واصل الجيش واللجان الشعبية أمس التقدم في جبهة الوازعية بمحافظة تعز وتأمين مواقع استراتيجية جديدة، بالتزامن مع مواجهات متقطعة في الجبهة الغربية لمدينة تعز. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن الجيش واللجان تمكنوا أمس من تأمين جبل الحبشية وجبل الضعيف، شرق مديرية الوازعية، ودحر ما تبقى من مرتزقة العدوان باتجاه التباب الجبلية المحاذية للمضاربة والمحاولة التابعتين لمحافظة لحج. وأكد المصدر سقوط عدد كبير من المرتزقة قتلى وجرحى واغتنام ذخيرة وأسلحة رشاشة تركها عملاء العدوان خلفهم أثناء فرارهم، بالإضافة إلى وقوع 5 من المرتزقة أسرى بين أيدي الجيش واللجان. وتكمن أهمية جبل الحبشية والضعيف في كونهما تطلان على مناطق تابعة لمديرية الشمايتين كان المرتزقة يستخدمونها للتسلل عبر منطقة بني عمر، وبالسيطرة على هذين الموقعين الاستراتيجيين يكون خط تسلل المرتزقة قد تم قطعه تماماً. يأتي هذا بعد يوم من سيطرة الجيش واللجان الشعبية على جبل "قناهو" المقابل لمنطقة حنة القريبة من الشقيراء، مركز المديرية، إثر معارك عنيفة سقط خلالها عدد من المرتزقة بين قتيل وجريح وأسر آخرين، فيما لاذ البقية بالفرار رغم كثافة الإسناد الجوي من قبل طيران العدوان السعودي. في غضون ذلك تجددت أمس المواجهات في الجبهتين الشرقية والغربية لمدينة تعز. وطبقاً لمصدر عسكري فإن اشتباكات ليلية شهدتها الجبهة الغربية لمدينة تعز، وتحديداً محيط المطار القديم واللواء 35 مدرع وشارع الأربعين، حيث يمضي الجيش واللجان في عملياتهم العسكرية لتطهير ما تبقى من الأحياء الغربية لمدينة تعز من مرتزقة وعملاء العدوان. وأشار المصدر إلى أن قصفاً عنيفاً متبادلاً بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون شهدته ذات المناطق بالتزامن مع غارات جوية لطيران تحالف العدوان السعودي المساند للمرتزقة في الميدان، لافتاً إلى أن الجيش واللجان عززوا مواقعهم في تباب تطل على المطار القديم. وفي الجبهة الشرقية ذكرت مصادر محلية أن مدفعية الجيش واللجان استهدفت أمس تجمعاً للمرتزقة بالقرب من مبنى المحافظة وسط المدينة ونتج عن ذلك وقوع قتلى وجرحى بين العملاء واشتعال النيران في المكان المستهدف. غارات جوية وفيما ساد الهدوء نسبياً نهار أمس في جبهة "الصبيحة- ذوباب" جنوب غرب محافظة تعز وجبهة "كرش-الشريجة" التابعة إدارياً لمحافظة لحج، إلا أن الطيران المعادي كان حاضراً بالغارات والتحليق المكثف طوال اليوم. سكان محليون ومصادر أمنية أفادوا "اليمن اليوم" أن طيران تحالف العدوان السعودي نفذ أمس غارتين على مديرية ذوباب مستهدفاً معسكر ومفرق العمري، بينما استهدف بغارتين مماثلتين منطقة "أبجر" بالقبيطة، وعدة غارات أخرى استهدفت جبل "قناهو" بالوازعية وجبل أومان في الحوبان. وكان ذات الطيران قد ارتكب أمس الأول مجزرة بشعة بقصفه منزل المواطن فكري محمد في منطقة "تبيشعة" الواقعة ما بين جبل حبشي وصبر الموادم، ما أدى إلى تدميره بالكامل واستشهاد فكري و9 من أفراد أسرته، بالإضافة إلى تضرر عدد من المنازل المجاورة وإصابة 5 مواطنين بجروح مختلفة. احتراب العملاء من جهة أخرى اندلعت مواجهات مسلحة بين فصيلين مواليين للعدوان بمدينة تعز. وذكرت مصادر محلية أن خلافاً نشب بين مسلحين من أتباع القيادي الإخواني حمود المخلافي وآخرين من عناصر القيادي السلفي المكنى أبو العباس، على خلفية استحداث أتباع المخلافي نقطة تفتيش في مدخل بريد مديرية القاهرة، الذي تسيطر عليه ما تسمى "كتائب أبو العباس" ذات التوجه السلفي، وتطور الخلاف إلى اشتباك بالأسلحة المتوسطة قبل أن تتدخل بعض الشخصيات للتهدئة واحتواء الموقف بين الطرفين. وتشهد الأحياء الواقعة تحت سيطرة عملاء العدوان احتكاكات مستمرة بين فصائل العملاء تطورت في أوقات متفرقة مرات سابقة إلى اشتباكات مسلحة أسفرت في بعضها عن قتلى وجرحى من المرتزقة. مسلسل اختطاف الإعلاميين إلى ذلك أقدم مسلحون موالون للعدوان السعودي أمس على اختطاف مراسل ومصور قناة سكاي نيوز، من وسط مدينة تعز. وذكر مصدر أمني أن مسلحين يقال بأنهم من أتباع أبو العباس الموالي للعدوان قاموا باختطاف الإعلامي محمد القاضي مراسل قناة سكاي نيوز وطه صالح مصور القناة من جولة وادي القاضي واقتيادهما إلى وادي المدام ثم الإفراج عنهما بعد ساعة من الاختطاف والتحقيق بتهمة أنهما جاسوسان للحوثيين. وتعليقاً على حادثة الاختطاف قال رضوان الحاشدي الناطق الإعلامي لكتائب أبو العباس، إنه تواصل هاتفياً مع محمد القاضي الذي أبلغه بأن شخصاً يدعى شوقي صالح أخذه من جوار قسم الجديري إلى مدرسة ناصر وحقق معه وتركه بعد أن قال له: أنا تبع أبو العباس. وأضاف الحاشدي: "على الفور تم إبلاغ الشيخ "أبو العباس" بذلك والذي بدوره أعرب عن أسفه وسخطه لما حدث وأمر رجاله بالبحث عن هذا الشخص واعتقاله". وتقع منطقة وادي القاضي ووادي المدام تحت سيطرة عملاء العدوان. وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان حادثة اختطاف مراسل قناة المسيرة حميد البكاري وزميله المصور بتاريخ 20 يناير الماضي من أحد الأحياء الواقعة تحت سيطرة العملاء بمدينة تعز والإفراج عنهما بعد 11 يوماً من الاختطاف، في حادثة غامضة لا يزال الخاطفون مجهولون وكذلك سبب الاختطاف.