في سهرة كروية ممتعة، كتب الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة أول سطور تألقه في العام الجديد 2014 بعد غياب استمر 58 يوماً عن المستطيل الأخضر، ليقود فريقه الكاتالوني لفوز مستحق وسهل برباعية نظيفة على حساب ضيفه خيتافي برباعية نظيفة في جولة الذهاب لدور الستة عشر لبطولة كأس ملك أسبانيا لكرة القدم. ميسي حل بديلاً بعد مرور 64 دقيقة من عمر اللقاء إلا أنه تألق وسجل هدفين لبرشلونة في الدقيقتين 89 و90 من عمر المباراة التي كان نجمها الأول سيسك فابريجاس الذي سجل الهدفين الأول والثاني في الدقيقتين 9 و63 من ضربة جزاء ليضع البارسا قدماً في دور الثمانية للبطولة. تشكيلة برشلونة حملت الفرصة لبعض اللاعبين الصاعدين والبدلاء أمثال مارتن مونتويا وسيرجي روبيرتو في وجود الثلاثي الهجومي بيدرو وفابريجاس وسانشيز مع راحة لمايسترو الهجمات الكاتالونية زافي والبرازيلي نيمار واتجهت الأنظار بالطبع لدكة البدلاء في وجود الساحر الأرجنتيني العائد من الإصابة ليونيل ميسي كما قام لويس جارسيا مدرب خيتافي بتغييرات بالجملة في تشكيلته بعد الهزيمة الأخيرة أمام أشبيلية بثلاثية في الدوري. السيطرة الكاتالونية بدأت مع اللحظات الأولى وسط تمريرات رائعة من إنييستا وفابريجاس الذي كان صاحب المبادرة الأولى الهجومية لبرشلونة بتسديدة من الجبهة اليسرى أبعدها القائم إلى خارج الملعب إلا أن خيتافي لم يصمد طويلاً , ففي الدقيقة التاسعة نجح فابريجاس في هز الشباك من هجمة منظمة رائعة بدأت بإنييستا الذي مرر لأقصى الجبهة اليسرى إلى بيدرو الذي اعترض لاعبو خيتافي على تسلله في تلك اللقطة ولكنه أرسل تمريرة عرضية متقنة إلى سيسك الذي سجل برأسه ببراعة.
السيمفونية الكاتالونية تواصلت بهجمة منظمة وضع فابريجاس المتألق بصمته عليها بتمريرة بكعب قدمه إلى أدريانو الذي أرسلها عرضية لم تجد المتابع..والحقيقة أن لاعبي خيتافي استفاقوا من البداية الرائعة لبرشلونة بعد ربع ساعة بهجمة قادها ماريكا ولكنها باءت بالفشل. خيتافي بدأت هجماته أن تتسم بطابع الخطورة وخاصة من جانب بورخا وماريكا النشيط وكاد أن يهز الضيوف شباك البارسا من ضربة رأس عبر خطأ على حدود منطقة الجزاء ثم ضربة رأس أخرى علت العارضة من موريكا وهو الأمر الذي دق ناقوس الخطر بالنسبة للكتيبة الكاتالونية بقيادة المدرب الأرجنتيني تاتا لتدارك الموقف قبل أن يهتز مرماهم , ويحاول إنييستا الوصول إلى مرمى الضيوف بتسديدة قوية قبل نهاية الشوط الأول. السيطرة الكاتالونية استمرت في الشوط الثاني بضغط هجومي مكثف، ويبدو أن تاتا مدرب برشلونة أعطى تعليمات مشددة للاعبيه من أجل إنهاء المباراة باستغلال الفرص السهلة لقتل أحلام الضيوف.. ومع اللحظات الأولى للشوط الثاني اهتزت مدرجات "كامب نو" بالهتاف للساحر ميسي الذي قام لأداء عملية الإحماء بعد غياب طويل للإصابة. فابريجاس النجم الأول للمباراة تألق من جديد بتمريرة رائعة مع سانشيز الذي استسلم للرقابة في أغلب فترات الشوط الأول ولكن الكرة مرت بعيداً قبل أن يهدي سيسك تمريرة سحرية إلى المنطلق بيدرو الذي تعرض لعرقلة داخل منطقة الجزاء بعد إلتحام مع فاليرا مدافع خيتافي ليحصل على ضربة جزاء يسجل منها فابريجاس الهدف الثاني له ولبرشلونة في الدقيقة 63. الدقيقة 64 حملت عودة النجم ميسي للمستطيل الأخضر على حساب إنييستا وسط عاصفة من التشجيع من جمهور برشلونة لنجمهم المفضل بينما حاول لويس جارسيا تنشيط هجومه بالدفع باللاعب لافيتا على حساب مارتينيز..وواصل فابريجاس تألقه بتمريرة رائعة أخرى إلى بيدرو لم يستغلها, وخرج سانشيز الكسول في هذا اللقاء لصالح البديل تيلو وكاد خيتافي أن يهز شباك البارسا عن طريق بيدرو ليون. ميسي يبدو أن تفاعل سريعاً مع اشتياقه للمباريات وحماس الجمهور وبدأ تحركات رائعة ومراوغات في دفاعات خيتافي قبل أن يرسل تمريرة عرضية مرت فوق رأس بيدرو في الدقيقة 81 , وخرج فابريجاس نجم اللقاء ورجل المباراة لصالح زميله ألكسندر سونج..ورغم تغييرات جارسيا في صفوف خيتافي إلا أن الفريق الضيف بدا بدون أنياب رغم بابلو ساربيا وكولونجا. ورفض ميسي أن يمر اللقاء بدون وضع بصمته وسجل هدفاً جميلاً من تسديدة داخل منطقة الست ياردات بعد أن فشل بيدرو في ترويض الكرة بعد استلامها ليسددها النجم العائد من الإصابة في الدقيقة 89 ثم تألق ميسي من جديد بهدف ثاني له ورابع للبارسا من مراوغة رائعة ليتلاعب بدفاعات خيتافي ويسجل ببراعة ويكتب أجمل نهاية كاتالونية للمباراة.
