كشفت صحيفة محلية، أن استياءا واسعاً بين القادة العسكريين الكبار والقدماء داخل الجيش، بسبب القرار الذي أصدره رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، مساء السبت الماضي، وقضي بتعيين الضابط زكريا يحيى محمد الشامي نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة، وترقيته إلى رتبة لواء. و نقلت الصحيفة، عن مصدر عسكري، وصفته ب"الرفيع" أن زكريا الشامي لم يباشر عمله، حتى أمس الاثنين، في مبنى وزارة الدفاع، مشيراً إلى انه ينتظر عودة الوزير، اللواء الركن محمود الصبيحي، من عدن، التي نزل إليها فجر أمس. و حسب الصحيفة، هناك كثيراً من قادة الجيش مستاؤون من تعيين زكريا الشامي نائباً لرئيس هيئة الأركان؛ كون هناك من هو أكفأ وأقدم منه داخل الجيش، ورتبهم العسكرية أكبر منه. و طبقا لما أوردته الصحيفة، قال المصدر بعد صدور قرار تعيين زكريا الشامي في هذا الموقع الكبير، عبر عدد كبير من القادة العسكريين عن استيائهم من هذا التعيين، وأبلغ عدد منهم استياءهم هذا إلى وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي؛ كون هناك داخل الجيش من هو أقدم من زكريا الشامي ورتبهم أكبر من رتبته". و نوه لمصدر: " زكريا الشامي رتبته عقيد، وتم تعيينه في هذا الموقع العسكري الكبير وترقيته إلى رتبة لواء، وهذا يعني أنه أصبح على جميع قادة الوحدات والألوية العسكرية تأدية التحية العسكرية لزكريا الشامي؛ رغم أنهم أقدم منه ورتبهم العسكرية أكبر من رتبته، ولا يصح أن يؤدي الضابط الأقدم التحية لضابط اقل منه خدمة ورتبة في السلك العسكري". وتابع: "عسكري كبير أبلغ الرئيس عبد ربه منصور هادي باحتجاجات قادة الجيش ورفض بعضهم تأدية التحية العسكرية لزكريا الشامي، وقال له إن ترقية الشامي من رتبة عقيد إلى رتبة لواء كانت قفزة كبيرة، فرد رئيس الجمهورية بالقول: الذي مش عاجبه له يقدم استقالته. وهذا قرار وقد تم، أو تتشوا الحوثي يجزع كلامه علي ويجبرني على إلغاء قرار تعيين العميد حسين خيران رئيساً لهيئة الأركان العامة؟". و زاد المصدر: "هذا القائد العسكري الكبير أبلغ الرئيس هادي أن أحد القادة العسكريين الكبار أقسم بالله، وحرم وطلق، أنه لن يتمم لزكريا الشامي؛ إلا أن الرئيس هادي أصر على القرار، وقال إن من لم يعجبه القرار عليه أن يستقيل". و قال المصدر: "جرت العادة في قرارات التعيين العسكرية أن تراعي الأقدمية، ويتم استثناء الأقدمية عندما لا يوجد شخص متخصص من الضباط القدامى لتعيينهم في المنصب العسكري الشاغر، وتعيين زكريا الشامي أثار استياء واسعاً داخل الجيش". و كان رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، عبد ربه منصور هادي، أصدر، مساء السبت الماضي، القرار رقم (62) لعام 2014م، قضى بتعيين زكريا يحيى محمد الشامي نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة، وترقيته إلى رتبة لواء، بدلا عن اللواء الركن عبد الباري عبد الرحمن عبد الستار الشميري، المحسوب على اللواء علي محسن الأحمر، والذي صدر، في ذات اليوم، قرار ثان قضى بتعيينه مفتشاً عاماً للقوات المسلحة، خلفاً للواء محمد علي القاسمي. و نقلت "الشارع" عن مصادر أخرى أن الرئيس هادي أصدر قرار تعيين زكريا الشامي في هذا الموقع في محاولة منه لترضية جماعة الحوثي، التي اعترضت على القرار الجمهوري الذي أصدره مؤخراً، وقضى بتعيين العميد حسين خيران رئيساً لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة. و حجسب الصحيفة، توصل الرئيس هادي إلى اتفاق غير معلن مع جماعة الحوثي يقضي بتعيين ضابط محسوب عليها في موقع نائب رئيس هيئة الأركان، لتسوية الخلاف معها حول تعيين حسين خيران رئيساً لهيئة الأركان؛ إذ كانت الجماعة أعلنت رفضها لقرار تعيين الأخير، وظل مسلحوها يمنعون "خيران" من دخول مبنى وزارة الدفاع للبدء بمباشرة عمله. و طبقا لما أوردته الصحيفة رشحت جماعة الحوثي عدداً من الضباط لتعيين أحدهم نائباً لرئيس هيئة الأركان فاختار الرئيس هادي زكريا الشامي وأصدر قرار تعيينه في هذا المنصب. و نقلت اللصحيفة، عن مصدر عسكري ثان إن الاتفاق غير المعلن بين الرئيس هادي وجماعة الحوثي، لحل أزمة تعيين "خيران" رئيساُ للأركان، تضمن، أيضاً، تعيين عدد من الضباط المحسوبين على جماعة الحوثي في وزارة الدفاع ودوائرها، وفي قيادة وحدات وألوية عسكرية. و ذكرت الصحيفة، أن هناك قرارات عسكرية ستتضمن تعيين ضباط حوثيين في وزارة الدفاع ووحدات الجيش، تنفيذاً للاتفاق مع جماعة الحوثي. و حسب الصحيفة، ضمن هذا الاتفاق غير المعلن، أصدر الرئيس هادي، الأيام الماضية، قراراً غير معلن قضى بتعيين العقيد أحمد عبد الولي الذهب قائداً للواء الأول مشاة بحري، المتمركز في جزيرة سقطرى، خلفاً للعقيد حسين خيران، والذهب رشحته جماعة الحوثي لهذا المنصب. و كان صدر، مؤخراً قرار معلن قضي بتعيينه قائداً للواء 139 المتمركز في رادع، محافظة البيضاء؛ إلا أن منتسبي هذا اللواء رفضوا خروج قائدهم علي المغني، المحسوب، هو وهذا اللواء، على اللواء علي محسن الأحمر، فهذا اللواء تم تجميعه من شباب الساحات بعد أحداث عام 2011". و زكريا هو نجل يحيى الشامي، الذي تقلد مناصب عدة خلال نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بينها محافظ محافظة صعدة. وتم، أمس الأول، نشر السيرة الذاتية لزكريا الشامي والتي تؤكد صغر سنه وحداثته في السلك العسكري. و طبقاً للسيرة الذاتية، التي نشرها قيادي حوثي، فزكريا الشامي من مواليد 1972، تخرج في الكلية الحربية بصنعاء عام 1993، الدفعة30، ولديه بكالوريوس في العلوم العسكرية. وزكريا حاصل على "دورة قادة سرايا، ودورة قادة كتائب، ودورة كمبيوتر"، ولديه ماجستير في العلوم العسكرية من جمهورية السودان، ودورة في اللغة الإنجليزية من ماليزيا. وورد في السيرة الذاتية: "بدأ دراسة الدكتوراه في العلوم العسكرية في ماليزيا، تم ترك الدراسة بضغط من السلطة على والده بتهمة أنه يحرض على السلطة بين الطلاب في ماليزيا". و توضح السيرة الذاتية أن زكريا الشامي تقلد مواقع عسكرية متواضعة وبسيطة ولم يتدرج في مواقع عسكرية تؤهله لشغل موقع نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة. تدرج الرجل من قائد فصيلة إلى قائد سرية في قوات العمالقة، ولم يتدرج في أي موقع عسكري أخر، خلال حياته العسكرية غير التدرج في هذين الموقعين المتواضعين، إضافة إلى تدرجه في موقعين عسكريين متواضعين: "رئيس شعبة التدريب في محور الحديدة، ونائب رئيس شعبة التدريب في المنطقة الشمالية الغربية"، حسب ما جاء في سيرته الذاتية. و توضح السيرة الذاتية أن زكريا الشامي كان "مدير إدارة الكمبيوتر في الشرطة العسكرية، ومدير سكرتارية قائد الشرطة العسكرية، وسكرتير خاص للقائد، ورئيس شعبة الكمبيوتر في الشرطة العسكرية، مدير مكتب قائد الشرطة العسكرية، رُشح ملحقاً عسكرياً في السودان، عضو في فريق الجيش والأمن في مؤتمر الحوار الوطني، ممثلاً لجماعة الحوثي.