أعلن حزب الله اللبناني، الجمعة 13 مايو/أيار 2016، عن مقتل القيادي البارز في صفوفه داخل سوريا، مصطفى بدر الدين، وأحد المتهمين في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري. ويعد مقتل القيادي أكبر ضربة يتعرض لها حزب الله المدعوم من إيران منذ خسارته للقيادي السابق عماد مغنية، إذ يعتبر بدر الدين أحد كبار المسؤولين في الحزب، والمسؤول عن عملياته العسكرية في سوريا، حيث يقاتل الحزب إلى جانب قوات رئيس النظام بشار الأسد.
اتهام بتورط إسرائيل
النائب في البرلمان اللبناني عن حزب الله، نوار الساحلي، اتهم إٍسرائيل بالوقوف وراء مقتل بدر الدين، وقال في تصريح لقناة المنار التابعة للحزب، الجمعة، "إسرائيل بالتأكيد هي من تقف وراء مقتله"، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وأضاف الساحلي أن "حزب الله سيرد في الوقت المناسب"، معتبراً أن ما يجري حرب مفتوحة، وأنه لا ينبغي استباق التحقيق.
وفي وقت مبكر صباح الجمعة، قال حزب الله إن المعلومات الأولية تشير إلى أن "انفجاراً كبيراً استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي، مما أدى إلى استشهاد الأخ القائد مصطفى بدر الدين (السيد ذو الفقار) وإصابة آخرين بجراح".
من هو القيادي المقتول؟
ولد مصطفى بدر الدين في أبريل/ نيسان 1961، ومعروف عنه تقلده لاسمين وهميين، وهما إلياس فؤاد صعب، وسامي عيسى، ويعتقد أنه خليفة القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية الذي اغتيل عام 2008 في دمشق وهو زوج شقيقته أيضاً، كما يُعتقد أنه كان الرجل الثاني في الحزب.
وحتى العام 1982 كان بدرالدين ومغنية ضمن صفوف ما يعرف ب"قوات 17"، التي كانت جزءاً من "حركة فتح" الفلسطينية في لبنان، لينضم لاحقاً إلى حزب الله ويصبح عضواً في ما يسمى "مجلس الشورى" فيه، ورئيساً لوحدة العمليات في الخارج، إلى جانب كونه مستشاراً للأمين العام للحزب حسن نصر الله، بحسب ما تذكر مواقع مقربة من الحزب.
تهم أُدين بها بدر الدين
وجهت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، عام 2011، لبدر الدين وعناصر آخرين في حزب الله، تهمة المشاركة باغتيال الحريري في شباط/أبريل من العام 2005 بتفجير استهدف موكبه في بيروت.
كما اعتقلت السلطات الكويتية بدر الدين في عام 1983، بتهمة تفجير السفارة الأميركية في العاصمة الكويتية، حيث حكم عليه بالإعدام بتهمة تدبير هجمات.
ومن أجل الضغط على السلطات الكويتية لإطلاق سراحه، قامت خلية من حزب الله بقيادة عماد مغنية باختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية الكويتية عام 1988، قبل أن يفرّ من السجن في عام 1990 أثناء غزو العراق للكويت، ليعود لاحقاً إلى لبنان بمساعدة من الحرس الثوري الإيراني.
ولا تتوفر معلومات كثيرة أو موثّقة عن بدر الدين أو غيره من قيادات حزب الله كون تلك المعلومات تحاط بسرية تامة.
وفقد حزب الله عدداً من القيادين البارزين منذ مشاركته في المعارك داخل سورية، أبرزهم القيادي سمير القنطار الذي قتل في غارة إسرائيلية قرب دمشق في ديسمبر/كانون الأول 2015، بالإضافة إلى مقتل نجل مغنية، جهاد مغنية في يناير/كانون الثاني من العام نفسه إثر قصف إسرائيلي استهدف مقراً للحزب في هضبة الجولان من الجانب السوري.