مع بداية عام 2009م, كانت الطفلة سونيا عبد المؤمن الجرادي تستأنف حياتها, بعد رحلة عذاب وتنكيل لحق بطفولتها, على يد والدها وخالتها, امتدت لسنوات. وكان عمرها لا يتجاوز 9 سنوات, عندما كشف قضيتها فريق حقوقي وصحفي. ونهاية الأسبوع الماضي كانت شقيقتها, البالغة من العمر 13 عاما, ضحية تعذيب وحشي على يد ذات الأب وذات الخالة, حتى فارقت الحياة. شقيقة سونيا لم تنج من الموت, لقد حاول الأب دفن جثة الطفلة سراً في المقبرة الرئيسية بمدينة ذمار, بعد صلاة فجر, وبحسب العقيد الركن محمد الحدي, مدير البحث الجنائي بالمحافظة, فإن الطفلة القتيلة الضحية تعرضت لعملية تعذيب وحشية. الأب, الذي سبق له أن عذب جسد ابنته سونيا قبل سنوات, مارس وحشيته على جسد شقيقتها حتى فاضت روحها, مبررا هذا التصرف الإجرامي بأنها "كانت تقل أدبها عليه وتسخر منه عندما يصاب بمرض التشنج والصرع". عندما عدت الى إرشيفي وجدت كم الأمر موجع عندما يتجاوز أب إنسانيته ويتورط في تعذيب طفلة. سونيا قالت لي يومها: "لا أريد أن أرجع إليهم, كانوا يعذبونني ". أتذكر أنها قالت ذلك وهي تخفي وجهها بين كفيها, وتتحدث ببراءة طفلة أمانيها الصغيرة لتلخصها بقولها: "اشتي أرجع الى المدرسة لأكون طبيبة". وأرجع ما قالته يوم زرتها: "كانت خالتي- (زوجة الأب) تعلقني من أرجلي وتكويني بالسكين في يدي وأرجلي ورأسي, وأنا ماناش داري ليش". والد سونيا من أبناء محافظة تعز, طلق والدة سونيا وتزوج من ابنه عمه؛ بينما تزوجت الأم هي الأخرى لتبدأ مع رجل آخر قصة حياة أسرية جديدة. الصدفة وحدها هي التي كشفت قضية تعذيب سونيا قبل سنوات, وقتل شقيقتها, مطلع الأسبوع الماضي. إبراهيم عفارة, وهو ناشط حقوقي بارز في ذمار, قال يومها في تصريح صحفي له, بعد تعهد والد سونيا بعدم تعذيبها أو مطالبتها من أسرة تكفلت برعايتها: "ما مصير أشقاء سونيا؟ لديها شقيقان, بنت وولد, بوجود خالتهم؟".