ذكر القرأن قصة النبي سليمان عليه السلام والنمل الذي أخبر بعضه البعض بأن يأوي إلى مخابئه حتى (لايدعسه) جيش الملك سليمان وهم لا يشعرون وتبسم عليه السلام من هذا التحذير الحصيف وتفقد الطير لكن لم يجد الهدهد وتوعده بالذبح فحضر الهدهد وقال جئتك من سبأ بنبأ يقين.. ولم يوضح القرءان الكريم زمان ومكان واسم الملكة التي لها عرش عظيم وتملك قوم سبأ الذي اليوم يدور جدل ممتد من اليمن إلى السعودية ولها اثار فيما كان قديما يسمى مملكة دومة الجندل شمال السعودية والى اثيوبيا واخيرا انظم السودان وكل له حججه ولكن تبقى الحجة الأظهر هي الفترة الزمنية التي حكم فيها الملك سليمان عليه السلام ففي ترجمات نصوص النقوش الحميرية الجنوبية لم يذكر اي نص لاسم (اليمن) لا كدولة ولا كشعب.. ولكن معظم قبائل الحبشة هم من العرب الجنوبيون ومنهم قبيلة الحبشة نفسها. وقبيلة الجعيز وقبيلة الامهرة وقبيلة الدناكل وقبيلة التجراي ..أيضا لايوجد نص باسم الملكة بلقيس.. أو نص يحدد زمانها ومكانها والمملكة التي تتحدث عنها "الرحلة الصينية" إلى جنوب العرب غالبا هي مملكة حضرموت الكبرى لا أجزم أنها مملكة حضرموت الكبرى لاغيرها فقد وجدت ترجمة لنص نقش في العقلة عن وفود قدمت للمشاركة في احتفالات النصر منها وفود كلدان واشور والصين والهند والحبشة .. واحتمال أن تكون هذه الملكة هي إحدى ملكاتها لتزامن عهدها مع عهد الملك سليمان عليه السلام الذي حكم خلال الفترة 960/935ق.م فهذه المملكة 1300/150 ق.م اشتهرت بحكم ملكات فيها أطلق عليهن( ام الضمدين) كما أنها تعد امتداد للمملكة الحميرية العربية الجنوبية التي ظفرت بالمعانيين السومريين في شرق الجنوب العربي عام 3200م وهزمتهم واجبرتهم على الجلاء من الجزيرة والخليج واسمت المنطقة ظفار ( الشرق الاولى.) واتخذتها عاصمة ثم نقلت العاصمة لاحقا إلى ريبون ( حريضة حاليا )وفي الشمال الذي أخذ مسمى (اليمن) الجهوي كهوية سياسية ووطنية له منذ عام 1930 بعد تغيير الامام يحيى بن محمدحميد الدين اسم مملكته الهاشمية الى اليمنية والادعاء أنه الوريث الشرعي لممالك العرب الجنوبيون القحطانية لم تظهر فيه الدولة قديما غير عام525ق.م عندماعاد المعانيون السومريون مرة ثانية بعد أن ظفر بهم العرب الجنوبيون في ظفار الشرق أو الأولى عام 3200,,ق.م واجلوهم من الجزيرة والخليج كما أسلفنا آنفا .. واسس الملك معين الرهوي الاول مملكة معين أو معان في الجوف. -وهم قوم قدموا من شمال العراق - وقد خاضت هذه المملكة حربا مع مملكة دومة الجندل شمال السعودية حاليا لكن جيشها تعرض لهزيمة كبرى وعاد إلى الجوف وانقلب سادن المعبد كرب ايل وتر على الملك معين الرهوي الثاني ثم غزا مأرب التي يعتقد الكثير من المؤرخين أنها هي أرض سبأ واحتلها وغير اسم مملكته (مملكة معين) عام 350ق.م إلى (مملكة سبأ) انتسابا الى الأرض بالطبع وليس إلى العصبة السبئية المحصورة في حمير وكهلان .. وهذه المملكة هي التي غزت مملكة حضرموت الكبرى في عهد ملكها اشعر وتر بخديعة المصاهرة عام150 ق.م حتى ظهر لها الحميريون الريدانيون محررين وثائرين ضدها منطلقين من مؤتمر حميرم في حصن العر بشبام الاحقاف بقيادة الملك ياسر يهنعم الاول وولي عهده شمر يهرعش الاول عام 135ق.م وتم تحرير ارض الجنوب وايضا ارض الشمال والجزيرة والخليج منهم بعد أن ظفر بهم مرة ثانية الريدانيون في ،(ظفار الغرب أو الثانية) عام 115ق.م واتخذها الملك شمر يهرعش الاول عاصمة للدولة الحميرية العربية الجنوبية مع إبقاء مدينتهم ميفعة نقب الهجر عاصمة ثانية وتلقب تبابعة و ملوك هذه المملكة باللقب الحميري الطويل ملك ذو ريدان وحضرموت وسبأ ( سبأ هنا هي الأرض مأرب )ويمنت -(ويمنت هنا تعني جنوب العاصمة ظفار)- والتهائم والطود والأعراب..وبدون شك لايهم انتساب هذه الملكة لاي بلد بقدر ما يهم المؤرخ معرفة الحقيقة في التاريخ الإنساني وربما قادم الأيام يتم اكتشاف حفريات وخربشات تجلوا الغموض وتميط اللثام عن الحقيقة وتضع حدا لتنازع موطن هذه الملكة التي أشار لها القرأن الكريم بايجاز .
