يتقطّع القلبُ حسرةً ويتمزقُ ألماً ونحنُ نشاهدُ الاقتتال بين ابناء الدين الواحد والبلد الواحد في منطقة دماج بصعدة لا سيما وقد اصطدم صوت العقل بالأصوات المنادية بإشعال فتيل الحرب بين الإخوة على الرغم من أن السواد الأعظم من أبناء هذا الشعب ينادون السياسيين والعلماء بأعلى أصواتهم: “اتقوا الله في بلدكم وشعبكم, دعوا الفوضى والتدمير، لا تدعوا للشيطان عليكم سبيلا ، الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ”. يا من شهدَ لهم المصطفى عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام بالإيمان والحكمة: هل من الإيمان أن تُباح دماءُ الناس وممتلكاتُهم وأعراضُهم بسبب تباين مواقفكم واختلاف معتقداتكم؟ وهل من الحكمة أن نترك هذا الوطن عُرضةً للأهواء ونزعات الفتنة والاحتراب ؟؟ ياعقلاء اليمن: خُطَبُ الجمعة تحوَّلت إلى بياناتٍ سياسيةٍ، والموعظة استُبدلت بالتحريض وإيغار الصدور في كثير من المساجد وأضحى جلبُ المصالح مُقدماً على درءِ المفاسد خلافاً للقاعدة الفقهية . يا عقلاء اليمن ، إن تبقّى فيكم عقلاء : هل من الدين والقيم والأخلاق أن نترك أناساً يُسقطون خلافاتِهم الشخصية وتبايناتهم الأيديولوجية على مستقبل الوطن والشعب ؟ كيف لنا أن نبني وطنا وكلُّ واحدٍ يُعادي أخاه إلى حد القطيعة ويوسع من فجوة الثقة معه إلى حد الكراهية؟ نطمح لأن نرى بلدنا شامخاً عزيزاً حراً كريماً تسوده المحبة والسلام والاستقرار وليس الشحناء والتخندق خلف المذهبية والمناطقية ودعوات التفرقة البغيضة.حفظ الله اليمن من كلِّ مكروه، وردَّ كيدَ الكائدين إلى نحورهم وتدميرهم في تدبيرهم، وهدانا جميعاً إلى سواء السبيل إنه على ما يشاء قدير.