المزايدات والشعارات المبالغ فيها منذ الاستقلال ومنها شعارات القومية والوحدة العربية هي من أضاعت الجنوبيين وأوصلتهم إلى نكبة الوحدة مع اليمن والتي كانت مدخلاً لاحتلال وضياع أرضهم . بدورهم اليمنيون الشماليون ومنذ احتلالهم للجنوب وقعوا في ذات المأزق -أي مأزق الشعارات -التي تضر ولا تنفع ومنها شعار الوحدة أو الموت ، وأصل العرب ، وتحرير فلسطين . الوحدة انتهت، والجنوبي بات يشعر بأن بوركينا فاسو أقرب إليه من المقاطرة، وأصل العرب هم أكثر العرب تخلفاً ، وأما تحرير فلسطين فيحتاج أولاً إلى تحرير صنعاء من إيران.
لا يعقل ان يأتيك مثقف من الحجرية لا يستطيع ان يحضر جنازة والده في جبل حبشي يزبد ويرعد ومهددا للجنوبيين بأنه سيرفع علم الوحدة على قلعة صيرة، تجسيدا لشعار اليمن واحد. سيفلح أهلنا في اليمن ان هم استفادوا من تجربة الجنوب وعلموا ان الشعارات لا تغير شيئاً في الواقع المزري بقدر ما تجعلهم معزولين عن واقعهم الذي يزداد سوءا . هي نصيحة غادروا مربع الشعارات وعيشوا الواقع كما هو . منصور صالح
