بعد ان القينا الضوء على امور اساسية في العلاقة الوطيدة بين الرياضة والقلب، تابعت "النشرة الرياضية" مسيرتها في هذا المجال مع الطبيبة كلود سمعان (*) وعادت معها في لقاء اليوم الى العلاقة الاساسية التي تحكم الرياضة بالقلب وتأثيرها عليه بشكل مباشر وغير مباشر. بداية، اكدت الطبيبة سمعان ان للرياضة التأثير الكبير والمهم على القلب، وهو تأثير ينقسم الى قسمين: مباشر وغير مباشر. واعادت التذكير بأن الرياضات التي تؤثر ايجاباً على القلب في كل الظروف والاوقات واياً تكن الحالة الصحية للذي يمارسها هي: المشي، السباحة وركوب الدراجات الهوائية. وشرحت ان اهمية هذه الرياضات تكمن في انتظام ايقاعها بحيث انها لا تتطلب تغييراً في الايقاع فتكون سريعة وكثية تارة وبطيئة تارة اخرى. كما ان هذه الرياضات تفرض الثبات في الاداء وتتطلب الجَلد (endurance)، وهي امور مفيدة للقلب. واكملت الطبيبة سمعان: ان القلب هو عضلة ومتطلبات هذه العضلة هي كباقي العضلات الموجودة في الجسم، فالتمرين يفيد القلب وينميه، اما عدم القيام بنشاط او حركة، فهو كمثل تجبيس اليد او الساق حيث يتراخى العضل ويصبح من غير الممكن ان يقوم بأعماله المعتادة. من هنا، يشعر الشخص الذي لا يقوم بالرياضة او بالحركة بشكل عام بثقل وتعب وتسارع في نبضات القلب بسبب عدم تمرين العضلة ونموها. اما من يمارس الرياضات التي ذكرتها، فهي مفيدة لانها تجعل القلب يعتاد على نمط معين من الحركة بعيد عن التسارع المفاجىء، ما يخفف من نبض القلب ويعود بالفائدة على الشخص المعني بطريقة مباشرة. لانه، وفق الدراسات، كلما قلّت نبضات القلب عن 70، يصبح عمر القلب اطول مما سيكون عليه في حال تخطت عن ال70 في شكل مستمر ودائم. كما ان تخفيف عدد نبضات القلب يسمح بدخول الكمية اللازمة للاوكسجين الى الشرايين بسلاسة، وبالتالي يؤمن حماية اكبر للقلب من التعرض لذبحة. واضافت الطبيبة سمعان: ان الذبحة القلبية هي عبارة عن نقص الاوكسجين في الشرايين فينقطع الدم عن القلب، والرياضة والحركة المدروسة تساعد بالتالي على ايصال الكمية اللازمة فقط الى القلب في الشرايين، كما انها تساعد على نمو العضلة وتحصينها (انما يجب الاخذ في الاعتبار عدم جعل العضلة سميكة جداً لان تأثيراتها تصبح سلبية، وهو امر لا يثير قلق من يمارس الرياضة المدروسة او الرياضات المذكورة آنفاً). ويمكن للرياضة ان تفيد القلب ايضاً بطريقة غير مباشرة، لانها تساعد الشخص على احراق الدهون الزائدة، والتخلص من الكولسترول السيء وتعزيز الكولسترول الجيد، وتخفيض نسبة السكر، اي انها تحمي القلب ايضاً لانها تحافظ على سلامة الشرايين التي تؤمّن تزويد القلب بالدم. (*) الطبيبة كلود سمعان اخصائية في امراض القلب وخريجة جامعة لوفان الكاثوليكية للطب – بلجيكا-، تعالج في العديد من المستشفيات اللبنانية ومنها مستشفى سيدة البحار- جبيل ومستشفى الكورة، وتملك عيادتان في الاشرفية. كما انها اشرفت على معالجة المدرب الحالي لمنتخب لبنان لكرة القدم الالماني ثيو بوكير عام 1988 حين تعرض لنوبة قلبية مفاجئة خلال زيارته الى لبنان.