من يراهن على أن سلطة الحوثيين الانقلابية حبل النجاة لليمن كمن يراهن على أن تحالف العدوان الذي تقوده السعودية هو حبل النجاة –البديل- لليمن من مأزقه الحالي، الحوثيون والعدوان كل منهم يكمل الآخر ويشرعن له ويعطيه المبرر للاستمرار. تجربة الحوثيين في الحكم أصبحت واضحة للجميع حتى لهم أنفسهم، ونتيجتها أنهم فاشلين بامتياز وهناك استحالة لأن يتحسن أدائهم، ومن الكارثي استمرارهم في الحكم بمفردهم، فاستمرارهم يزيد من الفجوة بيننا وبينهم بسبب ممارساتهم العنصرية وسعيهم لكسر كل من هو من خارج السلالة المقدسة، وتجربة الخليجيين في احداث تغيير في بلد ما واضحة وجلية كذلك في ليبيا وسوريا، وقد أعادت تجربتهم تلك البلدان الى أسواق النخاسة والعبيد وزمن ما قبل الإسلام، بل ما قبل الإنسانية.
السؤال الذي يجب أن نطرحه من الآن: هل هناك بدائل لمشروع الإمامة الحوثي الذي اتضحت معالمه بعد نكبة 21 سبتمبر ولمشروع الفوضى والحرب الأهلية الخليجي الذي اتضحت معالمة من خلال السعي لتدمير مؤسسات الدولة وتقويض أي وجود لها؟. هل هناك بديل لمشروع الغباء الحوثي الذي سيمزق اليمن ويفكك نسيجه الاجتماعي ولمشروع التوحش الخليجي الذي سيدعوش اليمن ويحولها الى ساحة للرقيق والإماء والسبايا والعبيد؟. هل هناك بديل لمشروع الحوثي الذي يسعى لإعادة عجلة التاريخ الى "معركة الجمل" و"موقعة صفين" ويوم "غدير خم" ومشروع الخليج الذي يسعى لإعادة عجلة التاريخ في اليمن الى ما "قبل الدولة" وما "قبل الحضارة" وما "قبل القانون" والى "عصر التوحش" الذي تمثله داعش؟. هل يمكننا أن نقدم بديل يمني لا يُقصي أحد بما فيهم الحوثيين وحلفاء السعودية؟، ويحفظ وجودهم وكرامتهم وحقوقهم وأموالهم وبيوتهم ويوقف مسلسل الانتقام والانتقام المضاد بينهم والممتد منذ ستينيات القرن الماضي وحتى الآن. اعتبروا هذا سؤال للعصف الذهني ولنحاول الإجابة عنه، بالنسبة لي هناك إجابة بدأت تتبلور في رأسي، وسأكتب عنها عدة مقالات خلال الأيام القادمة.