تربط سلطنة عمان وسلطنات الجنوب العربي أواصر اخوية ضاربة جذورها في عمق التاريخ منذ ماقبل الميلاد ومابعده وماقبل الاسلام ومابعده حتى تكالبت قوى الشر على الجنوب العربي ونكبته لتغيير هويته وثقافته وتوتير علاقاته مع الأشقاء العرب وتحديدا سلطنة عمان التاريخ والحضارة . البلد العربي الشريك الفعلي مع الجنوب العربي في حضارة العرب قديما عندما تصدوا للغزو المعاني السومري معا القادم مما عرف لاحقا (باليمن السياسي) وظفروا به عام 3200ق.م وأقاموا مملكة العرب الجنوبيون ثم اشتراكهم بالتصدي للغزو الفارسي فالغزو البرتغالي وغيرهم. فالتداخل بين الجنوب العربي وعمان كبير وواسع فهما يشكلان نسيج اجتماعي وثقافي. عادات وتقاليد وارث حضاري واحد فتجد القبيلة في سلطنة عمان لها امتداد في الجنوب العربي مثل السليماني والمهري والشنفري والحميري والكندي والعامري والجابري والنعماني والشحري والسناني والسيابي والسليمي واليافعي والهلالي على سبيل المثال. والاكثر من ذلك المذهب الاباضي كان مذهب أهل حضرموت الجنوب العربي في شبام حتى نهاية القرن الثالث الهجري ثم انتقل الى عمان وأتى في الجنوب العربي المذهب الشافعي الاشعري المعتدل والصوفية المعتدلة وهما قريبين من الاباضية بوسطيتهما واعتدالهما إلى جانب العادات والتقاليد .. وعلاقات التعاون التجاري كانت كبيرة بين موانئ عدن والمكلا والشحر ونشطون وموانئ سلطنة عمان صور وصلالة ومسقط بل وكل موانئ الخليج العربي فالنقل بواسطة الزعائم والصنابيق كان مستمرا إضافة إلى تحرك المواطنين بنشاطهم التجاري .. إلى جانب النقل البري رغم صعوبة الطرق في ذلك الوقت كان متصلا حسب المتاح في ذلك الوقت من ثلاثينات واربعينات القرن الماضي بحكم التلاصق الجغرافي كل ذلك ظل مستمرا حتى نكب الجنوب العربي بعد استقلاله نهاية عام 1967 بنظام حكم اشتراكي ارعن أوجد التوتر والقطيعة وعدم التواصل بين الشعبين الشقيقين و ونتأمل باذن الله قريبا ان يعود التواصل إلى سابق عهده وازدهاره وأكثر كما يتمنى المواطنون في الجنوب العربي وسلطنة عمان بما يعزز جسور التواصل بين البلدين ويعيد تلك العلاقات إلى سابق عهدها في التواصل الاجتماعي والثقافي والتجاري وطي صفحة سبعينات القرن الماضي لإفساح الطريق أمام فرص التواصل والسفر إلى المستقبل الواعد بالخير للجميع. الباحث/علي محمد السليماني
