أعلنت السلطات البريطانية تعرّض سفينة تجارية لهجوم قبالة سواحل اليمن. جاء ذلك بحسب بيان صادر عن السلطات البحريّة للعمليات التجارية البحرية في المملكة المتحدة، نشر على موقعها الإلكتروني..
قد يهمك ايضاُ
* كشف أسرار ثروة الزعيم الفاحشة ومكانها السري الذي نقلها إليه بأكثر من 100 طائرة قبل وفاته
* أول تعليق من بايدن على اغتيال العالم النووي الإيراني
* قبل مغادرته للبيت الأبيض.. ترامب يفاجئ الجميع ويصدر قرار عسكري جديد ومباغت (تفاصيل)
* ورد للتو : شاهد.. انفجار ضخم يهز ثاني أكبر مصفاة للنفط ( تفاصيل جديدة )
لمتابعتنا على تيليجرام
https://t.me/yemen2saed
وقال البيان إن السلطات البحرية على عِلم بتعرّض سفينة لهجوم بالقرب من شواطئ بلدتي "نشطون" و"قشن"، التابعتين لمحافظة المهرة.
وأكدت السلطات البريطانية، في حديث لاحق، سلامة السفينة والطّاقم.
واكتفت السلطات بالقول "سُفنٌ موجودة في محيط السفينة التجارية هي مصدر الحادث"، دون ذكر مزيد من التفاصيل. وكانت العمليات التجارية البريطانية قد أعلنت، عبر موقعها على شبكة "الإنترنت"، أن تحقيقات ما تزال جارية بشأن الهجوم، الذي بدأ في وقت متأخر من يوم الجمعة.
وحددت على خريطتها وقوع الهجوم بالقرب من شواطئ بلدتي "نشطون" و"قشن"، التابعتين لمحافظة المهرة، جنوب شرقي اليمن. وميّزت "العمليات التجارية البحرية" البريطانية موقع الهجوم بعلامة حمراء، تُشير إلى وقوع هجوم أو عملية اختطاف، وفقا للرموز المفتاحية المرفقة بالخريطة.
لكنها عادت وقالت إن "السفينة والطاقم آمنان". ووفقا للموقع الإلكتروني الخاص بالعمليات، استهدف الهجوم إحدى السفن التجارية التابعة للأسطول، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وتواصل السعودية توسيع خارطة نفوذها العسكري بالمهرة، تحت ذريعة مكافحة أعمال "التهريب والعناصر المتطرّفة"، فيما يتهمها أبناء المهرة بعسكرة المحافظة وزعزعة الأمن والاستقرار فيها، وأن لها أطماعا تتجاوز الأهداف المُعلنة ضمن "عاصفة الحزم".
وفي نهاية عام ألفين وسبعة عشر، دفعت السعودية بقوات تابعة لها وآليات عسكرية وأمنية إلى المحافظة، المحاذية لسلطنة عُمان، في إطار تعزيز الأمن وضبط ومكافحة عمليات التهريب، بحسب تصريحات للتحالف، الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن.
وقبل أيام، كشف وكيل محافظة المهرة لشؤون الشباب، بدر كلشات، عن وجود قوات أمريكية وبريطانية في مطار الغيضة.
وقال كلشات إن سفير أمريكا لدى اليمن، "كريستوفر هنزل"، زار مقر القوات الأمريكية والبريطانية المتواجدة في المطار. وأثارت الزيارة علامات استفهام عديدة، حيث تزامنت مع الاحتفالات الوطنية بعيد الاستقلال من المحتل البريطاني، واستمرار الاحتجاجات الشعبية في المهرة، ضد التواجد السعودي بالمحافظة.
وكان احتلال بريطانيا لمدين عدن قد حدث في 19 يناير 1839م وظلت فيها حتى يوم الجلاء في 30 نوفمبر 1967م، أي بعد 128 عاماً من الاحتلال.
وكانت بريطانيا قد قامت ببعض المقدمات لاحتلال عدن فأرسلت في بداية الأمر الكابتن هينز أحد ضباط البحرية إلى منطقة خليج عدن في عام 1835م وذلك لمعرفة مدى صلاحية المنطقة لتكون قاعدة بحرية ومستودعا للسفن البريطانية وقد أشار هينز في تقريره إلى ضرورة احتلال عدن لأهميتها الاستراتيجية .
كانت سلطنة لحج مسيطرة على عدن حتى العام 1839م ، حين خسرت ميناء عدن لصالح الإمبراطورية البريطانية في 19 يناير عام 1839م .
كان لا بد للإنجليز من سبب يبررون به احتلالهم لعدن، فكان أن وقعت حادثة استغلوها استغلالا كبيرا، ففي عام1837م جنحت سفينة هندية تسمى "دريادولت" وكانت ترفع العلم البريطاني بالقرب من ساحل عدن فادعى الإنجليز أن سكان عدن هاجموا السفينة ونهبوا بعض حمولتها وأن ابن "سلطان لحجوعدن" كان من المحرضين على نهب السفينة. في عام 1837م في ظل سيطرة سلطنة لحج على عدن ، وقعت حادثة غرق السفينة البريطانية «داريا دولت» قرب الشواطئ اليمنية فوجدت بريطانيا ضالتها لاحتلال عدن وادعت بأن الصيادين اليمنيين قاموا بنهب تلك السفينة وطالبت بالتعويض من قبل سلطان سلطنة لحج محسن العبدلي أو بتمكين بريطانيا من السيطرة على ميناء عدن وكان موقف السلطان العبدلي رفضه بالمساس بالسيادة اليمنية ووافق على دفع أية تعويضات أخرى. ولكن بريطانيا التي لم يكن في نيتها الحصول على أية تعويضات وانما هدفها هو الاحتلال وفرض سيطرتها العسكرية على مدينةعدن ومينائها الاستراتيجي فعدلت عن قبول التعويض وطلبت احتلال عدن مقابل التعويض عما ادعته من نهب الصيادين اليمنيين لمحتويات السفينة «داريا دولت» وبدأت في الاستعداد لتنفيذ غرضها بالقوة المسلحة.
في 22 يناير 1838 وقع سلطان لحج محسن بن فضل العبدلي معاهدة بالتخلي عن 194 كيلومتر مربع (75 ميلا مربعا) لصالح مستعمرة عدن وذلك تحت ضغوط البيرطانيين مقابل شطب ديونه التي يقال انها كانت تبلغ لاتتجاوز 15 ألف وحدة من عملة سلطنته، مشترطا أن تبقى له الوصاية على رعاياه فيها.
وفي عام 1839م نفسه أعدت حكومة الهند البريطانية عدة إجراءات للاستيلاء على عدن ، ففي 16 يناير دفع القبطان «هينس» بعدد من السفن الحربية بهدف احتلال ميناء صيرة فقاوم اليمنيون بشراسة مستميتة الأمر الذي أجبر السفن البريطانية بالتراجع والانسحاب، ولعل هذه الخطوة من قبل البريطانيين كانت بمثابة بالون اختبار لمدى إمكانات المقاومين اليمنيين والذين بالطبع كانوا يمتلكون أسلحة بدائية ومنها عدد قليل من المدافع التقليدية الرابضة فوق قلعة صيرة المطلة على ميناء عدن القديم.
وبعد ثلاثة أيام في 19 يناير 1839م قصفت مدفعية الأسطول البريطاني مدينة عدن ولم يستطع الأهالي الصمود أمام النيران الكثيفة وسقطت عدن في أيدي الإنجليز بعد معركة غير متكافئة بين أسطول وقوات الإمبراطورية البريطانية من جانب وقوات قبيلة العبدلي من جانب آخر.
وبدأت متاعب الحكم المصري في اليمن بعد سقوط عدن في أيدي البريطانيين فقد بدأ هينز اتصالاته بمشاريع المناطق الجنوبية الواقعة تحت نفوذ المصريين، يغريهم بالهدايا والمرتبات ويحثهم على التمرد على الجيش المصري ولكن الأحوال تطورت بسرعة بعد تحالف الدول الكبرى ضد محمد علي باشا وانتهى الأمر بانسحاب القوات المصرية من اليمن في عام 1840م وانفردت بريطانيا وحدها بمقدرات جنوباليمن كله وبدأت إنجلترا عشية احتلالها لعدن في تنفيذ سياسة التهدئة في المنطقة حتى تضمن استقرار الأمور في عدن بما يحقق مصالحها الاستراتيجية والتجارية والبحرية فعقدت مع سلطان سلطنة لحج معاهدة للصداقة ومنحته راتبا سنويا إلا أن هذا لم يجد نفعا حيث حاول سلطان لحج استعادة عدن ثلاث مرات في عامي 1840و1841م لكن تلك المحاولات لم تنجح للفارق الهائل في تسليح القوتين.
ولم يكن الاستيلاء على عدن هو غاية ما تبغيه بريطانيا في المنطقة، وإنما كان هذا الاستيلاء بمثابة نقطة للتوسع وبداية الانطلاق لتأكيد النفوذ البريطاني في جنوباليمن والبحر الأحمر وعلى الساحل الشرقي الإفريقي وكذلك لإبعاد أي ظل لقوى أخرى.