الحكومة تدين اختطاف مليشيا الحوثي للصحفي العراسي على خلفية تناولاته لفضيحة المبيدات القاتلة    مجزرة مروعة في محافظة تعز واستشهاد 5 نساء بقصف حوثي على المدنيين    هل يُخفي البحر الأحمر مخططًا خطيرًا؟ القيادي المؤتمري ابوبكر القربي يُحذر!    الدوري الالماني ... بايرن ميونيخ يحقق الفوز امام فرانكفورت    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    البريميرليج ... ليفربول يواصل السقوط    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    "نجل الزنداني" يكشف عن رسالة من ايران لأسرتهم ..ماذا جاء فيها    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    استشاري سعودي يحذر من تناول أطعمة تزيد من احتمال حدوث جلطة القلب ويكشف البديل    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    مقاتلو المغرب على موعد مع التاريخ في "صالات الرياض الخضراء"    مركبة مرسيدس بنز ذاتية القيادة من المستوى 3    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    ضبط المتهمين بقتل الطفل الهمداني في محافظة إب بعد تحول الجريمة إلى قضية رأي عام    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    جماعة الحوثي توجه تحذيرات للبنوك الخاصة بصنعاء من الأقدام على هذه الخطوة !    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    حادث مروع .. ارتطام دراجة نارية وسيارة ''هليوكس'' مسرعة بشاحنة ومقتل وإصابة كافة الركاب    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    كان يرتدي ملابس الإحرام.. حادث مروري مروع ينهي حياة شاب يمني في مكة خلال ذهابه لأداء العمرة    تعرف على آخر تحديث لأسعار صرف العملات في اليمن    مأرب تقيم عزاءً في رحيل الشيخ الزنداني وكبار القيادات والمشايخ في مقدمة المعزين    عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية على وسط وجنوب قطاع غزة    السلفيون في وفاة الشيخ الزنداني    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    رفض قاطع لقرارات حيدان بإعادة الصراع إلى شبوة    قذارة الميراث الذي خلفه الزنداني هي هذه التعليقات التكفيرية (توثيق)    ما الذي كان يفعله "عبدالمجيد الزنداني" في آخر أيّامه    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    قوات دفاع شبوة تحبط عملية تهريب كمية من الاسلحة    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    عاجل: إعلان أمريكي بإسقاط وتحطم ثلاث طائرات أمريكية من طراز " MQ-9 " قبالة سواحل اليمن    وزارة الحج والعمرة السعودية تكشف عن اشتراطات الحج لهذا العام.. وتحذيرات مهمة (تعرف عليها)    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ المفلحي : الحكومة فشلت أمنيا وعسكريا و الانتقالي الجنوبي قوة مسيطرة على الأرض
نشر في شبوه برس يوم 01 - 03 - 2018

قال مستشار رئيس الجمهورية ومحافظ العاصمة عدن المستقيل عبدالعزيز المفلحي إن الشعب في الجنوب لن يقبل بأي حلول تنتقص من حقه في الحياة الكريمة، ووصف المفلحي مواجهات عدن في يناير الفائت بين قوات المجلس الانتقالي والحكومة بأنها "إشكالية حقيقية بين الحكومة والقوى السياسية والشعب في الجنوب".
وعن علاقة الشمال بالجنوب قال المفلحي في حوار مع وكالة سبوتنيك الروسية إنه ليس لديه أي إشكال في أن يصل الحل إلى إقليمين أو ثلاثة سواء بالشكل الفيدرالي أو الكونفدرالي.
وأكد المستشار المفلحي بأن التحالف العربي في اليمن لم يفشل كما تروج الجماعات الإخوانية، مشيرا إلى أن من فشل هم من أداروا العمليات العسكرية من اليمنيين أنفسهم.
* نبدأ من أحداث عدن الأخيرة ومطالبات المجلس الإنتقالي بإقالة الحكومة، بسبب شبهات الفساد التي لاحقتها.. ما السر وراء الإبقاء على الحكومة دون أي تغيير أو تعديل حتى الآن؟
- بالنسبة لأحداث عدن الأخيرة كانت المطالب شاملة ولا تخص الجنوبيين فقط، نظراً لحالة الفشل التي رافقت تلك الحكومة طوال مسيرتها أمنياً وتنموياً وعسكرياً، للاسف الشديد الفشل كان واضح في كل القطاعات والتنموية وكانت الخدمات شبة متوقفة في المناطق المحررة، وما كان يتم هو عمليات ترقيع هنا أو هناك، وهذا بدوره لا يمثل الشكل الصحيح للعمل التنموي المرتب والمخطط على المدى البعيد، ومن هنا كانت المطالبات الشعبية للرئيس هادي بإقالة الحكومة، و خرجت كل القوى السياسية الجنوبية وعلى رأسها المجلس الإنتقالي والحراك الجنوبي وبقية القوى الأخرى للمطالبة بإقالة الحكومة.
* هنا نعود للسؤال من جديد، الحكومة فشلت في كل شيء... ما السر في الإبقاء عليها حتى الآن؟
- عملية التغيير تتطلب وقتا كافيا وليس كما يعتقد البعض، والإشكالية في القوى السياسية نفسها، لأن التشكيل الحكومي هنا يقوم على المحاصصة والتقاسم، ومن هنا يمكننا القول ان القوى السياسية تتحمل جزءا من عملية الفشل الحكومي.
* هناك بعض الآراء تتحدث عن تهديدات من جانب حزب الإصلاح للرئيس هادي بفقدان "شرعيته" إذا ما أقدم على التغيير.. ما رأيكم؟
- في اعتقادي أن هذا الكلام هراء وليس حقيقة، فلا أحد يصدق ما يشاع بأن حزب الإصلاح يمثل القوة الرئيسة التي تتحكم بالأمور، ربما قدر له أن يحظى بتمثيل أوسع لدى الدولة، وأعتقد أنه قد حان الوقت لإعطاء فرص متساوية للجميع، ومن بداية الحرب كان يفترض، وهذا من وجهة نظري الشخصية، “أن تحظر الأحزاب وتدار الدولة بحالة الطوارىء وحكومة أزمة من الكفاءات وتكون مختصرة وليست بهذا الحجم المفزع” فالحكومة الحالية والتي تتكون من 38 وزيرا، تمثل عبئا على الموزانات اليمنية، ويجب ألا يزيد عدد وزراء الحكومة على 15 وزيراً فهو العدد الأفضل في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.
* مؤخراً أطلقت حملة في الجنوب تحت عنوان “شكراً الإمارات”، هل يعني هذا أن خلافات بدأت بين مكونات التحالف؟
- التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية يضم بشكل فاعل دولة الإمارات العربية المتحدة ويقومون بأعمالهم بشكل مرتب ومنسق وبالتوافق فيما بينهم، وما حدث في الجنوب، أن هناك إشكالية بالفعل بين الحكومة والقوى السياسية والشعب في الجنوب، وعندما دخل المشهد في اطار التعقيد، كان للتحالف بقيادة المملكة والإمارات العربية المتحدة الفضل في فض الاشتباك والوصول لحالة من التهدئة لبلوغ التغييرالمنشود.
* ما تعليقكم على المبادرة الأخيرة التي تقدمت بها حركة "أنصار الله" للأمم المتحدة؟
- لا علم لي بتلك المبادرة وتفاصيلها، وإن كانت هناك مبادرة فهذا شيء إيجابي، ونحن بالفعل في أشد الحاجة للسلام، وفي كل المبادرات السابقة للسلام كان سبب الفشل الرئيسي فيها “الانقلابيون” بسبب التعنت وهو ما أعاق وصولنا للسلام في اليمن، ومع ذلك طرحهم للمبادرات شىء إيجابي، واتمنى أن تكون مستندة على الواقع وتزيل أسباب المشكلة الرئيسية وهى العملية “الانقلابية” لأن الإنقلاب كان السبب الرئيسي للحرب في اليمن، وهم من قاموا بالحرب على شعبنا في الشمال والجنوب.
* ما هي النقاط التي يجب أن تتوفر في المبادرة التي يمكن أن تحظى بالقبول لديكم؟
- أي مبادرة تخرج عن قرار مجلس الأمن الدولي 2216ولا تحقق أهداف هذا القرار، أعتقد أنها لن تكون مهمة وبشكل خاص بعد الشرخ الكبير الذي أصاب الحوثيين في اعقاب الأشكالية الكبيرة مع المؤتمر، وفي كل الأحوال أي مبادرة تتعاطى واقعياً مع الإشكالية في اليمن ولا تتعارض مع روح القرار 2216 وتنهي الشكل الانقلابي، اعتقد أن الجميع سيرحب بها، ويجب أن تتوفر لها مبادىء حسن النية التي تتبوأ الموقع المتقدم في أي مبادرة من جانب "الانقلابيين" وهو إطلاق سراح المعتقلين السياسيين أولاً، وثانياً فك الحصار عن المدن والمدنيين والسماح بوصول قوافل الإغاثة إلى كل المناطق المحاصرة، وهنا يمكننا القول ان هناك جدية نحو السلام، يليها الاستعداد لتسليم السلاح باعتبارهم “مليشيات” لقوة محايدة تتشكل من الحكومة والتحالف وممكن من دول راعية عن طريق الأمم المتحدة ويتم تفويض لجنة دولية لاستلام السلاح الثقيل والمتوسط من "المليشيات" الخارجة عن نطاق الدولة.
* ما هو مستقبل مفاوضات “مسقط” التي كثر الحديث عنها مع مجيء المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن؟
- الحكومة اليمنية ترحب بأي تفاوض تحت مظلة الأمم المتحدة، واعتقد أن أي مبادرة او طرح جديد من جانب المبعوث الأممي الجديد سوف يتجاوز سلبيات أو أماكن خلل المبادرات السابقة، وأنا عن نفسي من مؤيدي السلام في اليمن، وأتمنى أن تضع هذه الحرب أوزارها في أقرب فرصة ممكنة لوقف نزيف الدم، وفي الوقت ذاته بلوغ الأهداف والتي كان مؤتمر الحوار الوطني في 2014 قد تحدث عنها، أما قضية الشمال والجنوب، فليس عندي أي إشكال أن نصل إلى إقليمين أو ثلاثة سواء بالشكل الفيدرالي أو الكونفدرالي، وأنا متأكد أن شعبنا في الجنوب لن يقبل بأي حلول تنتقص من حقه في الحياة الكريمة.
* هل لمستم جدية دولية لوقف الحرب في الآونة الأخيرة؟
- الجهد الدولي لم يتوقف في أي من مراحل الحرب، ونتمنى أن يكون هذا الجهد أكبر في الأيام القادمة ونصل لمرحلة وضع النقاط على الحروف، لنصل إلى مبادرة نضمن من خلالها الوصول لسلام دائم ومستقر في شمال وجنوب البلاد.
* هناك مطالبات برفع الحظر عن أحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس السابق، ألا يعني هذا تقويض القرار الأممي 2216 وشرعية الرئيس؟
- من الخطأ الربط بين "شرعية الرئيس هادي" ورفع العقوبات، فالرئيس هادي اكتسب شرعيته من الانتخابات الشعبية ولم تكن بالتوافق مع "الحوثي" والطرف الذي كان يمثل الرئيس علي عبد الله صالح، وفي تصوري رفع العقوبات عن نجل الرئيس السابق، يدعونا للتساؤل.. من يتحمل مسؤولية الحرب في اليمن؟ ومن وجهه نظري أن الإنقلابيين هم من يتحمل وزر هذه الحرب وكانوا السبب الرئيسي في إشعالها، ولذا يجب أن تظل العقوبات الدولية قائمة عليهم، والربط بين نجل الرئيس صالح والحوثي في القرار الأممي، فأعتقد أن المنظمة الدولية هى من أصدرت القرارات وهى الأقدرعلى تكييفها، في حالة ما إذا كان إلغاء العقوبات عن أحمد علي عبد الله صالح سيلغي العقوبات عن الحوثي، واعود للقول ان كل شيء يهون في سبيل إيقاف نزيف الدم وآلة الحرب القذرة، مع عدم المساس بالشرعية وأن يكون الرئيس هو راعي الانتقال السلمي والديمقراطي للسلطة في اليمن.
* من الذي يسيطر على الأمور في المحافظات الجنوبية؟
- "المقاومة الجنوبية" بكل أطيافها مع التحالف العربي ممثلا بالسعودية والإمارات العربية وهم من شكلوا تلك القوى التي قامت بتحرير الأرض في المحافظات الجنوبية، تلك المقاومة تنتمي بالأساس للحراك الجنوبي الذي يطالب بالسيادة على أرضه منذ عام 1994، فالمقاومة والجيش الجنوبي جزء لا يتجزأ من الشرعية والمتمثلة حالياً بالمجلس الانتقالي والحراك السلمي، والبيان الذي صدر عن الأخوة في المجلس الانتقالي وأعلنوا فيه حالة الطوارىء واستبعاد الحكومة، اعتقد أنه " الكبوة" التي وقعوا فيها، وكان يفترض عدم التطرق لقضية إعلان حالة الطوارىء، وتحديد وقت للتغيير الحكومي، كان الأفضل أن يتم الضغط عبر الجماهير الشعبية والتي تدين كلها بالولاء للمجلس الانتقالي والحراك والمقاومة، وفي اعتقادي لو تم اتباع تلك الطريقة ربما كان تغيير الحكومة أسهل من الآن، أما القرارات فولدت عنادا متبادلا بين الحكومة والمجلس الإنتقالي، وعلى الجانب الآخر اعتقد أن البيان الحكومي في ظل الأحداث كان غير موفق أيضاً في التعاطي مع المطالب الجماهيرية في قضية اسقاط الحكومة، فهناك خطأ متبادل تم تلافيه من جانب التحالف في إطار السعي للحوار.
* في بداية الحرب كان هناك طرف شمالي وآخر جنوبي، واليوم دخل المجلس الانتقالي كطرف ثالث... هل هذه إشكالية جديدة يمكن أن تعقد الحل؟
- المجلس الانتقالي قوة موجودة على الأرض ويمثل المقاومة والحراك بشكل واقعي، وإذا كنا في الحكومة الشرعية ندعو للتفاوض والتحاور مع الحوثي وهو من قام بالإنقلاب والعدوان على شعبنا، فما بالك بالمجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية ولم تَعد الشرعية الى عدن إلا بالمقاومة والحراك، ومن هنا فإن اللقاء بالمجلس الانتقالي يمثل شكلا من أشكال التسليم بالواقع وبتلك القوة الموجودة على الأرض، فهو شريك حقيقي لا يجب الانتقاص منه في عملية السلام، ولا بد من حل القضية الجنوبية بما يتلاءم ويتواءم مع متطلبات شعب الجنوب.
* ما هي أسباب زيارتكم الأخيرة لروسيا، وهل لها علاقة بالوضع الذي كان مشتعلا في عدن ذلك الوقت؟
- زيارتي لموسكو كانت للعلاج وكانت فرصة للقاء أصدقائنا الروس، ونحن نثمن مواقف روسيا الاتحادية بقيادة الرئيس بوتين، تجاه القضية اليمنية والقضايا في المنطقة، وقد جمعني لقاء بنائب وزير الخارجية وتطرقنا للملف اليمني بكل تفاصيله وتحدثنا بكل شفافية، ولمست الحرص الروسي على إحلال عملية السلام وحل المشاكل العالقة دون استخدام القوة، وكان هناك نوع من الرفض لأطروحات وتصرفات الانقلابيين والتي تمت بعد 21 سبتمبر 2017 في صنعاء، وتحديدا قتل الرئيس اليمني السابق، وبالنسبة للأصدقاء الروس فهم يعتبرون هذا العمل مشينا وإرهابيا.
*العملة اليمنية "الريال" وصلت إلى معدلات غير مسبوقة من التضخم... هل هناك خطة لإنقاذ البلاد من حالة الانهيار الإقتصادي ولو بتغيير العملة؟
- إذا تحدثنا عن الشمال والجنوب، فالجنوب كان دولة سابقة وله عملة تسمى الدينار وهى عملة محترمة ومعززة بالضمانات الاقتصادية الدولية ومعروفة لدى مؤسسات النقد الدولية، والآن الإشكالية هى سوء إدارة الحكومة لأعمال البنك المركزي بعد نقله إلى عدن، وعدم اكتمال الدورة المالية بشكل كامل من خلال البنك المركزي، وأنا تنبهت لذلك في خطابي السابق في عدن، وقلت أن هذا سيجرنا إلى إشكالية ارتفاع سعر الصرف والفوضى النقدية التي نعاني منها الآن، وتلك السياسة النقدية تمثل أحد الأسباب الرئيسية لفشل الحكومة الفاشلة بالأساس.
* هل هناك أسباب أخرى جعلتك تترك منصب محافظ عدن بخلاف ما ذكرته في صدر استقالتكم؟
- استقالتي كانت واضحة وصريحة ومسببة، وما دعاني للاستقالة هو أنني أطلقت وعدا للجماهير في أول يوم التقيت بهم، بعد أن أخذت وعوداً من الحكومة والرئيس في قضية حل المشاكل الخدماتية والتي تشمل الماء والكهرباء بدرجة رئيسية، وأبلغتهم أنني إذا لم استطع حل هاتين الإشكاليتين في مدى 6 أشهر فإنني سأقدم استقالتي، وبالفعل وجدت أن التوجهات لحل المشاكل الخدمية في عدن مع الفساد المالي والإداري الموجود لا يمكن أن تتحقق بل من المستحيل في ظل تلك البيئة، وبالتالي قدمت استقالتي وأوفيت بوعدي للجماهير.
* تطورت قدرات "أنصار الله" خلال سنوات الحرب بشكل كبير.. كيف ستنتهي الحرب بالسلاح أم بالتفاوض؟
- التحالف لم يفشل إطلاقاً، لكن من فشل هو من أدار العملية العسكرية على الأرض وهم اليمنيون، ولو كانت هناك إدارة فعالة لهذه الحرب على الأرض بالتعاون مع التحالف والدعم اللا محدود، كان يمكننا حسم هذه المعركة في أشهر وليس سنوات، وللأسف الشديد، أقولها وبالفم المليان “إن البعض استمرأ هذه الحرب لتحقيق مصالح ذاتية” وتحولت هذه الحرب إلى وسيلة من وسائل "الإثراء" وبالتالي ظهر من نسميهم “تجار الحروب”، ولا أرى أي مبرر لما يحدث، معركتنا في الجنوب حققنا فيها انتصارا ساحقا وخلال ثلاثة أشهر، وكان بالإمكان أن تستمر قوة الدفع في اتجاه صنعاء خلال أشهر، لكن للأسف الشديد أن الرؤية العسكرية في تلك المرحلة لم يوافقها الصواب، فكان يجب أن تستمر المعركة وبكل قواها في القطاعات الغربية والشرقية والجنوبية في آن واحد، ففي جبهة البيضاء والحديدة ومأرب كان يفترض أن تتجه جميعاً وبتوقيت واضح صوب صنعاء، وهذا بالنسبة للإستراتيجية العسكرية كان سيشتت القوى بالنسبة للانقلابيين ويضعفهم في جبهات مختلفة وهو ما كان سيشكل نقطة ضعف كبيرة جداً في صفوف الانقلابيين وبلوغ الهدف النهائي وهو السيطرة على صنعاء، لكن للأسف الشديد لا نعلم ماذا يريد بعض العسكريين اليمنيين من هذه الحرب.
الكثير من المنظمات الدولية تتهمكم بانتهاك حقوق الإنسان وانحرافات على الأرض يمكن أن ترقى لجرائم الحرب في الشمال اليمني... ما تعليقكم؟
في الحقيقة الانقلابيون هم من قاموا بانتهاك حقوق الإنسان، أما أن يقال إن التحالف والشرعية هم من قاموا بقتل اليمنيين وعدم السماح بإيصال المواد الإغاثية وغير ذلك، فهذا غير صحيح، فعمليات الإغاثة التي يقوم بها مركز الملك سلمان كانت تصل لصعدة في الشمال قبل وصولها لعدن في الجنوب، بمعنى أنه لم تكن هناك أي نظرة عدوانية تجاه المواطنين الواقعين تحت سيطرة "الحوثي"، ولم تتوقف قوافل الإغاثة على الإطلاق سواء كانت من المملكة أو الإمارات أو من الجهات الدولية، بل على العكس تماماً، الذي انتهك حقوق الإنسان حقيقة هو من أوقف قوافل الإغاثة ومنع وصولها إلى المناطق المحاصرة من جانبهم، وقام بحرمان مناطق كثيرة من مواد الإغاثة وهو ما أحدث مجاعات في تلك المناطق، وأرى أن بعض المنظمات الدولية التي تتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان تذهب بعيدا في اتجاه التوظيف السياسي المريض واللا أخلاقي في بعض الأمور، لكن قد يحدث خطأ من هنا أو هناك وكل حرب لها أخطاؤها وعلينا أن نتذكر الأخطاء التي كانت قائمة في حرب التحالف الدولي بالعراق وحرب التحالف الدولي في سوريا وغيرها من المناطق الملتهبة، فأين تلك المنظمات من تلك الانتهاكات والأخطاء الجسيمة.
* هل سيلعب أعضاء حزب المؤتمر الفارين من صنعاء دورا سياسياً مع الشرعية والتحالف... أم هناك مخاوف لديكم؟
- اعتقد أن هذا الأمر يخص قيادة التحالف والحكومة حول كيفية الاستفادة من هؤلاء أو عدم التعامل معهم، ولا أتصور أن يجد التحالف فائدة منهم في الحرب الدائرة ولا يستخدمهم بل سيتم استخدام كل الوسائل الممكنة للوقوف بوجه العدوان الغاشم الذي شنه الانقلابيون ضد الشعب اليمني.
وكالة سبوتنيك الروسية *


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.