تلقيت عدداً من الاتصالات على مدى الثلاثة ايام الاخيرة من شخصيات عدنية معتبرة اضافة الى عدداً اخر من تلك الشخصيات صادفوني في الشارع او في مجالس القات وكلها تعيب في عبارات الغضب والاستياء من التعامل غير الائق وغير الاخلاقي مع معالم عدن التاريخية والدينية وكذا التعامل مع المتنفسات والسواحل الذي ما انزل الله بها من سلطان.. شخصية عدنية قالت لي : كفى عبثاً بمعالمنا وبتاريخنا ونقول للعابثين ما يقوله الانجليز: enough is enough واضاف اخرون ما الذي قدمته عدن غير الخير وكل الخير لكل من وفد اليها : ان كان جائعاً اشبعته وان كان عاريا كسته وان كان خائفاً امنته وان كان جاهلاً فقهته.. اقول لاعزائي واحبائي من ابناء عدن الطيبة ان عدن ذكرت بخير منذ كتاب التوراة (اقدم كتاب سماوي) وذكرها الرومان والاغريق والصينيون بكل الخير وهذا الجغرافي العربي ابن بطوطة (1304-1377م) يقول عن اهل عدن : (( اهل عدن اهل دين وتواضع وصلح ومكارم اخلاق يحسنون الى الغريب ويؤثرون الفقير ويعطون حق الله من الزكاة ما يجب)) اقدم مساجد عدن وهو مسجد ابان تعرض للهدم واعادة البناء في حين ان جامع صنعاء (الجامع الكبير) وان جامع الجند في تعز وجوامع اخرى في مدن شمالية شهدت ترميماً وظلت محافظة على طابعها المعماري الا مساجد عدن تعرضت للهدم واعادة البناء بالمقابل لم ينبري دفاعاً عن معالم عدن بالكتابة او الاعتصام او مخاطبة جهات رسمية او دولية الا ابناؤها المدنيون وعبر منظماتهم المدنية المتخصصة اذكر منهم الاساتذة : عبدالله احمد محيرز/ د. احمد صالح رابضة/ د. اسمهان العلس /د. هشام السقاف/ م. معروف عقبة / م. ابراهيم احمد سعيد/ د. احمد علي مهدي وعدد كبير من الناشطات العدنيات.. من الامور المتعلقة بانتشار بيوت الله نجد عدن متميز عن سائر حواضر الجزيرة العربية باستثناء ترميم (حضرموت) وحبان (ارض الواحدي) واذا اوردنا اسماءها رغم صغر مساحتها (اي عدن) سنكتفي بذكر البعض منها : مسجد ابان/مسجد العيدروس /(الشيخ عثمان)/ مسجد الجبرتي/ مسجد باجنيد/ مسجد جوهر/ مسجد الشيخ حامد/ مسجد حسين الاهدل/ مسجد نواص/ مسجد الخير/ مسجد الذهيبي/ مسجد زكو/ مسجد شيخان/ مسجد الصومال/ مسجد الضياء/ مسجد العمودي/ مسجد العسقلاني/ مسجد بن علوان/ مسجد علي بهاي/مسجد الغفار/ مسجد القادرية/ مسجد القلوعة/ مسجد كهبوب/ مسجد ابي الليل / مسجد با نصير / مسجد النصر /مسجد النور.. مسجد الشيخ حامد حفظه الله من العدوان: مسجد العارف بالله السيد ابي محمد حامد بن عبدالله بن علي بن حسين بن الشيخ علي بن ابي بكر بن الامام عبدالرحمن السقاف وانتقل الشيخ حامد الى عدن وعاش ومات ودفن فيها وتحديداً في شارع الزعفران عام1094ه ((حلقات القران الكريم ومجالس العلم في مساجد عدن : الشيخ امين سعيد با وزير ، ص 41)) شهد هذا المسجد المبارك حركة علمية وتربوية طيبة منذ مراحل سابقة وكان من أشهر رجاله المؤرخ والاديب الشيخ سعيد عوض با وزير الذي كتب في مذكراته بانه عند زيارته الى عدن عام 1936(قبل 81سنة) كان يلقي درساً في الفقه على العامة في مسجد حامد الواقع في رأس سكه الزعفران (مرجع سابق ص 42) .. ومن العلماء الذين خدموا الدعوة الاسلامية في هذا المسجد الشيخ علي محمد با حميش والشيخ عبدالرحمن هائل شميري (( والد الدكتور سمير شميري اطال الله عمره ومتعه بالصحة )) لا يحق لاي قوة كانت ان تتمادى في العبث بمأثر عدن الدينية والتاريخية وان منظمات المجتمع المدني وفي صدارتها جمعية التاريخ والاثار وكل قوى المجتمع ومنها المجلس الاستشاري العدني سيقفون بقوة ضد كل من يحاول هدم هذا المعمار الاسلامي التاريخي وانا على ثقة ان اللواء عيدروس قاسم الزبيدي محافظ محافظة عدن سينصر هذا القرار وهذه الرغبة لابناء عدن في الحفاظ على كل معالمه التاريخية والدينية. نقول للعابثين وعرابدة البزنس ارفعوا ايديكم عن جامع حامد .. ارفعوا ايديكم من الزعفران .. ارفعوا ايديكم عن عدن .. ارفعوا ايديكم عن الحضرية والحضارية ابرز سمتين تتحلى بهما عدن.. *- نجيب محمد يابلي – كاتب وشخصية سياسية اجتماعية عدنية
