حين تنزف عدن.. قلب صنعاء يقطر دماً..!! نعرف أنها سقطت، وحين نراها تغرق يوماً بعد آخر سنتألم ولن نفكر بالمشي على الجراح!!. منذ عرف اليمني الوجود وعدن تنبت بداخله، ستعود ونستنشق هواءها وتنغمس أقدامنا في رمال ساحل أبين والساحل الذهبي، هذه عدن جزء من جسد اليمن، ولن نكرهها أو نختزلها في غجرية الزبيدي المحافظ بعد أن طرد منها الدحابيش، عيدروس وقائد المنطقة الرابعة ليسا عدن، هما والمحافظ ينتظرون طويلاً أمام بوابة معسكر التحالف قبل السماح لهم بالدخول، الأوغاد يتصرفون كالغجر ولن تتبنى المنطق الذي يشبه الدولة، ومهما صرخت في وجه عصابة فلن ينطفئ أنيننا في ليلة يصعب عليها النوم لشدة حزنها وهي تفارق الستين من فتيان المدينة!!. مظالم هذا الزمن وخيباته كثيرة، وعدن من يومها انقطع عنها الماء وأصبحت غارقة في الظلام، بعد الواحدة والنصف ليلاً لن تجد أحداً يتجول في عدن مول ويمنحك شيئاً مما كانت تتفرد به المدينة. عدن أولى المدن المحررة من مليشيا الانقلاب لم تعد صالحة إلا أن تكون الوجه القبيح الذي جاء به التحالف، هذا هو الكمين الذي يريدون وضعه في طريق اليمنيين، عدن تخضع لشرعية هادي، وصادم أن تعجز حكومته عن العودة، وحين يتواجد فيها الوزير يشبه الطريد الملاحق إلى أن يلوذ بالفرار وينجو بنفسه.. لا ينظر العالم إلى عدن كمدينة محرر ة وحسب، إنه يحاول أن يراها غارقة بالتباشير، ويشاهدونها تتحول إلى مدينة كبيرة كعربون إخلاص يقدمه التحالف نموذجاً للحلم القادم، ويجعل اليمنيين يحدقون بشغف نحو عدن وقلوبهم تهفوا لاستقبال أول جندي قادم إليهم وهو يرتدي بزة عسكرية اشتراها له التحالف، ليباركوه ويمضون في الطريق الذي جاءت به ليلحقوا بما وصلت إليه عدن. في صنعاء لا يزال اليمنيون يرتمون في حضنها، ويشعرون بالدفء أيضاً، ولم يعد بمقدور أحد أن يكذب!!.