انهيار وشيك للبنوك التجارية في صنعاء.. وخبير اقتصادي يحذر: هذا ما سيحدث خلال الأيام القادمة    الحقيقة وراء مزاعم ترحيل الريال السعودي من عدن إلى جدة.    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    رسميا.. الكشف عن قصة الطائرة التي شوهدت تحلق لساعات طويلة في سماء عدن والسبب الذي حير الجميع!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    موقف يرفع الرأس.. طفل يمني يعثر على حقيبة مليئة بالذهب في عدن ووالده يبحث عن صاحبها حتى وجده وأعادها إليه    مواطنون يتصدون لحملة حوثية حاولت نهب أراضي بمحافظة إب    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    مطالبات حوثية لقبيلة سنحان بإعلان النكف على قبائل الجوف    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    أول تعليق حوثي على منع بشار الأسد من إلقاء كلمة في القمة العربية بالبحرين    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    4 إنذارات حمراء في السعودية بسبب الطقس وإعلان للأرصاد والدفاع المدني    الرقابة الحزبية العليا تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تعز.. وقفة ومسيرة جماهيرية دعمًا للمقاومة وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معالجون يخدعون المرضى ومُدعون شوهو طب الأعشاب
طب الأعشاب.. وعباءة المحتالين
نشر في يمن برس يوم 29 - 04 - 2013

ارتفاع أسعار الأدوية وكثرة الأخطاء الطبية دفعت المواطن ذا الدخل المحدود للجوء إلى الطب البديل ل للتداوي لدى مدعي القدرة على العلاج بالأعشاب بصورة ملفتة، ومع هذا الأمر نحتاج إلى فترات من التفكير والحذر كثير أثناء الحديث كي لا نخرج عن الحقائق العلمية والايمانية كما أنه لاينبغي أن نغطي الواقع أو نتحايل عليه، لكن الحقائق أن الأعشاب الطبيعية فيها علاج وشفاء غير أن هناك في الواقع من يستغل هذه الأمور الثابتة للعب تحت الطاولة والمزج بين استخدام الأعشاب الطبيعية التي يمكن علاج الأمراض بها وطرق احتيال ونصب يقودها الجهل بكيفية استخدام وتوجيه النباتات الطبية كعلاج لذا نجد الكثير من المدعين الذين يقولون أنهم قادرون على المعالجة بالأعشاب ويطلق عليهم لقب الأطباء العشابون والسيد والشيخ ويتواجدون في محلات تابعة لهم داخل الأسواق وفي الاحياء ويضعون لافتات مكتوب عليها أطباء الطب البديل - أو طبيب الأعشاب فلان، ويؤكد العلماء والخبراء بأن العلاج بالأعشاب عام وليس خاصاً بنفر من الناس..
في أحد أحياء أمانة العاصمة توجه رجل وامرأته إلى عيادة طبيب يعالج المرضى بالأعشاب ويتملك القدرة على علاج الأمراض المستعصية التي يعجز الطب الحديث عن علاجها وبدون تردد اتجها إليه بعد عدة محاولات فاشلة لإيجاد طبيب مختص يعالج حالتهم الصحية وارتفاع أسعار الأدوية وسوء التشخيص دفعهم الأمر للجوء إلى الطب البديل كما يقول الزوج عبدالستار بعد أن تعبوا وهناك وصفوا له الحالة التي يعانيان منها، كان المعالج كما وصفوه طيب الوجه ويجلس بجواره رجل لديه مجموعة من الأوراق العادية المسجل عليها اسم المريض والوصفة وموعد العودة حصل على ورقتين واحدة له والأخرى لزوجته لتمكنيهم من العلاج سأل الرجل .. طبيب الأعشاب.. كما عن سبب مرضه فشخص المرض وأخذ الأعشاب التي وصفت له .. كانت عبارة عن الحبة السوداء وعسل وملين وبعض الأعشاب للبطن .أخذ الزوج الوصفة فرحاً بعد أن حصل على الكلمة المطمئنة من الطبيب على حالته التي يسهل علاجها وبهذه الوصفة سوف لن يعرف المرض طريقه إليه بعد اليوم .. دخلت زوجته بعده مباشرة وشكت لطبيب الأعشاب مرضها فأعطاها نفس الوصفة التي وصفه لزوجها دون زيادة أو نقصان بعد أن عادا إلى منزلهما.
الاثنان بدآ باستخدام العلاج في ساعة متأخرة من الليل وظل ولدهما وزوجته وابنهما الأصغر ينتظرون النتيجة وبعد أن نام الزوجان قريري العين وهما يتوقعان الشفاء في الصباح كما وعدهما العشاب لكن سُمع في الصباح صراخ الزوجة وحينها فزع كافة أفراد المنزل والزوج ووجدوا الزوجة مرمية بجانب الحمام مغشيا عليها وسارع إليها ولدها وحملها إلى أقرب مستشفى وعمل لها غسيل معدة وعادت إلى المنزل بعد إنقاد حياتها .. ولكنها لم تستطع التخلص من المرض والاسهال لمدة يوم كامل رغم هذه كل ظلت الزوجة منتظرة أن تظهر النتيجة وأن تتماثل للشفاء لأنها لم تعتبر مما حدث بسهولة، أرادت العودة للأعشاب مرة أخرى رغم تحذير الأطباء لها حيث أنها تعاني من قرحة حادة في المعدة ولا تتحمل أي أعشاب أخرى لأنها حارة وقد تؤدي إلى وفاتها بها التيفوئيد أما زوجها لم يصبه شيء سوى الاسهال وقليل من الدوار لكنه كان أعقل من زوجته وقرر أن يأخذ عبرة مما حدث لزوجته وله وتوجه إلى المستشفى واخبره الطبيب بأن لديه التهاباً في المفاصل وأعطاه أبرا مسكنة ومضاداً حيوياً عبارة عن إبر كل 21 يوما وبعد أن عرف مرضه أخذ دواء من الصيدلية ودواء زوجته وعاد إلى المنزل.
المواطن (توفيق) في حي الحصبة يعمل موظفا يعاني من مرض في كليته .. فقد طال علاجه في المستشفيات دون فائدة، نصحه للاصدقاء والأقارب بالتوجه للعلاج العشبي لأنه أفضل وأسرع ووصف له العشاب الذي حمله إليه أحد الأقارب مجموعة أعشاب وشعير مما زاد من ألمه وسارع بعدها إلى المستشفى لتهدئة الألم.
امرأة أخرى تعاني من ضيق وقلق نفسي وآلام في المعدة وصف لها طبيب الأعشاب عسلاً وحبة سوداء وزيت الزيتون وبعض الأعشاب مما زاد من آلامها وأسعفت إلى مستشفى الثورة وأعطيت مغذية ومنعت من الطعام لمدة ثلاثة أيام متتالية ووصف لها العلاج المناسب الذي يقضي على آثار الأعشاب حسب الطبيب المختص.
وصفات مشبوهة
❊ كثير من الأساليب التلقليدية يعتقد أنها تعالج الأمراض المستعصية والتي يصعب على الأطباء والأدوية الكيميائية علاجها، لكن هذه الأساليب التقليدية يؤمن بها البعض ويقوم بها أشخاص محدودون اتخذوا لنفسهم مناهج للعلاج ووصفات لا يعرف من أين جاءت توردها بعض المصادر ونجدها في الانترنت ومنها مثلاً أن مرض الحساسية يستخدم له أغصان العلب وورق الضباب وأوراق العنشط وثومة تدق مع بعضها ويدهن الجسم كله.. أو المكان الذي به حساسية، أما علاج مرض المعدة فيوصف له من ورق القرض المجففة تقلى وتدق ليتناولها المريض، وأمراض الحصبة لدى الأطفال يستخدم لها قطرات عشبية عن طريق الفم والعيون كما يغطى الطفل بقطعة قماش حمراء اللون حتى يشفى من الحصبة، أما آلام الرأس والبطن يستخدم لها أعشاب طبية كلسان الثوم وهو نوع من الأشجار والمرير وورق القرض والفحيل الزر ويتضح هنا الخلط في استخدام الطب العربي الذي يقود إلى كوارث صحية.
العشابون
❊ المترددون على عيادات العلاج بالأعشاب يشكون من طول فترة العلاج وعدم الشفاء بل إن حالاتهم تزداد سوءاً.. فيما أصحاب العيادات المنتشرة في أمانة العاصمة يؤكدون بفعالية أعشابهم الطبية وكون الخلطة التي تساعدهم في علاج حالة مرضية معينة داخلية كانت أم خارجية مكونة من الأعشاب الطبيعية 100٪ أي بدون إضافات كيميائية كالأدوية الصيدلانية الكيميائية التي لا تحتوي على مكونات أعشاب طبيعية وتم تصنيفها مواد تركيبات كيميائية تؤثر تاثيراً مباشراً في مسببات المرض كالفيروسات والطفيليات والجراثيم وهي سلاح ذو حدين خصوصاً المضادات الحيوية، وحيث أنهم أحبوا التعرف على أسرار هذه النوع من الطب وعلى المبادئ الأولية لأسرار هذه المهنة فاتجه بعضهم لقراءة الكتب ذات المعلومات العلاجية من أجل زيادة المعرفة ووصلت المتابعة لعدة سنوات مع ممارستها فعلياً اكتسب العديد من المعالجين مهنة العلاج بالأعشاب في بعض القرى والأرياف نتيجة لاكتساب الخبرة من أحد أفراد الأسرة خصوصاً الأب والأم نتيجة الجلوس يجانبهم وتكليفه بالقيام ببعض الأعمال الصغيرة والبسطية كجمع الأشجار الطبيعية وخلطها وشيئا فشيئاُ يكتسب المهنة كما يتفق العشابون بأن العلاج بالأعشاب يحتاج إلى مهارة ومعرفة تامة بجوهر النباتات وكذلك المعرفة التامة بالمرض وتاريخه وحتى أنهم وجدوا علاجاً للأمراض المستعصية التي يصعب على الطبيب البشري معالجتها وإيجاد الدواء الشافي لها كالسرطانات ومرض الايدز بل إن معظم أطباء الأعشاب يستخدمون دعاية عبر توزيع المطويات والأوراق التي تحدد الأمراض التي يقومون بعلاجها والملصقات ويتخذون لأنفسهم عيادات خاصة ولديهم موظفون لترتيب عملية الدخول للمرض والبعض الآخر يتخذ منزله كعيادة مصغرة للعلاج والبعض الآخر يجوب في الشوارع ويمر بالبيوت لبيع الأعشاب التي تشفي الألم. خاصة آلام البطن والأسنان والديدان والكلى، والبعض تجده في الأسواق ولا يخفى على أحد منا الكم الهائل للأطباء التقليديين الذين نجد عياداتهم في كل شارع وحي ومدينة حتى الأرياف يوجد بها أعداد لاحصر لها من أطباء الأعشاب.
(تحذيرات)
❊ يحذر الأطباء من التداوي بالأعشاب ويطلبون من المرضى عدم تناول الوصفات التي توصف لهم من قبل العشابين كونهم يجهلون بحقيقة مكونات النبات الحقيقي والأمراض التي يمكن شفاؤها.
الطبيب عبدالله الذبحاني : طب عام ينصح مرضاه دائما بعدم الاستجابة للاشخاص الذين يدعون بأنهم أطباء أعشاب لأنهم لا يعالجون بقدر ما يسببون الازعاج والمرض للشخص المصاب وقد يصعبون على الطبيب سرعه علاج المريض كونهم يصفون أعشاباً لاعلاقة لها بالأعراض المرضية التي تطرأ على المريض.
تتفق معه الطبيبة ثريا محمد مقبل أخصائي جلد وتضيف بأن الأعشاب هي نوع من أنواع الطب الذي درسته ويحتاج إلى نوع من التدقيق والمعرفة التامة بفائدة كل عشبة لكن ما نراه اليوم في العيادات العشبية هو عبارة عن نصب واحتيال على المواطنين خاصة الذين يأتون من الأرياف ولا يؤمنون بالطب البشري والعلاجات والأدوية الصيدلانية.
دراسة لمنظمة الصحة العالمية ظهرت مؤخراً تقول أن اثنين من كل ثلاثة معالجين تقليدين ممن تمت مقابلتهم قد ورثوا المهنة من أبائهم ويحاولون تورثيها لأبنائهم، أما الثالث فقد اكتسبها عن طريق الكتب التقليدية والاطلاع.
ثلاث طرق تقليدية
❊ ويسرد الدكتور عبدالله معمر أستاذ علم الاجتماع جامعة صنعاء ثلاث طرق تقليدية تستخدم في المعالجة ويرتبها حسب الأهمية قائلاً: أولا الجانب. الديني كتوزيع الصدقات وإقامة الموالد في بعض الأضرحة ومحاولة الاثبات بمفاهيم دينية لتكريس فكرة الشفاء الا أن الغالبية يستخدمون الدين في العلاج بشكل مغلوط ومجانب للحقيقة مستغلين بذلك إمكانات المتعالجين وفهمهم الديني المحدود ويشكل هذا منفذا سهلا للدخول من خلاله والسيطرة على المريض وايهامه بجدوى العلاج، ثانيا العلاج بالأعشاب الذي يكون بالوراثة من الآباء أو الخبرة الشخصية من خلال الاطلاع على كتب الطب العربي المعروفة لدى المعالجين والتي لا تتجاوز العشرة، ويتم استخدامها لجميع الأمراض مضافا إليها أسلوب الإيهام بإعادة مصدر المرض إلى القوى الغيبية، والثالث هو الجانب السحري في العلاج فالسحر ذو حدين فمن ناحية يمكن استخدام اصابة الإنسان بالمرض والشرور ومن ناحية أخرى يمكن أن يكون علاجا وقائيا فيستخدم على أساس رفع المرض عن المصاب وحمايته من المرض الذي قد يصاب به في يوم من الأيام.
ويستطرد معمر قائلا: هذه الطرق الثلاث متداخلة مع بعضها لتكون شكل العلاج القائم والذي يكون نسقا علاجيا واحدا وتعد مسألة التخصص في العلاج صعبة إلى حد ما ويضيف الدكتور بأن كثيراً من الناس يفضلون العلاج العشبي لاعتقادهم به وأنه يشفي أية أمراض مهما كان نوعها، وهذه الأمراض تجعل مثل هؤلاء المرضى لا يفضلون العلاج إلا لدى المعالج التقليدي وإن التفسير الخاطئ لنوعية المرض يساعد على انتشار الأمراض المعدية كما يؤثر في استمرار المرض ويعمل على حجب الاسباب الحقيقية المؤدية للمرض.
مؤكدا بأن المواد العلاجية والوصفات توثر في سلوك أفراد الجماعات التي تسود فيها هذه المعتقدات عند تلمس الشفاء وكذلك اختيار المعالج الذي غالبا ما يقدم من المواد العلاجية والوصفات ما يتواءم مع تلك الرؤية الثقافية لمفهوم المرض والعلاج، وفي حالة عدم الشفاء من هذه الأمراض بالعلاج التقليدي يتجه المريض بعد ذلك إلى الطب الحديث.
مؤثرات
❊ الأشخاص الذين اتجهوا إلى العلاج التقليدي يؤكدون على الدور الذي يلعبه الاصدقاء والأقارب والمحيطون بهم في مجالس القات في توجيههم إلى العلاج التقليدي بل وتحديد نوعية المعالج ، كما أن الأسرة تلعب دورا في هذا الجانب كما يقول الدكتور عبدالله معمر، فهي تعمل على توجيه الفرد نحو اسلوب علاجي خارج المنزل يتفق مع المستوى الاقتصادي والثقافي والسكني للأسرة سواء في الريف أو الحضر، كما تعمد الأسرة إلى استخدام طريقة منزلية في العلاج تتفق مع المستوى والامكانيات الماديه للأسرة فكلما كانت الأسرة أكثر فقرا كلما تأخر أفرادها في الاتجاه إلى العلاج الطبي الحديث ويكون الاتجاه غالبا إلى العلاج الأرخص ولا يلحق الأثر المرضي الفرد نفسه بل يلحق الفرد والأسرة والمجتمع على السواء بما يخلفه من أعباء اجتماعية واقتصادية كثيرة خصوصا في حالة انتشار الأمراض المزمنة كما لا يزال الريفيون المقيمون في المدن يحتفظون بمعتقداتهم السابقة حول العلاج التقليدي .
كما نجد أن سكان الريف أكثر ميلا إلى العلاج التقليدي، ويلفت الدكتور عبدالله إلى أن هذا لا يعني أن ظاهرة الاعتقاد بالعلاج التقليدي لا تزال في الحضر أقل من الريف، مؤكداً بأن الدراسات في مجتعمعنا توضح أن النساء أكثر اتجاها للعلاج التقليدي وأكثر إيمانا به خصوصا عندما يمس الأمر إحداهن مباشرة أو أحد أبنائها الصغار ، ويرجع ذلك إلى محدودية الوعي والثقافة لدى النساء، أما عن دور التنشئة الاجتماعية فيؤكد أن هذا الدور مهم في إكساب الفرد مجموعة من القيم الاجتماعية المتعلقة بالعلاج والاصابة بالمرض وترسيخه في ذهنه ويعتقد بها.
دور الإعلام
❊ ولا يجزم الدكتور عبدالله معمر بأن الاتجاه إلى العلاج التقليدي يرتبط بالدخل الضئيل ويقول : نجد من ذوي الدخول المرتفعة من لا يختلف سلوكهم في هذا المجال كثيراَ عن سلوك الفقراء، فالمترددون على طلب العلاج التقليدي لا يمثلون مستوى دخل معين، ويأتي دور وسائل الإعلام التي تقوم بنشر هذه الأساليب والطرق العلاجية وطب الأعشاب وتعريف الناس بها عن طريق البرامج والمسلسلات والأفلام السينمائية فيأخذها الأفراد على محمل الجد لمداواة مرضاهم ، وهذا الأمر يدل على أن الوسائل الإعلامية لم تلعب دورها في بث ثقافة معاصرة يقتنع بها الأفراد في مكافحة المرض وتوجهه نحو العلاج الحديث، والتلفزيون رغم وجوده في كل منزل فإنه لم يستطع النفاذ إلى جوهر هذا المنزل ومحاولة تغيير طريقة تفكير أفراده..
ويردف الدكتور قائلاَ : بقاء واستمرار العلاج التقليدي حتى الآن يعتبر مناخا مناسباً لانتشار العديد من المعتقدات حول المرض ومسبباته التي يعجز الطب الحديث عن تفسيره وتعجز وسائل الإعلام عن تغيير تلك المعتقدات.
لكل داء دواء
❊ المعتقد الشعبي يفسح مكانا كبيرا لعوامل وأسباب مادية معروفة أو لخلل فسيولوجي في جسم الإنسان فماذا عن الطرق العلاجية من وجهة نظر علم النفس.. توجهنا إلى الدكتور عبدالرحمن المنيفي استاذ علم النفس الاكلينيكي جامعة صنعاء فقال : هذه ظاهرة ستظل قائمة مع الإنسان منذ الولادة وحتى الوفاة ، فكلما ازدادت المشاكل والتوترات والأمراض النفسية لدى الإنسان أو قلة الثقافة ازداد انتشار ظاهرة العلاج التقليدي خاصة حين لا يتمكن الطب البشري الحديث من معالجة هذه الأمراض والاشخاص المؤمنين بها في المجتمع، وعلى وسائل الإعلام المختلفة أن يكون لها دور ثقافي وتوعوي لإظهار حقائق وأكاذيب هؤلاء المعالجين أو العشابين إلى جانب رفع مستوى التعليم والثقافة لدى الشباب وكذا الاهتمام بالجانب الاجتماعي، حيث يجب على الأسرة أن تربي أبناءها منذ نعومة أظافرهم على الحقيقة والتمييز بين العلاج الحقيقي والعلاج التقليدي المغال.
التداوي المشروع
❊ ويطلق هؤلاء المعالجون أو العشابون على أنفسهم الطبيب والشيخ والسيد، وهنا يؤكد علماء الدين أن الله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان في أحسن تقويم ولكن الإنسان ضعيف بطبيعته ويتعرض لكثير من الأمراض ويمكن علاجها بالاشياء المحسوسة هذا أمر معروف والإنسان يتأثر بما حوله ويتعامل جسمه مع المواد الداخلة إليه وهذا سبب للحياة وذلك سبب للموت.
ويقول الدكتور صالح صواب - استاذ الدراسات الإسلامية جامعة صنعاء : نحن مسلّمون أن الله سبحانه قادر على فعل أي شيء، وإذا أراد الله تعالى أن يشفي إنساناً بدون سبب فإنه قادر على ذلك لكن الله عز وجل سن في الحياة سننا وهذا لا يمنع وجود حالات تشفى بسبب الدعاء بينما لا يتصور الإنسان الشفاء، فها هو آدم عليه السلام خلق بدون أم وأب، وعيسى خلق بدون أب وهذه حقيقة لايمكن انكارها ويقول تعالى (وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة) ولا يستبعد أحد أن يكون الشفاء بسبب القرب من الله بواسطة الدعاء دونما دواء وهذه المسألة شرعية ولا خلاف فيها بين العلماء.
ويستطرد قائلا: بأن الله أمر بالتداوي ورسوله وهذا التداوي لا ينقص إيمان المرء وإنما قد يأثم الإنسان به الأول : قد يكون بأدوية محسوسة كالطب الحديث وهو معلوم بحيث يعلم الطبيب سبب المرض ثم يعطي المريض الدواء لدفع ذلك السبب، وكذلك تستخدم للعلاج وهذا الأمر مشروع ولا خلاف فيه مالم يكن العلاج محسوساً : أما النوع الثاني من الأشياء المحسوسة ما يسمى اليوم بالطب البديل وهو ممدوح وفيه يكون المعالج خبيرا بهذه الأعشاب وأنواعها وفوائدها وأثرها وربما كانت سببا للشفاء من الأمراض وهذا النوع من العلاج جائز ومنه ماهو مذموم، حيث يظهر بعض المدعين بالطب العربي ومنهم الذين يعطون الناس الأعشاب المتنوعة التي ربما كانت لها آثار سلبية فربما أزهقوا بذلك أرواحاً وأدخلوا إلى الناس أمراضا مزمنة، ويتابع الدكتور صواب قائلاَ: البعض يستخدم الأعشاب مضيفا إليها نوعا من العسل والحبة السوداء ولا يعلم بالحالة المرضية وهذا الأمر مهلك وغير جائز.
ختاما.
❊ في الختام يصعب اتهام المعالجين بالأعشاب، ولكن يسهل تماماً معرفة الحق من الباطل وبمزيد من التحري والتدقيق والقناعة التامة بوجود أطباء أعشاب دجالين يضحكون على الناس باصطناع الدواء لكل الأمراض والحالات والقدرة على العلاج بالطب التقليدي أو البديل أو الأعشاب، إلا أن هذه الظاهرة تؤكد على وجود حقائق للعلاج بالطب العربي التلقيدي شوهها منتفعون وكذابون يجب إيقافهم عند حدهم..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.