لم تكن فكرة اعتباطية جاء بها هدراً، ولكنه فكر وأنطلق ليحول الفكرة إلى مشروع أذهل به أساتذته وخدم المجتمع من حوله.. الباحث اليمني الفضل يحيى خالد المولود في حجة، في العام 1987 عقب انتهائه من برنامج البكالوريوس في جامعة ال(مولتي ميديا) الماليزية تخصص هندسة الكترونيات وأجهزة حيوية بمرتبة الشرف؛ بدأ الخطوات الاولى في جامعه البوترا الماليزية. مبتكر طريقة هي الأولى من نوعها في العالم لقياس العمر الزمني للزيت، المنتَج المهم في حياتنا المعيشية، إذ يصل نسبة المستخدمين لهذا الزيت إلى نحو 70 في المائة من مستخدمي الزيوت في العالم. قال الفضل في تصريح صحفي "أتت فكرتي لإنشاء جهاز قياس العمر الزمني لزيت النخيل بعدما رأيت أن طريقة معرفة عمر الزيت كانت تقليدية، إذ يتم إرسال الزيت إلى المختبر ويستغرق وقتاً وجهداً طويلاً وكلفة كبيرة لمعرفة النتائج".. وفقاً للمنظمة الماليزية للمعايير والجودة، فقد جمعت 19 نوعاً من أنواع الزيوت الموجودة في السوق، ووجدت أن جميع الزيوت يتم إعادة تدويرها وإيصالها إلى المستخدمين مرة أخرى، لذا فهي غير صالحة للاستخدام. بدأ الباحث اليمني الدراسة لمعالجة هذه المشكلة كطالب في الهندسة البيولوجية، منفذاً العديد من التجارب. قال: "كان يقاس العمر الزمني عن طريق تغيير اللون أو زيادة اللزوجة أو عن طريق التبخير". من ميزات الجهاز المختَرع صغر حجمه وسهولة حمله ورخص ثمنه ودقة عمله في تحديد الجودة، لذلك يمكن لربات المنازل حمله معهن في المطبخ لمعرفة جودة وصلاحية الزيت، كما يستطيع طباخو المطاعم استخدامه في مطابخهم لمعرفة حالة الزيت الذي سيطبخون به الوجبات التي ستقدم للزبائن. وقبل ذلك سيتسنى لعمال أقسام الجودة والرقابة في وزارات الصحة وفي عمليات الاستيراد والتصدير. شارك الباحث الذي انتهى حالياً من برنامج الدكتوراه بذات التخصص وبنفس القسم والكلية في جامعة البوترا في عدة مؤتمرات علمية دولية متعلقة بالهندسة الزراعية والأغذية، ماليزية ودولية.. كما شارك في أكثر من 20 ورشة عمل ونشر عشرات الأوراق العلمية في مجلات عالمية مختصة. ونظراً لتميز الباحث الفضل يحيى خالد، فقد كانت تعاقدت جامعة البوترا معه لتدريس طلبة البكالوريوس في الهندسة البيلوجية كأول طالب عربي يُدَرِّس في جامعة البوترا الماليزيا "UPM" بشهادة الماجستير فقط.. حالياً سيتم تطبيق الجهاز لقياس جودة وعمر الزيوت النباتية الأخرى المختلفة كعباد الشمس وزيت السمسم وزيوت أخرى بعد ما أثبتت التجارب نجاح الجهاز المطور وكان ذلك هو أطروحته للدكتوراه.. في كلمة أخيرة قال الدكتور الفضل يحيى خالد، أشعر بالأسى لما وصل إليه الوضع في اليمن، فقد انعكس ذلك على نفسيتي كمغترب خارج اليمن، وها أنا الآن وقد صرت أكاديمياً بذلت وتعبت الكثير لأجل التفوق، وكان من المفترض أن أعود لخدمة بلدي الذي ابتعثني للدراسة في الخارج".
