وصل الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، أمس إلى العاصمة الفرنسية باريس في زيارة رسمية يلتقي خلالها بالرئيس فرانسوا هولاند وبكبار المسؤولين الفرنسيين، ليستعرض معهم ملفات ذات اهتمام مشترك بين البلدين، إلى آخر التطورات في الشرق الأوسط. وأكد قصر الإليزيه أن هولاند سيستقبل الأمير سلمان في أول أيام زيارته الرسمية، الأولى له وهو ولي للعهد. الدولة الوحيدة وعن هذه الزيارة التي تصفها فرنسا بالاستثنائية، نقلت صحيفة عكاظ السعودية عن المحلل الاستراتيجي فضل بن سعد البوعينين قوله إنها تأتي في ظروف دولية غير اعتيادية، "تسببت في إحداث فوضى عارمة في المنطقة، وساعدت على تمدد المنظمات الإرهابية في المنطقة العربية، حتى باتت تهدد السلم الدولي". وأضاف البوعينين: "زيارة الأمير سلمان يمكن أن تسهم في بلورة قرار دولي داعم لأمن واستقرار المنطقة، ومواجهة الإرهاب وحماية الدول والشعوب من مآسٍ أصابت بعضها، وستصيب بعضها الآخر في حال عدم مواجهتها بحزم من المجتمع الدولي". وقال الدكتور عبدالله القباع، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود: "فرنسا تدرك أن السعودية هي الدولة الوحيدة التي ما زالت تطالب جميع الدول والمنظمات الدولية باتخاذ موقف موحد إزاء قضايا الإرهاب، التي بدأت تهدد النظام والاستقرار العالمي، وخصوصًا في منطقة الشرق الأوسط". تطورات إيجابية ملموسة وفي حديث صحفي، وصف السفير الفرنسي لدى السعودية برتران بزانسنو الزيارة بالتاريخية، وبأنها فرصة لإجراء محادثات تتناول التطورات في المنطقة، خصوصًا تجديد التعاون لمكافحة الإرهاب والتطرف، "لأنها تأتي للتأكيد على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، وعلى تطابق وجهات نظر الرياضوباريس في الكثير من الملفات السياسية في المنطقة، خصوصًا تجاه ما يجري في سوريا". ورأى بزانسنو أن منطقة الشرق الأوسط تجتاز مرحلة دقيقة وخطيرة تثير قلق دول المنطقة، كما تثير قلق الفرنسيين، "وزيارة الأمير سلمان ستكون مناسبة لتعميق المناقشات والمشاورات بين باريسوالرياض حول الملفات الأساسية، وهي الإرهاب وكيفية الوقوف بوجهه، والوضع في سوريا والعراق ولبنان، فضلًا عن الملف الإيراني وملف النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي وكل أوجه الملفات الإقليمية الساخنة، والجانب الفرنسي حريص على التشاور مع السلطات السعودية حول هذه الملفات والاستماع لتحليلاتها وتوقعاتها".