دعا رئيس الحكومة الليبية عبدالله الثني إلى التعامل مع الملف الليبي بنفس المقاييس التي تم التعامل بها مع الأزمة اليمنية، منتقدا دور المبعوث الأممي برناردينو ليون، ومهاجما بشدة دور قطروتركيا في بلاده. وحذر الثني في تصريح أدلى به لصحيفة "العرب" اللندنية من استمرار المجتمع الدولي في غض النظر عن تغوّل تيار الإسلام السياسي. وقال الثني إن "العالم تحرك في اليمن، واعتبر أن جماعة الحوثي تعدت على الشرعية، وتم التصدي لهجوم جماعة الحوثي، فإن ذلك يفتح الطريق للتعامل مع ليبيا أسوة باليمن". واعتبر رئيس الحكومة الليبية أن "الشرعية لها معنى واحد في أي مكان بنفس المسمى وبنفس المفردات، وبالتالي لا يمكن الحديث عن شرعية في اليمن وشرعية أخرى في ليبيا". وطالب بأن "يتم التعامل مع الملف الليبي بنفس المعايير والمقاييس التي اعتمدت في معالجة الملف اليمني"، لافتا إلى أن القادة العرب اتخذوا قرارا جريئا عندما قاموا بتنفيذ عملية "عاصفة الحزم". وأكد الثني أنه استبشر خيرا لما يجري في اليمن، ذلك أن "ما حدث في اليمن هو صورة طبق الأصل لما يجري في ليبيا، فجماعة الحوثي في اليمن تُقابلها في ليبيا ميليشيات "فجر ليبيا". وتابع "جماعة الحوثي تحظى بدعم من بعض الدول التي لا تُخفي أطماعها في المنطقة مثل إيران، تماما مثل ميليشيات فجر ليبيا التي تحظى هي الأخرى بدعم بعض الأطراف الطامعة في ليبيا منها تركيا". وقال الثني إن استمرار المجتمع الدولي في غض النظر عن ممارسات تيار الإسلام السياسي لا يخدم الجهود المبذولة للتوصل إلى حلّ سياسي، باعتبار أن تغوله هو الذي يُعرقل أي تقدم نحو الحل". وتابع "موقف المبعوث الأممي غير واضح للأسف، وقد اجتمعنا معه وقلنا له إنك مبعوث هيئة أممية، ومهمتك التوصل إلى حل، وبالتالي يجب أن تقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء". واكد الثني أن "هناك من يُسوق للمبعوث الأممي هذا التوجه، وهناك دول تُملي عليه جملة من الشروط"، ولم يذكر رئيس الحكومة الليبية أسماء الدول التي تُملي مواقفها على برناردينو ليون، ولكنه لم يتردد في الإشارة مشيرا بشكل واضح إلى أن "تغول تيار الإسلام السياسي المتطرف وتعنته" يحصل ب"دعم من أطراف دولية معروفة، وهي تريد تفتيت ليبيا ونهب ثرواتها، منها على وجه الخصوص تركياوقطر". وقال "إن ليبيا دولة قائمة قبل أن يُفكر القطريون في إقامة دولة لهم، لذا أدعوهم إلى ألا يزايدوا علينا بجميع المعايير". أما بالنسبة إلى تركيا، فقد قال الثني، إنه “إذا كان لرئيسها أردوغان أوهام باستعادة عظمة الأمبراطورية العثمانية، فلن يكون ذلك على حساب الشعب الليبي، وسيُثبت التاريخ أن ما قامت به تركياوقطر في ليبيا هو عار يُسجل على جباه الأتراك والقطريين". ورفض الثني الاتهامات الموجهة لحكومته بعرقلة الحوار الليبي الليبي. وهاجم بشدة انحياز المبعوث الأممي برناردينو ليون، ودعاه إلى "النظر إلى الملف الليبي بعينين، وليس بعين واحدة". وأعرب رئيس الحكومة الليبية عن ترحيبه بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2214 حول "محاربة الإرهاب في ليبيا". وشدد على أنه انطلاقا من هذا القرار "يتوجب على المجتمع الدولي الوقوف مع ليبيا لتقاتل التنظيمات الإرهابية التي تسعى إلى التمركز في البلاد". ودعا مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرار يسمح بتسليح الجيش الليبي، مشيرا إلى أنه "منذ شهر مارس/آذار 2014 لم يحصل الجيش على أي قطعة سلاح، والإمدادات التي حصل عليها لا تكفي لفتح جبهة قتالية واحدة مع الميليشيات الإرهابية". ميدل ايست اونلاين