طرد جنود تابعون للواء 133 مشاة ولواء المدفعية، المرابطين في محافظة صعدة، اللواء الركن مهدي مقولة، نائب رئيس الأركان لشئون القوى البشرية، أثناء إلقاءه كلمة أمام ضباط وجنود اللواء صباح أمس. وقال ل"الشارع" مصدر عسكري كبير في اللواء 133 مشاه انه تم طرد مقولة عندما بدأ يلقي كلمة على الضباط والجنود بسبب وقوعه في خطأ، حيث قال لأفراد اللواءين إنه ينقل لهم "تحيات الرئيس على عبد الله صالح". وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن جنود وضباط اللواءين ردوا على خطأ مقولة بترديد هتافات مطالبة برحيله من مقر قيادة اللواء 133 مشاة، في "منطقة كهلان" ، واشتدت هتافاتهم مجبرين إياه على المغادرة وإنهاء المحاضرة التي كان بدأ يلقيها ضمن حملة التوعية بأهمية مؤتمر الحوار الوطني. وأفاد المصدر أن مقولة حاول أن يعتذر ويوضح الخطأ، إلا أن الجنود انتفضوا في وجهه، سيما بعد أن قام جنديان وحرضا أفراد اللواءين ضد مقولة، باعتباره "فاسداً" من "بقايا النظام". وذكر مصدر عسكري آخر أن قائد اللواء 133 مشاة تدخل محاولا تهدئة الجنود إلا أنه لم يتمكن من ذلك. وقال المصدر أن قائد اللواء أبلغ الجنود والضباط بأن مقولة لم يكن يقصد ما قاله، وأنه أصبح في موقع عسكري تم تعيينه فيه بقرار من رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، غير ان الأفراد استمروا بالهتافات مجبرين مقولة على مغادرة اللواء. كما نقلت صحيفة الشارع أيضا عن أحد جنود اللواء عن مقولة كان في بداية كلمته وشرع في فتح ورقة تتضمن الكلمة التي كان سيلقيها على أفراد اللواءين ضمن سلسلة محاضرات تنفذها دائرة التوجيه المعنوي بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد للتوعية بأهمية مؤتمر الحوار الوطني. وقال الجندي : "كان مقولة بدأ يفتح الورقة ويصلح نظارته فيما شرع أحد الجنود في فتح قارورة ماء له عندما قال إنه ينقل لنا تحيات الرئيس على عبد الله صالح، فانتفضنا ضده وأجبرناه على المغادرة". وأكد مصدر عسكرية آخر للصيحة أن "مقولة حاول أن يعتذر للجنود عن الخطأ الذي وقع فيه، وقال إنها غلطة لسان وإنه لم يكن يقصد ذكر اسم الرئيس السابق، غير أن الجنود رفضوا اعتذاره، واستمروا في ترديد الهتافات المطالبة بسرعة خروجه من المعسكر". وقال مصدر عسكري ثان إن مقولة غادر مع الفريق الإعلامي الذي كان إلى جواره منصة اللواء الذي كان يلقي الكلمة عليها وغادر بوابة المعسكر بعد أن اجبره الجنود على عدم إكمال كلمته التي كان قد استهلها في افتتاح الفعالية. وأضاف المصدر: "تم بدء الفعالية بالترحيب بمقولة ثم تم تلاوة آيات من القرآن الكريم وبعدها وقف مقولة لإلقاء كلمته عن وزارة الدفاع، إلا أنه وقع في الخطأ فضج الجنود والضباط ضده وخرجوا من الطوابير التي كانوا فيها وبدأوا يهتفون مطالبين برحيله". وقال: "حاول عدد من ضباط اللواء وقائد اللواء تهدئة الجنود ولكن دون جدوى، فاضطر مقولة إلى مغادرة المعسكرة قبل أن يكمل كلمته". وكان مقولة قائدا للمنطقة العسكرية الجنوبية قبل أن يقيله الرئيس هادي ويعينه نائبا لرئيس هيئة الأركان لشؤون القوات البرية. يذكر أن اللواء 133 مشاة ولواء المدفعية، اللذان انتفضا ضد مقولة، يتبعان اللواء على محسن الأحمر، إذ يقعان ضمن المنطقة الشمالية الغربية السابقة التي يقودها الأحمر الذي انشق في 18 مارس 2010م عن نظام الرئيس السابق على عبد الله صالح وأعلن انضمامه إلى ثورة الشباب. وأحدث انشقاق على محسن شقاً في صف القيادات العسكرية المنتمية إلى منطقة الرئيس السابق "سنحان" والتي ينتمي إليها مهدي مقولة الذي ظل مواليا لعلي عبد الله صالح حتى جرى إقالته من قيادة المنطقة الجنوبية وتعيينه في موقعه الجديد. وأجبرت الثورة الشعبية علي عبد الله صالح على التخلي عن السلطة بموجب اتفاق سياسي صعد بموجبه نائبه السابق هادي إلى الحكم.
