الحاكم اليمني النازح الذي عجز عن تحرير أرضه لم ولن يوفر الخدمات لأرض غيره    الأحزاب اليمنية حائرة حول القضية الجنوبية.. هل هي جزئية أم أساسية    العليمي يعمل بمنهجية ووفق استراتيجية واضحة المعالم لمن يريد ان يعترف بهذه الحقيقة.    هل ستُصبح العملة الوطنية حطامًا؟ مخاوف من تخطي الدولار حاجز 5010 ريال يمني!    في ذكرى عيد الوحدة.. البرنامج السعودي لإعمال اليمن يضع حجر الأساس لمشروع مستشفى بمحافظة أبين    مفاتيح الجنان: أسرار استجابة الدعاء من هدي النبي الكريم    خبير جودة يختفي بعد بلاغ فساد: الحوثيون يشنون حربًا على المبلغين؟    الرئيس رشاد العليمي: الوحدة لدى المليشيات الحوثية مجرد شعار يخفي نزعة التسلط والتفرد بالسلطة والثروة    الرئيس العليمي : قواتنا جاهزة لردع اي مغامرة عدائية حوثية    رئيس إصلاح المهرة: الوحدة منجز تاريخي ومؤتمر الحوار الوطني أنصف القضية الجنوبية    الرئيس العليمي يبشر بحلول جذرية لمشكلة الكهرباء    جماعة الحوثي تعلن الحداد على ل"7 أيام" وتلغي عيد الوحدة اليمنية تضامنا مع إيران!    "العدالة تنتصر.. حضرموت تنفذ حكم القصاص في قاتل وتُرسل رسالة قوية للمجرمين"    "دمت تختنق" صرخة أهالي مدينة يهددها مكب النفايات بالموت البطيء!    بطل صغير في عدن: طفل يضرب درسًا في الأمانة ويُكرم من قِبل مدير الأمن!    قيادي إصلاحي: الوحدة اليمنية نضال مشرق    إيقاد الشعلة في تعز احتفالا بالعيد الوطني 22 مايو المجيد والألعاب النارية تزين سماء المدينة    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    الونسو: اتالانتا يشكل تهديدا كبيرا    أبين.. منتخب الشباب يتعادل مع نادي "الحضن" في معسكره الإعدادي بمدينة لودر    الوزير الزعوري يناقش مع وحدة الإستجابة برئاسة مجلس الوزراء الملف الإنساني    وزير الشؤون الاجتماعية يشيد بعلاقة الشراكة مع اليونيسف في برامج الحماية الإجتماعية    التعادل يسيطر على مباريات افتتاح بطولة أندية الدرجة الثالثة بمحافظة إب    القبض على متهم بابتزاز زوجته بصور وفيديوهات فاضحه في عدن    تراجع أسعار النفط وسط مخاوف من رفع الفائدة الامريكية على الطلب    الامين العام للجامعة العربية يُدين العدوان الإسرائيلي على جنين    لاعب ريال مدريد كروس يعلن الاعتزال بعد يورو 2024    المبعوث الامريكي يبدأ جولة خليجية لدفع مسار العملية السياسية في اليمن مميز    إحصائية حكومية: 12 حالة وفاة ونحو 1000 إصابة بالكوليرا في تعز خلال أشهر    الآنسي يعزي في وفاة الشيخ عبدالمحسن الغزي ويشيد بأدواره العلمية والدعوية والوطنية    الوزير البكري يلتقي رئيس أكاديمية عدن للغوص الحر "عمرو القاسمي"    تناقضات الإخواني "عبدالله النفيسي" تثير سخرية المغردين في الكويت    الحوثي للاخوان: "اي حرب ضدهم هي حرب ضد ابناء غزة"!!!!    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن حملة علاجية مجانية لمرضى القلب بمأرب    "وثيقة".. كيف برر مجلس النواب تجميد مناقشة تقرير اللجنة الخاصة بالمبيدات..؟    تقرير برلماني يكشف عن المخاطر المحتمل وقوعها بسبب تخزين المبيدات وتقييم مختبري الاثر المتبقي وجودة المبيدات    الحوثيون يعبثون بقصر غمدان التاريخي وسط تحذيريات من استهداف الآثار اليمنية القديمة    أين نصيب عدن من 48 مليار دولار قيمة انتاج الملح في العالم    هل يمكن لبن مبارك ان يحدث انفراجة بملف الكهرباء بعدن؟!    قاتلكم الله 7 ترليون في الكهرباء فقط يا "مفترين"    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالصور.. أبشع إبادة في تاريخ العالم .. "مسلمي بورما" تحت نيران البوذية
نشر في شهارة نت يوم 16 - 07 - 2012

يعيش المسلمون في بورما أشد محنة يتعرضون لها في تاريخهم حيث تشن ضدهم حرب إبادة عنيفة من قبل جماعات بوذية متطرفة راح ضحيتها عدد كبير لا يمكن إحصاؤه بدقة.
ويقول الناشط البورمي محمد نصر: إن مسلمي إقليم أراكان في دولة بورما، يتعرضون حالياً لأبشع حملة إبادة من قبل جماعة 'الماغ' البوذية المتطرفة، مشيراً إلى أن عدد القتلى لا يمكن إحصاؤه.

وأضاف: إن الجماعات الراديكالية البوذية المناصرة ل'الماغ' تنتشر في أماكن تواجد المسلمين في بورما بعد إعلان بعض الكهنة البوذيين الحرب المقدسة ضد المسلمين.
وأشار إلى أن مسلمي إقليم أراكان يتنقلون في ساعات الصباح الأولى فقط وبعدها يلجؤون إلى مخابئ لا تتوفر فيها أي من مستلزمات الحماية، خوفاً من الهجمات التي وصفها بأنها الأشد في تاريخ استهداف المسلمين في بورما.
وأوضح أن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة 'لن يصلونا قبل أن نموت جميعا فالوقت ينفد'.

وفي عام 1942 تعرض المسلمون في بورما لمذبحة كبرى على يد البوذيين الماغ، راح ضحيتها أكثر من مئة ألف مسلم وشرد مئات الآلاف.
ويبلغ عدد سكان بورما أكثر من 50 مليون نسمة منهم 15% مسلمين، يتركز نصفهم في إقليم أراكان، الذى يتواجد فيه الأغلبية المسلمة.

وأعادت الأحداث الدامية الأخيرة التي تعرض لها المسلمون في إقليم أراكان المسلم في بورما مآسي الاضطهاد والقتل والتشريد التي كابدها أبناء ذلك الإقليم المسلم منذ 60 عاماً على يد الجماعة البوذية الدينية المتطرفة (الماغ) بدعم ومباركة من الأنظمة البوذية الدكتاتورية في بورما. حيث أذاقوا المسلمين الويلات وأبادوا أبنائهم وهجروهم قسراً من أرضهم وديارهم وسط غيابٍ تام للإعلام أن ذاك إلا في القليل النادر.
ويعيش مسلمو ولاية آراكان الواقعة في غرب بورما أوضاعا مأساوية، بعدما تحولت المواجهات التي يشهدها الإقليم إلى حرب شاملة ضد المسلمين في بورما, فقبل عدة أيام قتل عشرة من دعاة بورما المسلمين لدى عودتهم من العمرة على يد مجموعات بوذية, قامت بضربهم حتى الموت وذلك بعدما اتهمتهم الغوغاء ظلما بالوقوف وراء مقتل شابة بوذية.
ومنذ ذلك الحين تجوب مجموعات مسلحة بالسكاكين وعصي الخيزران المسنونة العديد من مناطق وبلدات ولاية أراكان, تقتل كل من يواجهها من المسلمين وتحرق وتدمر مئات المنازل، وخاصة في منطقة 'مونغاناو' في شمال الولاية، إضافة لمدينة 'سيتوي' عاصمة ولاية آراكان.
وتعتبر ولاية أراكان (والتي هي عبارة عن شريط ترابي ضيق يقع على خليج البنغال) همزة الوصل بين آسيا المسلمة والهندوسية وآسيا البوذية، حيث يكاد يكون من شبه المستحيل التعايش بين أغلبية بوذية 'الراخين' وأقلية مسلمة مضطهدة 'روهينج ياس '.
كما تعتبر الأقلية المسلمة في بورما بحسب الأمم المتحدة أكثر الأقليات في العالم اضطهادا ومعاناة وتعرضا للظلم الممنهج من الأنظمة المتعاقبة في بورما.
جذور المأساة:
يبلغ عدد سكان بورما أكثر من 50 مليون نسمة, منهم 15% مسلمون, حيث يتركز نصفُهم في إقليم أراكان ذي الأغلبية المسلمة.
وقد وصل الإسلام إلى أراكان في القرن السابع الميلادي, وأصبحت أراكان دولة مسلمة مستقلة, حتى قام باحتلالها الملك البوذي البورمي (بوداباي)، في عام 1784م وضم الإقليم إلى بورما خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة, وعاث في الأرض فساداً فدمر كثيراً من الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس، وقتل العلماء والدعاة.
ومنذ تلك الحقبة, والمسلمون يتعرضون لكافة أنواع التضييق التنكيل والإبادة, ففي عام 1942م تعرض المسلمون لمذبحة وحشية كبرى من قِبَل البوذيين الماغ بعد حصولهم على الأسلحة والإمداد من قِبَل البوذيين البورمان والمستعمرين وغيرهم, راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مسلم, أغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال، وشردت مئات الآلاف خارج الوطن، ومن شدة قسوتها وفظاعتها لا يزال الناس وخاصة كبار السن يذكرون مآسيها حتى الآن.
كما تعرض المسلمون للطرد الجماعي المتكرر خارج الوطن بين أعوام 1962م و1991م حيث طرد قرابة المليون ونصف المليون مسلم إلى بنغلادش في أوضاع قاسية جداً.
ولا يزال مسلمو أراكان يتعرضون في كل حين لكل أنواع الظلم والاضطهاد من القتل والتهجير والتشريد والتضييق الاقتصادي والثقافي ومصادرة أراضيهم، بل مصادرة مواطنتهم بزعم مشابهتهم للبنغاليين في الدين واللغة والشكل وذلك لإذلالهم وإبقائهم ضعفها فقراء وإجبارهم على الرحيل من ديارهم.
بداية المأساة الجديدة:
مع حلول الديمقراطية في ميانمار (بورما) حصلت ولاية أراكان ذات الأغلبية الماغية على 36 مقعداً في البرلمان، أعطي منها 43 مقعداً للبوذيين الماغين و3مقاعد فقط للمسلمين, ولكن وبالرغم هذه المشاركة من المسلمين الروهنجيين لم تعترف الحكومة الديمقراطية التي ما زالت في قبضة العسكريين الفاشيين بالعرقية الروهنجية إلى الآن رغم المطالبات الدولية المستمرة.

وقبل انفجار الأزمة في 18/7/1433ه الموافق 8/6/2012م بأيام, أعلنت الحكومة الميانمارية البورمية بأن�'ها ستمنح بطاقة المواطنة للروهنجيين في أراكان فكان هذا الإعلان بالنسبة للماغين بمثابة صفعة على وجوههم, فهم يدركون تماماً معنى ذلك وتأثيره على نتائج التصويت – في ظل الحكومة الجمهورية الوليدة – ويعرفون أن هذا القرار من شأنه أن يؤثر في انتشار الإسلام في أراكان, حيث أن الماغين يحلمون بأن تكون أراكان منطقة خاصة بهم لا يسكنها غيرهم.
بدأ الماغيون بعد ذلك يخططون لإحداث أي فوضى في صفوف المسلمين، ليكون ذلك مبرراً لهم لتغيير موقف الحكومة تجاه المسلمين الروهنجيين فيصوروهم على أنهم إرهابيون ودخلاء، ويتوقف قرار الاعتراف بهم أو يتم تأجيله, وأيضاً لخلق فرصة لإبادة الشعب الروهنجي المسلم مع غياب الإعلام الخارجي كلياً، وسيطرة الماغين على مقاليد الأمور في ولاية أراكان.
البداية المفبركة:
عمد الماغيون في بلدة تاس ونجوك البوذية التي يندر وجود المسلمين فيها، والواقعة في الطريق المؤدي إلى العاصمة رانغون برصد تحركات المسلمين، فاتجهت -قدراً- حافلة تقل مجموعة من العلماء والدعاة المسلمين منهم من عاصمة بورما 'رانغون' ومن عاصمة ولاية أراكان 'إكياب - سيتوي' وحين وصلوا إلى البلدة المذكورة هاجمهم مجموعة من الماغيين البوذيين وأمسكوا بهم. فوقعت المأساة والمذبحة البشعة فاجتمع على ضربهم وقتلهم قرابة ال 466 من الماغيين الحاقدين في صورة تنعدم عندها كل معاني الإنسانية.

والمتأمل لصور شهداء المذبحة يدرك تماماً أن هؤلاء الدعاة– رحمهم الله - تم ربط أيديهم وأرجلهم, ثم انهال الجميع بضربهم ضرباً مبرحاً بالعصي على وجوههم ورؤوسهم. فلا ترى إلا وجوهاً محتقنة بالدماء والنزيف الداخلي للدماغ والوجه واضح جدا. وقد فقئت أعينهم وكسرت جماجمهم وخرجت أدمغتهم .. وسحبت ألسنتهم فلا يعلم إلا الله كم عانوا من الألم قبل أن تخرج أرواحهم ..
التبرير الساذج للمذبحة:
وحتى يثير الماغيون الفتنة, ويخلقوا موقفاً للتبرير جريمتهم ادعوا أنهم فعلوا ذلك انتقاماً لمقتل فتاة بوذية زعموا أن أحد المسلمين اغتصابها وقتلها, مع العلم بأن حادثة الفتاة - إن صدقوا فيها - فقد حصلت في بلدة يندر فيها وجود المسلمون . كما أن هؤلاء الدعاة ليسوا من تلك البلدة وإنما كانوا مارين بها إضافة إلى أنهم مواطنون أصليون من العاصمة رانغون وليسوا من مقاطعات أراكان ويتكلمون لغة الماغ بطلاقة وهم من كبار السن وقد علاهم الشيب وغطت وجوههم اللحى.

موقف الحكومة:
وبالطبع كان موقف الحكومة مخجلاً ومتواطئاً مع البوذيين ضد المسلمين, حيث قامت بالقبض على 4 من المسلمين بدعوى الاشتباه بهم في قضية الفتاة, وتركوا ال466 الذين شاركوا في قتل هؤلاء الأبرياء, مما يوضح بجلاء أن القضية ليست قضية فتاة إنما هي دعوى ترويجية لإحداث الفوضى وإبادة المسلمين بمباركة من الحكومة وإعادة ما حصل قبل ستة عقود.
تطورات القضية:
وفي يوم الجمعة 19/7/1433ه الموافق 3/6/2012م يوم اندلاع الثورة أحاط الجيش والشرطة البوذية بشوارع المسلمين تحسباً لأي عملية مظاهرات وشغب في أراكان وبالتحديد في (مانغدو) ومنعوا المصلين من الخروج دفعةً واحدة, وأثناء خروجهم قاموا الرهبان البوذيين الماغ برمي الحجارة على المسلمين حتى أصيب عدد منهم, فثار المسلمون وقاموا بردة فعل, وقد احتقنت النفوس على قتل الدعاة العشرة وضياع حقوقهم طيلة العقود الماضية, فقاموا بأعمال شغب، وهذه الفرصة التي كان ينتظرها 'الماغ' ليردوا عليها بإبادة شعب طال تخطيطهم لها, وبعدها تدخل الجيش والتزم المسلمون بالتهدئة ورجعوا لمنازلهم وتم فرض حظر التجول على الطرفين فتمت محاصرة أحياء الروهنجيين المسلمين حصاراً محكماً من قبل الشرطة البوذية الماغية, وفي المقابل ترك الحبل على الغارب للماغ البوذيين يعيثون في الأرض الفساد, ويزحفون على قرى ومنازل المسلمين بالسواطير والسيوف والسكاكين, فبدأت حملة الإبادة المنظمة ضد المسلمين والتي شارك فيها حتى كبار السن والنساء, أما المسلمون العزل فكل ما كان يحملونه عند ثورتهم بعد الجمعة مجرد عصي وأخشاب لدى بعضهم, وهكذا بدأ القتل في المسلمين وحرق أحياء وقرى كاملة للمسلمين بمرأى من الشرطة الماغية البوذية وأمام صمت الحكومة التي اكتفت ببعض النداءات لتهدئة الأوضاع.
تهجير المسلمين من أكياب/ سيتوي:
ومما يدل أيضاً على أن المسألة هي مسألة تطهير عرقي وإبادة جماعية للروهنجيين المسلمين, ما قام به البوذيون الماغيون حيث استغلوا فرض حظر التجول في المناطق ذات الأغلبية المسلمة وضمنوا عدم استطاعة زحفهم تجاه عاصمة أراكان إكياب - وهي مدينة بعيدة عن تجمع المسلمين مثل: مانغدو وراثيدونغ وغيرها- فقاموا بحرق أحيائهم بالكامل, وبدأ النزوح الجماعي للمسلمين من إكياب ومانغدو بعد أن احترقت منازلهم وصاروا يهيمون على وجوههم في كل مكان, بأجساد عارية ليس عليها إلا خرق بالية, وبدأ تهجيرهم وطردهم والدفع بهم في عرض البحر على سفن متهالكة بلا طعام ولا شراب, وهكذا بدأت رحلة المجهول على قوارب الموت مسلمين أمرهم إلى الله وقد علت أصواتهم بالاستغاثة والإلتجاء من الله ,وبحت أصواتهم وأصوات أطفالهم ونسائهم بالبكاء, وقد انتهى مصيرهم بالوصول إلى الدول المتاخمة وهم في حالة بين الحياة والموت والكثير منهم قد فارق الحياة.

وعلى الرغم من مناقشة قضية الأراكانيين الروهنجيين من قبل الأمم المتحدة ومنظمة آسيان, ومنظمة المؤتمرالإسلامي منذ عقدين؛ إلا أن شيءً لم يتغير ، بل ازداد سوءً. ففي ظل سكوت العالم اليوم عن هذه القضية كما سكت بالأمس فإن البوذيين لن يتوانوا عن إعادة مسلسل جرائهم من جديد الذي بدؤوه قبل 60 عاماً حين أيقنوا أن العالم في سبات عميق تجاه ما يقترفونه في حق المسلمين في إقليم أراكان , من أبشع صور القتل والتعذيب والتهجير وحرق للمنازل والأحياء على من فيها.
* صور من المجازر المرتكبة بحق المسلمين في بورما
ونعتذر عن نشر الصور







ينتفضون للأضرحة ولا يبالون بدماء المسلمين في بورما!
انتفض العالم لإدانة هدم الأضرحة في مالي إلى حد وصفت ب"جريمة حرب" وأدان واستنكر وشن الهجوم على منفذي هجمات الكنائس والمسيحيين في نيجيريا.. وفي المقابل لم يحرك ساكنا أمام المذابح البشعة للمسلمين في بورما حتى الإدانة لم يسمع لها صوت، ويبدو أن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة ستصل إلى هناك بعد أن يموت المسلمين جميعا!.
ويتعرض سكان إقليم "أراكان" من المسلمين فى دولة بورما إلى أكبر عملية إبادة جماعية على يد جماعة "الماغ" البوذية المتطرفة، ولا يمكن إحصاء عدد القتلى في الهجمات التى تعتبر الأشد فى تاريخ استهداف المسلمين فى بورما التي يسكنها 50 مليون نسمة، منهم 15% من المسلمين، يتركز نصفهم فى إقليم أراكان ذى الأغلبية المسلمة.
المسلمون في بورما يواجهون الحرق في قراهم بشكل جماعي – حيث يقوم النظام العسكري ببناء مستوطنات جديدة مكانها للبوذيين - ويذبحون كالخراف وتغتصب النساء ويلاحق الشباب والأطفال داخل الغابات الاستوائية المليئة بالحيوانات المفترسة، وقد لجأ عشرات الآلاف من السكان المسلمين الى الشواطىء لينجوا بأنفسهم مبحرين إلى بنجلادش.
ولا تعد مذبحة بورما الحالية الأولى ولن تكون الأخيرة، فدائمًا ما يتعرض المسلمون فيها لأبشع أنواع الظلم والتنكيل، ، ففي عام 1938 قام البوذيون بارتكاب مجزرة قتل فيها ما يقرب من ثلاثين الفاً من المسلمين تحت أنظار المستعمرين الانجليز الذين كانوا يحكمون تلك البلاد في ذلك الزمان، كما حرقوا مئة وثلاثة عشر مسجداً ، وفي عام 1942 ارتكب البوذيون مذبحة اخرى في “اراكان” التي كانت يوما ما دولة إسلامية ذهب ضحيتها حوالي مئة ألف مسلم وشُرِّد مئات الآلاف.
كما طرد الجيش البورمي في عام 1978 اكثر من نصف مليون مسلم في ظروف سيئة جداً حيث توفى خلال التهجير اكثر من اربعين الفاً من النساء والاطفال والشيوخ. كما تعرض المسلمون للطرد الجماعى المتكرر خارج الوطن خلال أعوام 1962 و1991 حيث طرد قرابة المليون ونصف المليون مسلم إلى بنجلادش.
والغريب أن هذه المجازر الوحشية المستمرة والتي تجددت مؤخرا ضد المسلمين لم تلق صدى عند الغرب وحتى الدول العربية والإسلامية التي انشغلت على ما يبدو بقضية أخرى قد تكون أكثر أهمية من دماء المسلمين الذي يسير أنهارا في بورما وهو هدم الأضرحة في مالي!
هذا الاهتمام وصل لدرجة أن رئيسة الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية، فاتو بينسودا، وصفت تدمير الأضرحة على يد من تصفهم بالإسلاميين من حركة "أنصار الدين" في مدينة تمبكتو الأثرية في مالي بأنها "جريمة حرب".
ووصفت حكومة مالي الأمر بأنه "عنف مدمر يرقى إلى جرائم الحرب"، ودعت الحكومة الأحد الأمم المتحدة إلى التحرك لحماية تمبكتو وتراثها.
كما صدرت الإدانات من دول مثل المغرب والجزائر اللتين عبرا عن قلقهما الشديد مما يحدث في تمبكتو، ودعوا الدول الإسلامية، ودول العالم إلى "تدخل عاجل"، لحماية المواقع الأثرية الغنية في مالي.
ولقي هذا الاهتمام بهدم الأضرحة انتقاد الكثير من شيوخ وعلماء المسلمين، فها هو فضيلة الشيخ الدكتور ناصر العمر يعلق بقوله "أي محكمة هذه التي تصف هدم الأضرحة بجريمة حرب؟ أين هي من المجازر البشرية وإهلاك الحرث والنسل على يد قرامطة العصر؟"، في إشارة إلى نظام بشار الأسد العلوي في سوريا.
وإزاء مجازر بورما لم نسمع من وسائل الإعلام العربية والإسلامية أي استنكارات أو شجب من قبل الجهات الرسمية والحكومات الإسلامية والعربية ولم تقم منظمات الإغاثة العالمية بأي عمل من شأنه التخفيف من معاناة هؤلاء المعذبين أو مد يد العون لهم ، كما لم نر أي دعوات غربية لفرض حظر أو عقوبات اقتصادية ضد النظام العسكري في بورما، ثم ماذا عن الدول الإسلامية المجاورة لبورما مثل إندونيسيا وماليزيا هل لم يحن الوقت بعد لإنقاذ إخوانهم وجيرانهم.
فمن الواضح أن قضية هدم الأضرحة تشغلهم وتشغل باقي العالم عن مأساة المسلمين في بورما ومأساة المسلمين في سوريا ومآسي المسلمين في جميع أنحاء العالم!.
الاتحاد العالمى للمسلمين يندد بمجازر بورما
و
أصدر الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين بيانا يندد فيه انتهاك حقوق الأقلية المسلمة فى بورما وما يلاقونه من مجازر وحشية. وأكد الاتحاد على متابعته المستمرة لما يتعرض له المسلمون فى إقليم أراكان المسلم فى بورما للقتل والتشريد والاضطهاد منذ فترة طويلة بالإضافة إلى تهجيرهم وتدمير منازلهم وممتلكاتهم ومساجدهم، على يد الجماعة البوذية الدينية المتطرفة.
وقال البيان: "للأسف الشديد تقف الحكومة البوذيه موقف المتفرج من المذابح البشعة التى تتصاعد يوماً تلو الاخر تجاه الأقليات المسلمة فى البلاد، حيث لايمكن إحصاء عدد القتلى فى الهجمات التى تعتبر الأشد فى تاريخ استهداف المسلمين فى بورما".
وأشار البيان إلى أن المجازر الحالية التى يتعرض لها مسلمو أراكان تعيد الأذهان إلى عام 1942، عندما قام البوذيون بمذبحة كبرى ضد مسلمى "أراكان " استشهد فيها أكثر من مائة الف مسلم، فيما سبق أن جرى تهجير نحو 1.5 مليون مسلم من أراضيهم بين عامى 1962 و1991 إلى بنجلاديش .
وَأضاف قائلا: "لم يقف الأمر عند حدّ التصفية الجسدية والتطهير العرقى، ولكن تجاوزه إلى الاقصاء السياسى، فعندما جرت الانتخابات، تمّ منح 43مقعداً للبوذيين و3 مقاعد للمسلمين، فيما لم تعترف السلطات فى بورما – التى يحكمها الجيش- بعرقية سكان أراكان المسلمة رغم المطابلات الدولية المستمرة".
وقال البيان: "من أشكال التطهير العرقى ايضاً ضد مسلمى أراكان، والتى ظهرت اخيراً، عندما أعلنت الحكومة البورمية مطلع شهر يونيو الفائت أنّها ستمنح بطاقة المواطنة للعرقية الروهنجية المسلمة ممّا اغضب كثيراً من البوذيين بسبب هذا الإعلان، لأنهم يدركون أنه سيؤثر فى حجم انتشار الاسلام فى المنطقة، فخططوا لإحداث الفوضى، وهاجم البوذيون حافلة تقل عشرة علماء مسلمين كانو ا عائدين من أداء العمرة، وشارك فى تلك المذبحة أكثر من 450 بوذياً، تمّ ربط العلماء العشر من أيديهم وأرجلهم وانهال عليهم البوذيون ضرباً بالعصى حتى استشهدوا، وبررّت السلطات هذا العمل القمعى للبوذيين "الذين قاموا بتلك الأفعال بأنه انتقام لشرفهم بعد أن قام شاب مسلم باغتصاب فتاة بوذية وقتلها".
وأدان البيان تبريرات الحكومة فى بورما لهذه الأحداث وقيامها بتوقيف أربعة مسلمين بحجة الاشتباه فى تورّطهم فى قضية الفتاة، فيما تركت نحو 450 قاتلا بدون عقاب. وعلاوة على على هذا كله، وفى إحدى صلوات الجمعة، وعقب الصلاة أحاط الجيش بالمساجد تحسباً لخروج مظاهرات بعد الصلاة، و قام بمنع المسلمين من الخروج دفعة واحدة، وفى تلك اللحظة وأثناء خروج المسلمين من الصلاة القى البوذيون الحجارة عليهم واندلعت اشتباكات قوية، ففرض الجيش حظر التجول على المسلمين، وترك البوذيين يعيشون فى الارض فساداً، ويهاجمون الأحياء المسلمة بالسيوف والعصى والسكاكين، ويحرقون المنازل ويقتلون من فيها أمام أعين قوات الأمن وأمام صمت العالم.
وأمام مايحدث وما وقع من الجرائم يؤكد الاتحاد ويرى مايلى:
1- يندد الاتحاد بالمجازر البشعة التى ارتكبت بحق إخواننا المسلمين فى اقليم أراكان فى بورما بالقتل والتشريد والتهجير والاضطهاد الذى استمر طوال عدة عقود.
2- يطالب الاتحاد منظمة التعاون الاسلامى والحكومات الاسلامية والمسلمين جميعاً بالوقوف مع إخوانهم المستضعفين فى بورما بقوة، وذلك بالتنديد بحكومة بورما العنصرية وتحذيرها من العواقب الوخيمة لهذه الجرائم ضد الانسانية، والتهديد بقطع العلاقات البدلوماسية والاقتصادية - إن وجدت - فهذا واجب اسلامى وإنسانى يسألنا الله تعالى عنهم إذا لم نقم بفعل أى شئ يمنع هذه الجرائم فقال تعالى (إنما المؤمنون أخوة) سورة الحجرات اية 10 وشبه الرسو ل (صلى الله عليه وسلم ) المسلمين بالجسد (إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) وأن نصرتهم واجبة فقال تعالى (وإن استنصروكم فى الدين فعليكم النصر ) سورة الانفال اية 72
3- يطالب الاتحاد منظمة الامم المتحدة للقيام بواجبها فى منع هذه الجرائم الخطيرة ضد فئة معينة على أساس الدين كما يطالب المنظمات الحقوقية والانسانية بالوقوف مع هذه القضية الانسانيه والمطالبة بمحاكمة مرتكبى هذه الجرائم العنصرية.
4- يطالب الاتحاد المنظمات الخيرية والاغاثية بالقيام بواجبها نحو هؤلاء المتشددين ولاسيما فإنهم يعانون بالاضافة الى الاضطهاد والتشريد من الفقر والمجاعة، وأن الدولة المجاورة (بنغلاديش) هى الأخرى بحاجة الى الدعم لذلك إننا نناشدهم الله أن يقوموا بواجبهم فى الاغاثة فالله سائلنا يوم القيامة عنهم اذا مات منهم واحد بسبب المجاعة ولم نقم نحن بواجبنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.