أفشل أبطال الجيش واللجان الشعبية، أمس، محاولة زحف جديدة نفذها حلف العدوان ومرتزقتهم، جنوب مديرية المخا، مسنودة بغطاء جوي ومدفعي وبحري مكثف، استهدف ببعضها منازل المواطنين متسببا بسقوط شهداء وجرحى مدنيين، وبالتزامن مع ذلك حقق الأبطال تقدماً جديداً في جبهات مديرية الصلو، مع معارك متقطعة تشهدها الجبهات الأخرى بذات المحافظة وتلك الواقعة على الشريط الإداري مع محافظة لحج. مصادر عسكرية متطابقة أفادت "اليمن اليوم" بأن حلف العدوان دفع، نهار أمس، بمرتزقته لمحاولة التقدم صوب منطقة الخضراء من مواقعهم في منطقة المحجر البيطري، 4كم جنوباً، مشيراً إلى أن هذه المحاولة تم التمهيد لها بغارات جوية مكثفة وقصف بحري عبر البوارج الحربية في مياه البحر الأحمر، منذ مساء أمس الأول، حيث قصف الطيران خلال ساعات المساء مناطق متفرقة في المديرية بأكثر من 15 غارة وعشرات القذائف المدفعية والهاون، تلى ذلك، وفقاً للمصادر، محاولة زحف المرتزقة بنحو 25 مدرعة وعدد من الدبابات والأطقم العسكرية باتجاه الخضراء، المحاذية لحي السويس، أول أحياء المدينة من جهة الجنوب. وأكد بأن حلف العدوان عاود، أمس، تنفيذ سياسة الأرض المحروقة، بقصفه الجوي تجاوز 30 غارة فضلاً عن قصف متواصل لمروحيات الأباتشي والمدفعي بعيدة المدى، بغرض تعبيد الأرض لمرتزقته وإسنادهم في تحقيق أي تقدم والسيطرة على منطقة الخضراء التي كبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد منذ بدء الزحف باتجاه المخا، قبل 13 يوماً متتالية. المصادر نفسها أفادت بأن الجيش واللجان الشعبية تصدوا بقوة لزحف المرتزقة وأجبروهم على التراجع والعودة إلى منطقة المحجر البيطري بعد أن كبدوهم المزيد من القتلى والجرحى وتدمير وإعطاب عدد من الآليات التي قام المرتزقة إثر ذلك بسحبها إلى مواقعهم في منطقتي الجديد والكدحة، شمال ذوباب. وبحلول اليوم الأحد يكون العدوان ومرتزقتهم قد دخلوا أسبوعهم الثالث لمحاولاتهم الفاشلة في احتلال مدينة المخا، ودخول شهرهم الثاني منذ إعلان ما تسمى عمليات "الرمح الذهبي" التي خطط من خلالها إلى احتلال كامل الشريط الساحلي الغربي في بضعة أيام قبل يتحول حلمهم إلى كابوس. وكان المرتزقة قد تمكنوا خلال الأيام الثلاثة الأولى من السيطرة على موقع الدفاع الجوي، ومنطقة الميزان المحوري والوصول إلى جولة النصر، شرق المدينة، وتنفيذ اختراق مكنهم من الوصول إلى أطراف حي السويس قبل أن يتم صدهم من قبل الأبطال ودحرهم بضعة كيلومترات جنوباً، فيما فشلوا فشلا ذريعا في الاقتراب من ميناء المخا، وتكبدوا عشرات القتلى والجرحى في ساحل الزيادي بخلاف الدمار الهائل في العتاد العسكري رغم فارق التسليح الكبير بينهم وبين الجيش واللجان الشعبية. قصف عشوائي ومآسٍ إنسانية جنون حلف العدوان ومرتزقته في رغبة السيطرة على مدينة وميناء المخا، دفعهم إلى قصف هستيري عبر الطيران والبوارج الحربية وكذلك المدافع وقذائف الهاون، مع تشديد الحصار على أهالي المدينة من جهتي الجنوب والشرق واستهداف أي كائن متحرك في الخط الساحلي الرابط بين المخا والخوخة، شمالاً. وفي هذا الصدد أفاد "اليمن اليوم" مصدر محلي مسؤول، بأن الطيران السعودي قصف ضمن غاراته وقصفه المدفعي المكثف والمتواصل على المخا منذ مساء أمس الأول، منازل مواطنين ومنشآت عامة، حيث قصف مصنع الثلج بأكثر من 7 غارات، واستهدف بمثلها مدرسة السعيد في حي السويس، ومخازن مواد غذائية تابعة للتاجر محمد عبده الموزة، متسبباً بسقوط شهداء وجرحى مدنيين، بالإضافة إلى سقوط قذائف الهاون والمدفعية على منازل المواطنين في حي" المغيني" بالمدينة ما أدى إلى استشهاد المواطن مشتاق محمد أحمد مكي، وإصابة 4 نساء من أسرة "المسعودي" ووصول القذائف إلى حوش مستشفى المخا والمناطق المجاورة له. وناشد المصدر الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والمحلية بالضغط على العدوان بإيقاف استهداف المدنيين والمنشآت العامة، مطالبين إياهم بسرعة إغاثة الأهالي بالمواد الغذائية والطبية، حيث إن الوضع ينذر بكارثة إنسانية، جراء نفاد الأدوية بما في ذلك الإسعافات الطبية وعدم وجود المواد الغذائية في الأسواق بسبب استهداف العدوان للسيارات القادمة من الحديدة، بالإضافة إلى قيام المرتزقة بقطع الماء عن الأهالي في المدينة. شهر آخر من الفشل في غضون ذلك قال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري ميداني في جبهات مديرية ذوباب، جنوبالمخا، أن الجيش واللجان استهدفوا بصليات من صواريخ الكاتيوشا تجمعات لآليات ومرتزقة العدوان في مثلث ذوباب محققين إصابات مباشرة في صفوفهم، فيما تمكنت وحدة القناصة في الجيش واللجان من اصطياد 4 مرتزقة لحظة محاولتهم التسلل مع آخرين صوب جبال العمري. من جهته واصل طيران العدوان استهداف جبال ومعسكر العمري بالغارات الجوية مستخدما في بعضها قنابل فوسفورية محرمة دولياً. وكان الأبطال قد دمروا أمس الأول دبابة للمرتزقة غرب العمري. الجبهات الأخرى بتعز وفي الجبهات الأخرى بمحافظة تعز، واصل الجيش واللجان الشعبية، أمس، التقدم في جبهات القتال بمديرية الصلو، وتمكنوا من تأمين تلة الشبكة بأطراف قرية الصيار ودحر المرتزقة إلى المناطق الغربية من المديرية، بعد سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم. يأتي هذا الإنجاز بعد يومين من تطهير الجيش واللجان على سوق وقرية الصيار بمديرية الصلو، وتأمينها بشكل كامل. كما تواصلت، أمس، المواجهات بين الجيش واللجان وبين مرتزقة وعملاء العدوان في التباب الجبلية الواقعة ما بين مديريتي الوازعية والمعافر، حيث تقدم الأبطال إلى منطقة الكدحة، الموقع الرئيس للمرتزقة في المعافر، الأمر الذي ضيق الخناق عليهم وباتوا محاصرين في قمة الجبل، وفقاً لمصدر محلي. وكان الجيش واللجان قد تمكنوا أواخر الأسبوع المنصرم من تأمين جبل "الروي" الاستراتيجي الذي يطل على ثلاث مديريات هي الوازعية والشمايتين "التربة" والمعافر، بالإضافة إلى تأمين عدد من التباب الهامة والطريق الواصل على منطقة حمير في مديرية مقبنة. وفي السياق، كشفت مصادر فيما يعرف ب"المقاومة" الموالية للعدوان عن سجن 50 فرداً من عناصرهم، على خلفية فرارهم من مواقعهم في منطقة "الكدحة" أمام نيران الجيش واللجان الشعبية. وذكرت المصادر أن المرتزقة تم احتجازهم في سجن معسكر التدريب التابع لما يسمى اللواء 35 مدرع في المعافر، وتجريدهم من الأسلحة والتحقيق معهم. جبهة المفاليس وفي جبهات الشريط الإداري بين تعزولحج، تجددت أمس المواجهات بقوة في منطقة المفاليس، التابعة لمديرية حيفان والمحاذية لمديرية طور الباحة بمحافظة لحج، إثر محاولات متجددة للمرتزقة لاستعادة المواقع التي خسروها الخميس المنصرم. كما اندلعت مواجهات عنيفة للأبطال مع المرتزقة في جبهة كرش-الشريجة بمديرية القبيطة الواقعة في النطاق الجغرافي لمحافظة لحج، جراء محاولة زحف لعملاء العدوان صوب الحويمي وتبة باصهيب والتبة الحمراء، وسط قصف مدفعي مكثف إلا أن تلك الزحوفات باءت بالفشل.
