رغم مرور عام على ارتكاب الجريمة التى هزت أرجاء مدينة كرداسة بعد أن تخلص طالب من والده طعنًا بالسكين أثناء نومه وحمل الجثة داخل سيارته وألقاها في منطقة نائية، وبإكتشاف الواقعة تم القبض عليه ومعه والدته التى طالتها تحريات المباحث إلا أن ضمير القاتل أظهر براءتها بعد أن ثبت عدم تورطها فى إرتكاب الجريمة، تفاصيل تلك القضية نسردها من خلال السطور التالية. تعود تفاصيل الواقعة إلى العام الماضي بعد أن اقدم طالب لم يتجاوز عمره الخمسة عشر عامًا على قتل والده بعد أن تلونت الحياة بالسواد امام عينيه نسبة لأفعال المجني عليه التى فاقت الحدود على حد قوله .. ما بين ضرب وتعذيب وإهانة دفعت المتهم ألى التخلص من والده طعنًا بالسكين اثناء نومه . جاءت كلمات الطفل المتهم مليئة بالندم والحسرة على فعلته التى ارتكبها فى لحظة انتقام من والده واصفًا إياه بأنه دمر اسرته بالكامل بعد ان ارتكب معنا كافة الوان التعذيب بالكهرباء والضرب ومعاملته السيئة لوالدته فضلاً عن امتناعه عن الإنفاق على متطلبات المنزل ليترك لهم بضعة جنيهات لم تتجاوز 20 جنيهًا فقط . يضيف المتهم بأن والده كان دائم التقليل من شأنه خاصة امام اصدقائه الأمر الذى وصل الى معايرتهم له نسبة لأفعال والده .. وامام تلك التصرفات كان القرار من المتهم بأن يضع حد مهما كانت النتيجة , وعلى اثر ذلك ترك المتهم المنزل لبضعة أيام ومكوثه عند احد اصدقائه حتى تمكن الأب من الوصول اليه والتعدي عليه بالضرب المبرح جراء فعلته . وفى لحظة تفكير عميق من قبل المتهم سيطر عليه الشيطان خلالها ليقرر التخلص منه رغم صغر سنه إلا أن تفكيره تعدى اباطرة الإجرام فى تنفيذ جرائم القتل .. ومع اقتراب موعد التنفيذ كانت تصاحبها لحظات من الخوف وارتجاف المفاصل لإقدامه على ارتكاب جريمة شنعاء ولكن ما كان يسيطر على ذهنه من انتقام جعله مصرًا على ارتكاب فعلته ليقوم بالقعل بإستلال سكين من المطبخ مستغلاً نوم أفراد اسرته ودخوله على والده والتعدي عليه بالطعنات النافذة مع كتم أنفاسه حتى لا يكتشف احد جريمته , وبعد أن تمكن من التخلص منه قام بحمل الجثة ووضعه فى سيارة والده والتوجه بها إلى احدى المناطق النائية بكرداسة وتركها والعودة الى منزلها بعد أن قام بتبديل ملابسه بسبب آثار الدماء المتناثرة عليها . وعقب اكتشاف الجريمة ذهبت أصابع الإتهام الى الإبن والزوجة ليتم القبض عليهما وإعتراف الإبن بإرتكاب الجريمة وإنكار دور والدته فى اشتراكها معه إلا ان المباحث ظلت متحفظة عليها لحين انتهاء التحقيقات . وبتداول أوراق القضية داخل ساحات المحاكم كان القرار بإيداع الطفل المتهم "أحمد" فى دور رعاية الأحداث , وبراءة الزوجة بعد إصرار المتهم فى اعترافاته على عدم مشاركة والدته فى إرتكاب الجريمة على عكس ما جاء فى التحريات بأنها شاركته فى نقل الجثة إلى محل العثور عليها , اضافة إلى التحريات التي اثبتت ذلك ليكون الحكم ببراءتها . ومن خلال تمثيل الواقعة امام النيابة العامة فى مسرح الجريمة كان التأكيد على أن المتهم قام بإرتكابها منفردًا وإغلاق ملف القضية على ذلك لتبقى نظراته الحائرة التى لا تعرف ماذا ينتظرها فى المستقبل وكلماته المتقطعة المتأثرة بالأجواء التي وجد نفسه فيها نسبة لجريمته الشنعاء التي ارتكبها فى حق والده بدافع الإنتقام .