قلت : انا مع فرانز فانون وهو يقول في «المعذبون في الارض» إن عالماً جديداً تماماً يجب أن يأتي إلى حيز الوجود للتغلب على ثنائية نظام : الأسود هو الشر، والأبيض هو الخير قال صديق : ثمة سؤال: ترى هل كان فانون ماركسياً، وهو يتنبأ بخروج الثورة من طبقة الفلاحين لا من الخزان الكلاسيكي للثورة، بالفهم الماركسي، أي البروليتاريا، وعمال المصانع؟ قلت له : بل كان لاماركسياً بتأثيرات ماركسية جداً، بقدر ماكان ماركسياً بتأثيرات لاماركسية بالمقابل . لكنها مرحلة الاستعمار ياصديقي بينما كانت الجزائر في حالة هوية شبه مدمرة استعماريا .. لذلك كله كان فلاح فانون غير فلاح ماركس الاوروبي .. كان فلاح فانون يمثل هوية الامة ثقافياً.. الأمة التي فقدت هويتها بفعل تأثيرات الاستعمار بكل بشاعة .. (ولقد كانت الجزائر مثخنة الى جانب الاستعمار بالبرجوازية الاصلية التي تصادمت مع البروليتاريا الاصلية للبلد الذين يمثلون طبقة الفلاحين قادة الثورة حتى ان هؤلاء وضعوا في ظروف أسوأ من مرحلة الاستعمار نفسه لاحقا جراء انياب ومخالب البرجوازيين) غير ان فانون عموماً كان يدرك صراع بشرته السوداء مع بشرة المستعمر الابيض ايضا .. ولذلك نراه في «المعذبون في الارض» في حالة عدم انهيار الانا .. حالة عدم التزييف النفسي والثقافي .. حالة ابن مستعمرة مارتينيك متوحداً مع فلاح الجزائر .. وبالتأكيد يبقى من البديهي القول: إن فلاح ماركس ليس فلاح العالم الثالث ..الاخير اكثر ثورية وإدراكا للصراع الطبقي وهو مخزون الامة الثقافي في عالمنا بينما عززت نظرة فانون العميقة التحليل الماركسي بما كان ينقصه. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.