انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(قصص حقيقية من المجتمع اليمني )... الدردشة .. بوابة إبليس الجديدة !!
نشر في اليمن السعيد يوم 08 - 12 - 2012

خدمة رخيصة استهوت كثيراً من الشباب والفتيات ، ونسباً أخرى من المتزوجين من الجنسين ، ولم يسلم منها الأطفال ، تختلط فيها الرغبات بأحلام التحقق ، ويغدو كل شيء مباحاً ،طالما ارتبطت بسرية وباسم مستعار
.. وأفرزت هذه الخدمة "حكايات الدردشة بالهاتف المحمول"– في الغالب – تفاصيل تأوهات حارة ، ودموع نازفة ، جراء خداع وابتزاز وضحايا جدد كل يوم .. الاستطلاع التالي يكشف بعض تلك الحالات ..

برسالة نصية قصيرة وتكلفة بسيطة عبر خدمة الدردشة التي وفرتها شركات الاتصالات لزبائنها للتسلية والمرح ، صار بإمكان المرء البحث عن أصدقاء، وتكوين عدة علاقات بحسب الرغبة والهدف، فالمجال فيها مفتوح لإقامة علاقات الصداقة والحب والغرام والعشق ... إلخ !

لا من شاف ولا من دري !!

تُتيح هذه الخدمة التواصل عن طريق ألقاب يختارها المدردشون أنفسهم ، وفق رغباتهم ، ودون معرفة رقم المشترك واسمه الحقيقي ، مما سهل للبعض العبث باستخدامها وإرسال كلمات وعبارات غير لائقة تخدش الحياء .. كما تجهل أيضاً هوية وجنس الطرف الآخر ، وهو ما جعل عمليات الغش والخداع أثناء التراسل وحياكة المقالب ، سهلاً ، ويؤدي لوقوع كثير من المدردشين في مطبات عدة، لاسيما لو كانوا صادقين في علاقاتهم، وعاشوا الحب أياماً وشهوراً، وفوجئوا بحقائق ووقائع غير التي عاشوها بالشات حين يُكشف الستار، وتتبدل الأرقام

فيزا كارت !!

يعترف أحد الشباب بحادثة ابتزاز قام بها قائلاً : أنا شاب يمني جامعي ، عرفت فتاة عُُمانية عن طريق الشات ، استمرت علاقتنا لمدة أربع سنوات ، بدأت العلاقة بدعم معنوي ، ثم تطورت لتصبح ذات دعم مادي ، حيث كانت حبيبتي تدعمني بالمال لإنهاء مرحلة الماجستير ، هي تعلقت بي لدرجة الجنون ، وهذا الحب دفعها لطلب الزواج مني ، مع تعهدها بنفقات الزواج كاملة ، استثقلت الأمر ، ووعدتها بالتفكير فيه ، وأنا أرفضه شكلاً ومضموناً ، ولكنها أصرت ، فوضعتها أمام الأمر الواقع ، وأشعرتها برفضي الارتباط بها ، لأنني كنت أشعر أنها ستعارف أو عارفت الكثيرين سواي عبر الشات .. وأضاف : لم أكن وفياً معها بعد أن تعمدت إيقاعها في الحب ، وبسبب ذلك أدمنتْ الحبوب المهدئة ، ومرضتْ ، وعرفت فيما بعد أنها بحالة نفسية وجسدية سيئة جداً ، عاودت التواصل معها على أساس أن أنقذها - لكنني -في الوقت نفسه - أردت الحصول على الدعم المادي لتقديم رسالة الماجستير ! كنت مستغلاً لها من الناحية المادية ، لكني لم أستغلها جسدياً ، وهذا منحني مبرراً للاستمرار ، انكشف أمرها بعد أن بدأت تتعافى من انتكاستها ، وكانت تقول إنها حين تراني وتسمعني تشعر بأن الحياة دبت في عروقها من جديد ، ومع ذلك كنت ذئباً بشرياً بكل معنى الكلمة ، حين عرف أهلها بالأمر زوَّجوها لابن خالتها بالقوة ، وحتى آخر لحظة وهي تستنجد ، بي وأنا أتعامل معها فقط مثل " فيزا كارت " ، وأعترف أنني أوقعت سواها من بنات الوطن ، ولكنني وضعتهن في سلة المهملات ، لأني لم أكن أستفيد منهن مالياً .. ويؤكد : أعترف ببشاعة الاستغلال الذي افتعلته معها ، ولكنني أرى أنها مسؤولة عن عواطفها ، وليست طفلة صغيرة،لقد أخطأت بعرض مشاعرها على رجل لاتعرفه ، ولهذا أنا أحملها المسؤولية ، ولا أشعر تجاهها بالذنب !

ضحية جوالي !!

وتقول " س . م "عمري 23 عاماً ، عانيت من انفصال والديّ، وانشغال كلٍِ منهما بحياته الخاصة ، تربيت في أحضان جدتي ، وبعد أن توفيت بقيت في بيت خالي، ولم يسأل عني أي من والديّ ، وقبل أن أُنهي دراستي الجامعية بعامين تعرفت على شاب عبر الجوال ، قال في أول مكالمة أنه طلب الرقم بالخطأ، لكن بعد أيام وجدته يبعث مسجات عاطفية ، لم أتقبلها في البداية، لكنني وجدت نفسي أتفاعل معه ، واستمر الحال هكذا لمدة عام .. رسائل عاطفية عبر الجوال كنت أشعر أنها الوحيدة التي ملأت فراغاً كبيراً داخل قلبي ، كنت أرى جدتي أمامي، وحتى في أحلامي، وهي تحذرني وتؤنبني ، لكنني استمريت في الأمر بشكل جنوني، حتى وصلت الرسائل في اليوم الواحد لأكثر من 40 رسالة تقريباً ، وكأنني وإيّاه نعيش في بيت واحد، فصار يعرف ماذا أكلت وفي أي ساعة صحوت ، وإلى أين سأذهب في يوم العطلة، وكل شيء .. طلب لقائي، فترددت في البداية ، لكني قبلت ، وفي أماكن عامة كثيرة التقينا مرات ومرات ، مرة يطلب مني أن يرى وجهي فأرفض ، ثم أستسلم ، ومرة يطلب أن يقبلني فأرفض، ثم أعود وأستسلم .. حتى وقع بيني وبينه ما لم أكن أتخيل أن يقع في يوم من الأيام ، بعدها شعرت بأنني ارتطمت بجدار ، فعاد لي وعيي وشعرت بحجم الخطأ الذي ارتكبته، انطويت على نفسي، حاولت تصحيح خطئي فما استطعت، غيّرت أرقامي، لكنني أشعر اليوم بأني أموت كل يوم مئة مرة ، لم أستطع مصارحة أحد ، امتنعت عن الكلام والشراب والطعام، حتى أصبح وزني ضئيلاً ، وجسدي نحيلاً ، ولا زلت أموت كل لحظة من الخوف والقلق والشعور بالذنب..لو أنني لم ألتفت لرسائله ما حدث هذا معي، لو أنني سمعت تحذير جدتي ما أصبحت حياتي هكذا،ماذا أفعل؟مع من أتحدث؟كيف سيتقبلني رجل آخر بعد اليوم ؟وهل يسامح الله من يفعل ما فعلت ؟!

حب وكروت وبالآخر عجوز!!

" م.ع " طالبة جامعية تصف تجربتها مع الدردشة قائلة : استخدمت الشات ، وجلست أكثر من سنة ونصف أتواصل مع شخص بالرسائل، وكنت ليل نهار أراسله ويراسلني ، وأحياناً آخذ التلفون معي للمطبخ أو الحمام عشان أكتب رسائل ، أيام كثيرة كنا نستمر إلى منتصف الليل .. وأضافت : بصراحة الفراغ كان سبب وقوعي معه ، ولأنه أيضاً أعطاني مواصفاته على أنه شاب سبق له الزواج ، لكنه طلق زوجته بسبب عدم تقديرها له، ونتيجة الرسائل الدائمة كنت أشحن كروت بصفة مستمرة ، وعندما يخلص رصيده أقوم بإرسال بعض الرصيد له عن طريق الرموز، وكانت والدتي تسألني : أين تذهبين بالكروت ؟! وفي بعض الأوقات كانت تشك بي .. وبعد عام أعطيته رقمي ، عشان نتواصل بالهاتف ، لكنني أحسست من صوته أنه كبير بالسن ، وبعد فترة قصيرة اتفقنا نلتقي بأحد المعاهد ، وكانت المفاجأة أنه طلع شخص بعمر والدي ، ومتزوج ، وله بنات بسني !! والذي آلمني ومثّل كارثة بالنسبة لي أني كنت قد رسمت في مخيلتي أنه فارس أحلام ، إنما طلع بالآخر ( سراب عجوز ) .

قمت باستغلاله وندمت !ّ

ويقول ( ن . س ) خريج جامعي وعاطل عن العمل : تواصلت بالشات مع الشباب على أني بنت ، وظل أحدهم وكان مدرساً يتواصل معي ويحوّل لي بكروت بصفة دائمة لأكثر من عامين ، ولأنه كان جاداً فقد أصر على القيام بتحويل ( مبلغ مالي ) حينما استلم الفوارق التي صرفت للمعلمين قبل أكثر من عام ، إلا أنني ترجيته ألا يفعل ذلك .. ويواصل قائلاً: لقد كان صريحاً جداً ، وقال أنه يريد الزواج بي ، بعد ما أخبرني أنه يشكو دائماً من زوجته ، بل إنه كان في أحيان كثيرة يكشف لي كل أسراره ، ولشعوري بأنه شخص صادق وبريئ ، واحساسي بالذنب ، وأني ارتكبت جرماً في حقه ، وجعلته يتعلق بأوهام حبي ، فقد قمت باستلاف مبلغ من أحد الأصدقاء ، وحوّلته له كجزء من قيمة الكروت التي كان يُحوّل بها إليّ ، ثم استسمحته، ولا أزال أشعر بالذنب تجاهه .

حكاية وردة

لا أظنها قد غابت عن الأذهان، فتفاصيل حكايتها سطرت بدمها الذي سُفك جراء الشات الذي اقتادت به الجاني من مدينته إلى مدينتها " تعز " ليتعرف عليها، بعد أن وقع في حبها، وأسره كلامها العذب والحنون الذي كانت تضاعفه ، خصوصاً وأن العاشق كان ميسور الحال ، ويملك واحداً من معارض السيارات ، ومثله لا يُفْلِتُ مَنْ يقع في اليد ..! ولذلك فقد ترك كل شيء وراءه، وجاءها بعد أن حددت له موعداً للقائها ، وكان هو ذاته موعد وداعها لمغامرتها معه ، حيث انكشف المستور، وفُضحت الأمور، وعرف العاشق القادم من بعيد الوجه الحقيقي لوردته الجميلة التي لم تكن سوى شاباً وسيماً ذا صوت رقيق !! اعتاد التواصل مع الآخرين والدردشة معهم على أنه فتاة اسمها وردة، ولأنه " مطعون الرجولة" فقد تقمص دور الأنثى بجدارة ، وجذب العاشق، وفي مكان اللقاء أرادت " وردة " السطو على ممتلكات الرجل من سيارة فخمة بداخلها جنبية باهضة الثمن ومال كان في حوزته ، لكن الرجل كان أسرع ، إذ سطى على حياة وردة بعد صراع بينهما ، وأوقعه قتيلاً، وهو مذهول من الموقف الذي تعرض له ، ومن فتاته التي عشقها وهو يجهل حقيقتها التي خدعته بها .

بي ِبي !!

من ناحيتها تُلخص " لينا . أ " حكايتها الطريفة مع الشات بقولها : وقعت في غرامه ، وظليت أحبه سبعة أشهر بكل أيامها ولياليها ، لأكتشف بالأخير أنه طفل عمره أحد عشر سنة!! وتروي التفاصيل قائلة : بدأنا التراسل كأصدقاء ، وشيئاً فشيئاً دخل الحب بيننا وتبادلنا أعذب الكلمات، إلا أرقام الهواتف لم نتبادلها ، حتى نُعطي أنفسنا فرصة للتعارف أكثر ، حتى يحين الوقت المناسب سنتبادلها ونلتقي أيضاً، وجاء الوقت المناسب، فسبعة أشهر مدة كافية وحان الوقت للقاء وجهاً لوجه، وتبادلنا الأرقام ، واتفقنا على موعد ، وفي المكان المحدد ظليت أنتظر وأتلفت يميناً ويساراً باحثة عن هذا الشاب لعلّي أعرفه أو قلبي يدلني عليه، ولكني لم أجده ، وحين اتصلت استفسر عن سبب التأخير ، شعرت بالدهشة حين قال إنه موجود ومن بدري ، وأنه منتظرني ، وعدت أطالع الشارع وكان منظري سيئاً من كثر ما التوت رقبتي.. وفجأة وأنا أبحث لمحت العلامة التي حدثني عنها ..! وكانت صدمتي كبيرة ..لاعرفت أضحك أو أبكي مما حصل معي ، بلحظة تضاربت أفكاري وتشوش ذهني وأنا أجد طفلاً في الحادية عشرة من عمره ينتظرني ، ومن المقلب الذي جنيته من الدردشة، وكنت خجلانة من نفسي، ولن أقول أني ما سألت عن عمره، بل سألت وقال عمره 25سنة وطالب في الجامعة ! يعني شخص ناضج ، وهو ما جعلني أطمئن وأراسله، حتى عندما اتصلت لم ألحظ بنبراته أي صوت طفولي .



خدعني صوته وأفزعني شكله!!

فيما " سوسن . ق " تقول : أعجبني لقب الدردشة ، وتواصلت معه ، واستمر تواصلنا ثلاثة أشهر، حكى لي عن نفسه، وحلف بأنه صادق في كل ما يقوله ، وحكيت له أنا الأخرى عن نفسي ، ولم أغالطه ، فقد تعاهدنا على الصدق، لتكن علاقتنا واضحة بلا غش أو خداع ، وتطور الوضع وأحببنا بعضنا، وصار تواصلنا عبر التلفون أيضاً، ولم يبخل عليّ بأي شيء، فقد كان يرسل لي المصاريف والكروت والهدايا من صنعاء ، لأنه أصلاً من سكان مدينة صنعاء، ويعمل فيها ، ووعدني بأنه سيأتي إلى تعز لرؤيتي كونه يريد الزواج مني، وانتظرت قدومه بفارغ الصبر ، فقد كنت مشتاقة لأرى هذا الذي أسر قلبي وأوقعني في حبه بدون أن أعرفه، ولا يجمعني به سوى الهاتف ، وفعلاً نفذ وعده وجاء إلى تعز ، وخرجت كي ألتقي به، واتجهت نحو المكان الذي ركن فيه سيارته، وما أن مدّيت يدي، وفتحت بابها ، حتى نظرت إليه ، ولم أدرِ ماذا أصابني !! بدون شعور أقفلت باب السيارة وهربت مبتعدة من أمامه .. كان يناديني وأنا أتجاهله، ولا كأني المقصودة .. وأضافت: المهم نفذت بجلدي، فلم أتوقع أن شكله قبيح وبشع ، وياليت هذا وبس، بل كان كبيراً بالعمر " عجوز" وأنا عشت أياماً أحلم به وأرسم ملامحه في خيالي ، حتى تفاجأت به في الواقع فانسحبت .. والله حتى رقم جوالي غيّرته.

مصدر للوحدات !!

وتحدثت " طل " بدورها قائلة : أنا وصديقاتي مشتركات بالدردشة كي نتواصل بأمور تخص الجامعة والمحاضرات وغيرها من الأشياء الخاصة بنا، خصوصاً أن الرسائل بالدردشة تكلفتها أقل من الرسائل العادية ، من ناحيتي وجدتها مسلية جداً وممتعة ، فيها غموض ومغامرات عديدة،ومقالب ، وأستطيع تغيير لقبي وخداع صديقاتي ، حيث أراسلهن أحياناً على أني ولد، وأقيم علاقات معهن، وساعة على أني بنت ، وهكذا، وحين تطلب إحداهن، أو أحد المدردشين رقمي أنسحب ، وأبحث عن أصدقاء جدد، ولا أعطي معلومات حقيقية عن نفسي ، لأني أعرف أن معظم من في الشات يكذبون ويفعلون كما أفعل ، لهذا لا أثق بمن فيها ، ومراسلتي للتسلية، ومن يرسل لي رصيداً أراسله ، فهي مجال خصب للحصول على كروت ، أما الحب من خلالها فلا أصدقه .. وتضيف : من فترة راسلت واحدة من صديقاتي من تلفوني الآخر على أني شاب وعيّشتُها قصة حب جميلة لأسبوعين فقط، وبعدها أشفقت عليها، وفضحت لها حالي سريعاً ، لأنها مسكينة صدقت أني شاب، وتحدثت عن نفسها بكل براءة وصدق، وبأشياء حقيقية أعرفها عنها، ولأنها لم تكذب فيها فقد أخبرتها بأنه مقلب مني، ولو كانت كاذبة لما أعتقتها .. ! بالشات حين يراسلني أحدهم على أنه ولد، أرد بأني ولد أيضاً ، وإذا قال إنه فتاة أقول إني فتاة، وهنا تتضح الأمور، لأن كل واحد يبحث عن الجنس المضاد له، فيعزف عن مراسلتي إن كنا متشابهين .

تشهير

الغرض الآخر للشات توضحه أماني عبد المجيد في حديثها الذي قالت فيه : حكايتي مع الدردشة بعيدة عن قصص الحب وعلاقات الصداقة ، بل الكره والنذالة، مع أني بحياتي لا دردشت ولا اشتركت فيها، لكن فجأة وجدت شخصاً من عدن يتصل بي على جوالي، ويحدثني وكأنه يعرفني ! بالذات عندما ذكر اسمي ، جلست أستمع إليه وأسأله من أين يعرفني وأنا لا أعرفه نهائياً ، فيرد: من الدردشة، ويضيف : أنت تراسلينني بالدردشة وأرسلت رقمك لأتصل بك ونكون أصدقاء.. استغربت من كلامه،وأوضحت بأني لا أعرفه ، ولا عمري تواصلت بالشات ، لا معه ولا مع غيره ، لكنه أعطاني تفاصيل أكثر عن نفسي وجامعتي ، مما زاد من حيرتي، ومع الكلام تأكد من صدقي .. وسألني عن شيء لم يخطر في بالي أبداً حول ما إذا كانت لي عداوات مع أي واحدة من صديقاتي ، فقد تكون هي من ترسل رقمي عبر الدردشة وتُراسل الآخرين باسمي ليزعجوني باتصالاتهم بمجرد الحصول على الرقم، أقنعني كلامه، ونصحني أن أغير رقمي ما دام الأول قد انتشر ، لكني حقاً لا أعرف من هي الحاقدة عليّ لهذه الدرجة لتعاقبني بهذا الشكل الخسيس، وتوزع رقمي لرواد الدردشة لتشهّر بي .

استغفال وخيانة

وأوضحت " أم ريناد " رؤيتها بالقول : الدردشة غامضة ، ولا تعرف من يراسلك ولد أو بنت ، قريب أو بعيد ، وهذا ما شجع زوجي على استخدامها للتواصل مع عشيقته بلقب متفق عليه بينهما ، بحيث لو شاهدت الرسائل لا أعرف ، فهي مجرد دردشة، ولن يعرف أحد !! كنت أشوفه دائماً يدردش وأتغاظى رغم انزعاجي ، وأقول عادي فالكل يدردشون " رجال ونساء " بالإنترنت أو التلفون لا مشكلة ، ولم أشك لحظة أنه وجد فيها فرصة لمراسلة حبيبته أمام عيني وهو مطمئن ، وأنا جاهلة بكل ما يفعله، ولأن حبل الكذب قصير فقد أخذت تلفونه بالصدفة أتصفح الرسائل، فقرأت رسالة مكتوب فيها " أين تترك القات والمصروف اليوم ؟ " .. وتواصل : دققت النظر بباقي الرسائل ، فوجدت معظمها من " لقب واحد" فيه كلام ساخن وكبير يخجل الواحد من قراءته، وبحرافة شديدة عاملة نفسها الرجل بالدردشة وزوجي المرأة، حتى ما ينكشف حالهم، لكن رسالة واحدة كانت كافية لأعرف مدى استغفاله لي وسبب إهماله، حيث إنه يتركني أنام لوحدي ويبقى سهرانا مع الشات ، مُستغنٍ عني فعنده البديل ، وما تُرسل إليه من رسائل ماجنة انعدم فيها الحياء تجعله ينسى نفسه ، فكيف بي أنا ؟! تأزمت الأمور بيننا وتشاجرنا ، ووصل الأمر إلى حد الانفصال ، لولا تدخل العقلاء الذين فرضوا عليه الامتناع عن هذه المراسلة وإغلاق تلفونه عند التاسعة مساءً ، ويكفيه تسلية وخيانة
.
إدمان وأوهام

فيما تحدثت " سبأ . ع " قائلة : علمتني أخواتي الاشتراك بالدردشة ، وصارت تعجبني كثيراً ، حتى أني صرت مدمنة عليها ، ولا أستطيع النوم بدون أن أدردش ، بعد اختيار الألقاب التي تعجبني فقط لمراسلتها ، فهناك ألقاب بذيئة أحتقر من يختارها وأرفضها، لأن غايتي التسلية ، وتضييع الوقت فلا فرق أتواصل مع شاب أو فتاة ، فأنا لن أحب عبرها، ولا أؤمن بالحب الذي يأتي خلالها ، لأنه مزيف وأوهام وكله كذب في كذب ، يحتال فيه كل واحد على الآخر ، والغريب أن هناك من يصدقون ويتأثرون بما يقال ، ولم يستوعبوا بعد المقالب التي تحدث فيها ، رغم سماعهم بها ، فيحبون ويعشقون ، وفجأة يختفي الطرف الآخر إذا ما طلبوا الالتقاء بهم، كي لا تُكشف هويتهم ، لا سيما لو كانوا من المقربين ممن يريدون إجراء اختبارات لذويهم .. وتؤكد : مرة فكر زوجي يراسلني بالشات ، فكتب رسالة دردشة ، لكنه أرسلها من رقمه لا برمز الدردشة ، ضحكت عليه في داخلي، ولم أقل له أني تنبهت ، لكني كنت حذرة فيما بعد ، وأرى أن نسبة الكذب في الشات 99% ، وحتى الواحد المتبقي أشك فيه!!

حرّمت الشات

موقف آخر وقعت فيه " لوجين " تروي تفاصيله كالتالي : كنت أتراسل مع واحد بالشات ، وبعد يومين من التراسل أعطاني رقمه لأتصل به ، وأتأكد أنه ولد ، بصراحة دفعني الفضول ، واتصلت ، ولم أكن قلقة من معرفته الرقم ، لأن الشريحة ليست باسمي، وأستطيع أغير رقماً آخر.. المهم استمر التواصل بيننا، وكنت سعيدة بمعرفته وأنا مثل أي بنت " نفسي أحب وأتحب " فأحببته ، لكن لم ألتقِ به ، وكنت أرفض دعواته ، وأختلق الأعذار ، حتى قال لي "أكيد خايفة أشوفك لأنك لست جميلة" استفزني كلامه ووافقت على الخروج ، لأثبت له أن كلامه خطأ ، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فكرت بإمكانية أن يُعجب بي ، ويكون هذا اللقاء الخطوة الأولى لمشروع زواج قادم بيننا ، فهو مهندس ، ولديه مكتب خاص به ، وسيارة مثل سيارة تامر حسني ، والتقينا بأحد المطاعم ولأنه لا يعرفني ولا أعرفه، طلب أن أشير إليه بيدي وسيأتي إلى الطاولة التي أنتظره فيها ، وهذا ما حدث.. وأضافت : لقد ظهر أمامي شخص كأنه خرج من قبر، أشعث، أغبر، شكله من حق الجن! وبالخمس الدقائق التي جلستها برفقته لاحظت عينه تغمز وتنحرف ، كأنه مصاب بحالة نفسية ، شعرت بالقلق نتيجة ذلك ، فتعللت بالذهاب لغسل يدي، وخرجت ولم أعد، ويظهر أنه ركّز لما أخذت حقيبة يدي، ولحقني وهو يصرخ "وقفِّي الدباب وانزلي أنا وراءك "... المهم هربت ، وحرّمت الشات الذي أوقعني في يد واحد تعبان نفسياً، ولم يتوقف الأمر هنا بل أنه استمر بالاتصال بي وإرسال رسائل تهديد ووعيد وقلة ذوق .

وختاماً
لا أمان في غرف الدردشة أبداً ، فحكاياتها زائفة، وأبطالها وهميُّون ، يمثلون أدواراً غير حقيقية لاصطياد الآخرين ، ويحتالون على بعض، ويقضي الشاب أوقاتاً طويلة يغازل ويراسل رمزاً في الشات، ومثله الفتاة .. وفي نهاية المطاف يتلقى الاثنان الصدمات ، فالرفقاء غير ما وصفوا أنفسهم، ويا هول لو كانوا من الأقرباء، فالمقلب يصبح اثنين .. لذلك الشات عالم غامض استلزم الحذر منه، وبيئة خصبة للباحثين عن إرضاء رغباتهم وغرائزهم الحيوانية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.