اشتعل الحريق في الدور الأرضي للسوق المركزي في ال12 ظهراً واستمر حتى السابعة مساءً تفحم جثة شخص وإصابة أكثر من 30 وإحراق أكثر من 100 محل تجاري وخسائر بمئات الملايين الدفاع المدني عجز عن إخماده وتمت الاستعانة بمطافئ المطار وشركة النفط وشركات هائل سعيد ووايتات الماء حريق أكبر من قدرة الدفاع المدني في تعز ((تفاصيل)) (يمن لايف)| صحيفة الاولى - تعز: أدى حريق هائل اندلع، أمس، داخل أكبر سوق تجاري وسط مدينة تعز، إلى تفحم جثة شخص، وإصابة أكثر من 30 آخرين باختناقات وحروق، كما خلف خسائر قدرت بالملايين. وقال شهود عيان ل"الأولى" إنه في حوالي الساعة ال12 ظهراً، شوهد دخان كثيف يتصاعد من الطابق الأول للمركز التجاري الكائن في السوق المركزي بتعز، بداية شارع التحرير الأعلى، والمكون من 6 طوابق عملاقة، والذي يتواجد داخله أكثر من 100 محل وبسطة تجارية. وأشاروا إلى أن الطابق الثالث من المبنى عبارة عن جامع، لافتين إلى أنه نتيجة لوصول الدخان إلى داخل الجامع، وشعور المصلين بارتفاع حرارة مفاجئة، خرجوا من الجامع قبل إقامة صلاة الجمعة، خوفاً من وصول الحريق إليهم. وأوضح الشهود أن الحريق التهم الطابق الأرضي من المركز التجاري من عده اتجاهات، فيما الدفاع المدني تأخر كثيراً عن القيام بمهامه، الأمر الذي ساعد على انتشار الحريق بشكل أكبر. وعجز الدفاع المدني عن إخماد الحريق نتيجة لتضخمه. وأفادت "الأولى" مصادر أمنية مطلعة أن حجم الحريق أكبر من قدرة الدفاع المدني على إخماده، لافتة إلى أنه بعد عجز الدفاع المدني عن إخماد ألسنة النار المتصاعدة من المجمع، تمت الاستعانة بفريق وسيارات الإطفاء الخاصة بشركات هائل سعيد أنعم التابعة لشركة السمن والصابون والشركة اليمنية للصناعة والتجارة، وسيارات تابعة لشركة النفط اليمنية، وحضور الدفاع المدني لمطار تعز، وتوافد كثير من ناقلات المياه "الوايتات"، إلا أن الحريق ظل مستمراً حتى الساعة ال7 مساءً. وأوضحت المصادر أن فرق الدفاع المدني عثرت على جثة متفحمة داخل السوق، فيما أصيب أكثر من 30 شخصاً بحروق متفاوتة، واختناقات، منهم عاملون في الدفاع المدني، وتم نقلهم إلى عدد من المستشفيات. مصدر آخر في البحث الجنائي قال ل"الأولى" إنه تم إخماد الحريق أكثر من مرة، إلا أنه كان يشتعل مرة أخرى، مرجعاً سبب ذلك إلى احتراق محلات الملابس والعطورات، كونها مساعدة على الاشتعال بشكل أكبر. وفيما كشف المصدر أن الحريق ربما نتج عن احتراق مواد بترولية، كون الطابق الأرضي من السوق يحتوي على عدد من المولدات الكهربائية، بعضها كانت تشتغل أثناء الحريق؛ قال إنه تم العثور على جثة متفحمة لشخص يعاني من حالة نفسية، ويتخذ من أرصفة السوق سكناً له، ويدعى "الصوملي". غير أن مصدر أمني آخر قال ل"الأولى" عند منتصف ليل أمس الجمعة، إن الجثة المتفحمة تعود لشخص كان لديه "بسطة" داخل السوق، ويدعى محمد أحمد الشعيبي. وأكد المصدر أن الحريق كان ما يزال مستمراً حتى لحظة الاتصال به من الصحيفة (منتصف الليل) للتأكد من آخر مستجدات الحريق. من جانبه، قال ل"الأولى" الأمين الاعم للمجلس المحلي بتعز محمد الحاج، إن الحريق التهم الطابق الأسفل للسوق بالكامل، مشيراً إلى أن أكثر من 50 محلاً تجارياً وأكثر من 60 بسطة أتلفها الحريق، ولم يستطع الدفاع المدني إخماده إلا بعد حوالي 5 ساعات. وأوضح الحاج أن الخسائر البشرية عبارة عن تفحم جثة شخص داخل المجمع التجاري، وإصابة العشرات باختناقات، مشيراً إلى أن فرق الدفاع المدني ستظل تراقب المكان نتيجة اندلاع الحريق بين لحظة وأخرى، حتى الساعة ال9 من مساء أمس، منوهاً إلى أن السلطة المحلية شكلت فرقاً لحصر أضرار أصحاب المحلات التجارية، كي ينالوا التعويضات، ونشر حملة أمنية لتأمين مكان الحريق. من جهته، قال مالك السوق علي سعيد الزغروري، لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، إن الحريق التهم معظم المحال التجارية والبسطات في الطابق الأرضي للسوق، وإن فرق الإطفاء والدفاع المدني نجحت عدة مرات في إخماد الحرائق، إلا أنها كانت تعاود الاشتعال لعدة مرات لأسباب مختلفة. وأوضح الزغروري أن حوالي 44 محلا تجاريا و56 بسطة تأثرت بالحريق، مشيرا إلى أن التقديرات الأولية للخسائر الناجمة عن الحريق تقدر بحوالي 200 مليون ريال أكثر أو أقل. ولفت إلى أن جهود حصر الخسائر ستبدأ من اليوم السبت، بسبب خطورة المكان، واستمرار جهود إخماد الحريق بصورة نهائية، والحد من تجدده وانتشاره إلى الطوابق العليا للمبنى. وقدر تجار ومتعاملون في السوق، حجم الخسائر الناجمة عن الحريق، بعشرات الملايين، لكنهم أكدوا أن معظم المحال التجارية كانت مغلقة ساعة حصول الحريق، ما قد يقلل من حجم الخسائر المادية. يذكر أن السوق المركزي يتكون من 6 طوابق، ويوجد في طوابقه العليا محلات تجارية وفندق سياحي ومسجد. وتسبب الحريق في تلبيد سماء أجزاء من المدينة بالدخان لعدة ساعات، بعدما واجهت فرق الإطفاء صعوبات في إخماده ساعة اندلاعه.