كان النهج الوطني للرئيس الحمدي قد تبلور مبكرا بسرعة ووضوح، ما دفع المملكة الشقيقة إلى المبادرة بإصرار على الإطاحة به، ومحاولات الانقلاب عليه، والتي قام بها الشيوخ المدعومون من قبل النظام السعودي ضده، في 13 يوليو 1975، ثم في 16 أغسطس 1975، ثم ثالثة في 20 فبراير 1976، ثم رابعة في بداية يوليو 1977 في صعدة، حتى قتله في أكتوبر 1977، ثم تنصيب شخص موالٍ لهم، وهو "الرئيس الغشمي". على الصعيد نفسه، أبرز الرئيس صالح مبكرا قوة شخصيته واستقلاله، ومبكرا حاولت السعودية إزاحته عن الرئاسة من خلال أياديها في اليمن، ومن ذلك محاولات اغتياله، ومحاولات الانقلاب الأخرى عليه، والتي كان آخرها في الثمانينيات ما حدث في مايو 1987م، كما ذكر المهندس "يوسف الهاجري"، في كتابه (السعودية تبتلع اليمن). لاحقاً، دشنت السعودية وبقية دول الخليج حربا باردة على اليمن، خاصة تجاه العمالة اليمنية فيها، منذ عام 90، لأسباب كثيرة متفرقة ومتكاملة، منها أنها لم تعد بحاجة لليمن كدرع لمواجهة المد الشيوعي، كما كانت خلال الحرب العالمية الباردة، وأيضا عقابا لصالح والنظام اليمني على مواقفهما في حرب الخليج الثانية ضد التدخل العسكري الأجنبي في الخلافات العربية، وكذلك ردا على اتخاذ خطوة الوحدة اليمنية دون أخذ الرغبة السعودية في الاعتبار. وصولا إلى عاصفة الحزم، واعتبار التحالف الخليجي للرئيس صالح وجيشه، بجانب السيد الحوثي وقواته هدفا عسكريا واحدا .. ينبغي محوه وإزاحته، لتخلو اليمن للرئيس هادي، الرئيس الذي لم يشهد تاريخ الرئاسة ولا العمالة في العالم، رئيسا بمثل استحذائه وغبائه وضعف شخصيته!.