يا شعبنا العظيم.. إننا نحيي البطولات النادرة التي واجه بها شعبنا الغزو العدواني بإمكانات محدودة وشجاعة لا حدّ لها وصمود اسطوري في الضالع أرض الأبطال، مقاومة وشباباً وقبائلاً رجالاً وحرائراً.. ونحيي المقاومة الباسلة من شبابنا ولجاننا الشعبية الذين واجهه بها العدو الغازي في محور العند – الشريجة رغم شحة الامكانيات، تسليحاً وذخيرة،.. وأيضاً ما واجهته القوات الغازية من مقاومة باسلة طوال الطريق إلى عدن وفي عدن وما تواجهه في عدن.. ونترحم على أرواح الشهداء، وندعو الله الشفاء للجرحى.. وسيواصل شعبنا دفاعه عن وطنه وقضيته وكرامته في كل شبر من أرض الجنوب العربي. يا شبعنا العظيم.. في هذه اللحظات العصيبة.. التي يُكرَّس فيها الاحتلال بأدوات جديدة، إضافة إلى الاحتلال القائم، فإن ما حدث هو خسارة بداية معركة وليست خسارة الدفاع عن الوطن الذي سيستمر بكل الأدوات. إننا نعلم جميعاً أسباب هذه الخسارة، في هذه المعركة والتي لا داعي لذكرها في هذه اللحظات، التي أثرت مؤقتاً على مسيرة قضيتنا الجنوبية ولكنها لم، ولن، تنهيها بل ستزيد من تمسك شعبنا الجنوبي العظيم بأهدافه في التحرير والاستقلال وبناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية كاملة السيادة على كامل تراب أرضه بحدود ما قبل 22 مايو 1990م المعروفة دولياً. لقد أثبت هذا الغزو العدواني، بما لا يدع مجالاً للشك، أنه تكريس للاحتلال اليمني لأرض الجنوب العربي. فلقد دارت المعارك بشكل واضح ومكشوف وأمام العالم وبدون تمويه أو لُبس، بأن تلك المعارك قد شنّتها قوات وميليشيات من اليمن الشقيق على الجنوب العربي – أرضاً وشعباً – متخذة من دعاوي اليمننة للجنوب مبرراً وغطاءً لتكريس الاحتلال بالوحدة المزعومة التي قد انتهت منذ 1994م وتحولت إلى احتلال. إن محاولات إغراء بعض المتهافتين لتقاسم مناصب في وظائف السلطة، ولو في أعلى المناصب، ما هي إلا ثمن للجنوب – أرضاً وشعباً وهوية وكرامة – ولن يقبل بها إلا المتهافتون من بقايا دعاة اليمننة الذين أعطوا للغزاة المعتدين مبررات غزوهم. وأن الذين سيقبلون بها من المنتسبين إلى أرض الجنوب لن يكونوا إلا أتباعاً أذلاء للغزاة المعتدين المحتلين، وأدوات خاضعة لهم ولقوتهم ولسطوتهم.. أما شعبنا برجاله وحرائره وشبابه فسيستمروا في نضاله حتى تتحقق أهدافه كاملة غير منقوصة. يا شبعنا العظيم.. إننا على ثقة أنك لن تستلم.. وأن دماء الشهداء التي سالت على أرض الجنوب لسنين طويلة لن تذهب هدراً.. وأنك، يا شعبنا العظيم، ستستمر في نضالك بكل الأساليب المشروعة، وستظل الأكثر صلابة والأعلى صوتاً والأشد فعلاً حتى يتحقق النصر، بإذن الله. ودولة الجنوب العربي، حتماً وبإذن الله، قادمة مهما واجهنا من صعاب. والله غالب على أمره. عبدالرحمن علي بن محمد الجفري رئيس الهيئة الوطنية الجنوبية المؤقتة للتحرير والاستقلال"الهيئة" رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر(الرابطة) عدن، 25/3/2015م
