكاً.. وتهيئ الإمكانيات لبناء نمط جديد لنظام حكم يرتضيه الجميع. نظام يكون فيه جميع أبناء اليمن سواسية وتخلو فيه المنغصات والمشكلات ويمتلك فيه المواطن كرامته ويعيش حياة آمنة مستقرة وكريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. بوركت كل الجهود الطيبة.. وبوركت اليمن بكل مكوناتها الاجتماعية والسياسية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,