انهيار مرعب للريال اليمني.. ووصول أسعار صرف الدولار والريال السعودي إلى أعلى مستوى    المشاط يدافع عن المبيدات الإسرائيلية وينفي علاقتها بالسرطان ويشيد بموردها لليمن    الحوثيون يعبثون بقصر غمدان التاريخي وسط تحذيريات من استهداف الآثار اليمنية القديمة    رئيس برلمانية الإصلاح يتلقى العزاء في وفاة والده من قيادات الدولة والأحزاب والشخصيات    ذكرى إعلان فك الارتباط.. جدار جنوبي راسخ لفظ الوحدة المشؤومة    خاصموا الانتقالي بود وأختلفوا معه بشرف    أين نصيب عدن من 48 مليار دولار قيمة انتاج الملح في العالم    هل يمكن لبن مبارك ان يحدث انفراجة بملف الكهرباء بعدن؟!    قاتلكم الله 7 ترليون في الكهرباء فقط يا "مفترين"    شراكة الانتقالي وتفاقم الازمات الاقتصادية في الجنوب    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    مظاهرة حاشدة في حضرموت تطالب بالإفراج عن السياسي محمد قحطان    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    شاهد : العجوز اليمنية التي دعوتها تحققت بسقوط طائرة رئيس إيران    لليوم الثالث...الحوثيون يفرضون حصاراً خانقاً على مديرية الخَلَق في الجوف    صراعات داخل مليشيا الحوثي: قنبلة موقوتة على وشك الانفجار    ناشطون يطالبون الجهات المعنية بضبط شاب اعتدى على فتاة امام الناس    "يقظة أمن عدن تُفشل مخططًا إجراميًا... القبض على ثلاثه متهمين قاموا بهذا الأمر الخطير    شاهد :صور اليوتيوبر "جو حطاب" في حضرموت تشعل مواقع التواصل الاجتماعي    رئيس الوفد الحكومي: لدينا توجيهات بعدم التعاطي مع الحوثيين إلا بالوصول إلى اتفاقية حول قحطان    اللجنة الوطنية للمرأة تناقش أهمية التمكين والمشاركة السياسة للنساء مميز    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    مجلس النواب يجمد مناقشة تقرير المبيدات بعد كلمة المشاط ولقائه بقيادة وزارة الزراعة ولجنة المبيدات    ثلاث مرات في 24 ساعة: كابلات ضوئية تقطع الإنترنت في حضرموت وشبوة!    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء العنف ضد الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    البرغوثي يرحب بقرار مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية مميز    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    قيادات سياسية وحزبية وسفراء تُعزي رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح في وفاة والده    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    البنك المركزي يذكّر بالموعد النهائي لاستكمال نقل البنوك ويناقش الإجراءات بحق المخالفين    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    أرتيتا.. بطل غير متوج في ملاعب البريميرليج    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجلس عيدروس الزبيدي .. محطات فشل مستمرة وفضائح لا تنتهي ( تقرير متكامل )
نشر في يمن فويس يوم 27 - 11 - 2017

نهاية أكتوبر الماضي صدر قرار رئيس الجمهورية الذي قضى بإقالة عيدروس الزبيدي من منصب محافظ محافظة عدن وتعيين عبدالعزيز المفلحي بديلا عنه.. وقضى القرار نفسه بإقالة وزير الدولة هاني بن بريك وإحالته للتحقيق.
جاء ذلك بعد فشل المقالَين الذريع في تأمين أبسط الخدمات الأساسية في العاصمة المؤقتة عدن إضافة إلى حالات عدم الاستقرار والتمرد على القيادة الشرعية والقيام بخطوات مخالفة للقانون وخارجة عن أهداف الشرعية والتحالف العربي الداعم لها، من تشكيلات مسلحة خارج إطار وقرار مؤسسات الشرعية والتصرف دون الرجوع إلى القيادة الشرعية.
تبع القرار بأيام إعلان المحافظ المقال عيدروس الزبيدي والوزير المقال هاني بن بريك وتحديدا في ال11 من مايو الماضي ، تشكيل كيان سياسي أسموه "المجلس الانتقالي الجنوبي" برئاسة عيدروس وبن بريك.
في هذا التقرير سنسلط الضوء على محطات الفشل المتوالية والمستمرة لذلك المجلس والتي بدأت قبل إعلانه بحسب مراقبون وصفوه بالمولود المشوة خَلقا وخُلُقا علاوة على أنه مولود غير شرعي يدعي انتسابه للجنوب خرج من رحم علاقة سياسية محرمة، على حد تعبيرهم.
المحطة ما قبل الأولى
كثير من المتابعين والمحللين أكدوا أن توقيت إعلان ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي والشخصيات المعلنة عنه، أكدوا أن التوقيت جاء نتيجة دوافع شخصية انتقامية لدى الزبيدي وبن بريك بعد إقالتهما.
وأشاروا إلى أن فقدان الرجلين لمنصبيهما أثار فيهما نزعة الانتقام والحنق السياسي على قيادة الشرعية فالتجئا إلى تشكيل يدعي تمثيل أبناء الجنوب وحاملا لقضيتهم، بينما هو في الأساس مشروع انتقامي شخصي لا يمت للقضية الجنوبية بأي صلة.
وعلاوة على التوقيت الزمني للإعلان فإن شخصيات المجلس التي وهبت نفسها حقا لقيادته وتمثيل أبناء الجنوب وقضيتهم النبيلة، تلك الشخصيات ألصقت على المجلس بعدا مناطقيا يؤسس لخلافات وصراعات مستقبلية يكون الدم فاتورتها، وحينها لن يكون هناك لا يمن اتحادي فيدرالي من ستة أقاليم ولا من إقليمين، بل وستذهب المحافظات الجنوبية للتجزؤ إلى دويلات وسلطنات صغيرة متنازعة خصوصا أن قيادة المجلس تفتقد للرؤية الاستراتيجية.
كما أن التشكيلات العسكرية والأمنية الحالية المؤيدة للمجلس والخارجة عن إطار مؤسسات السلطة الشرعية والتي يراهن مجلس عيدروس عليها لدعمه في مشروعه، تلك التشكيلات التي أشرف على تشكيلها (الزبيدي وبن بريك) تنحدر من مناطق معينة وتم تنقية منتسبيها وتأطيرهم بانتقاءات شخصية ذات ولاءات معينة، ما يجعل من أي صراع قادم -فيما لو لم يتم حل إشكالية المجلس- حتمية لا مفر منها.
وبالتالي فهذه العوامل شكلت لدى الشارع الجنوبي والقيادة الشرعية والتحالف العربي والإجماع الدولي الداعم لها، شكل لديهم إيمانا عميقا بفشل مشروع عيدروس منذ ما قبل الوهلة الأولى لإعلانه، وهو ما تحقق تباعا وسنتطرق إلى ذلك في المحطات القادمة من هذا التقرير.
الأكاديمي والمحلل السياسي السعودي ماجد التركي في تعليقه على إعلان المجلس، اعتبر الإعلان عن المجلس الانتقالي في عدن يفقد الجنوب المصالح التي اكتسبها من الشرعية والتحالف العربي والمجتمع الدولي.
وأشار إلى أن المعيب هو أن من رحب بالإعلان هم خصوم اليمن وهم إيران والسياسيون من الحوثيين وأنصار صالح "وهو بذلك نبتة سيئة بالنظر لمن رحب بها".
ووصف الإعلان عن المجلس بأنه ضعيف في بنيته وتكوينه واتجاهاته وعزل نفسه من مرجعيات الشرعية اليمنية، مؤكدا أن المعلنين سيجدون أنفسهم في عزلة خاصة أنه غيبت عنهم مصلحتهم الذاتية من خلال قوى خارجية.
وقد ووجهت الدعوة لإعلان البيان، بانتقادات كبيرة من قبل رموز يمنية، كون أن هذا الإعلان لم يكن له أي صلة بقضية الجنوب بل له صلة رئيسية بالخلاف حول القرارات الرئاسية الأخيرة ومنها إقالة محافظ عدن السابق اللواء عيدروس الزبيدي من منصبه.
ومن هذه الانتقادات تصريح الصحفي الجنوبي ورئيس تحرير موقع “عدن الغد” “فتحي بن لزرق” حول بيان إعلان المجلس، مايو الماضي، حيث وصفه بأنه ليس سوى بيان سياسي بسيط.
المحطة الأولى
لاقى إعلان المجلس الانتقالي موجة ردود واسعة لقيادات جنوبية بارزة ومشهود لها بالنضال لأجل القضية الجنوبية وحتى أن بعضا من الرموز الوطنية التي ضمها عيدروس إلى قائمة مجلسه دون إذنهم واستشارتهم أعلنوا رفضهم للمجلس وتبرؤهم منه ووقوفهم إلى جانب الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي.
على النقيض، أيدت قيادات جنوبية اتخذت من الضاحية الجنوبية بلبنان وطهران ساحة لتحركاتها السياسية، أيدت إعلان المجلس وتلقفت وسائل إعلام إيرانية الحدث بتغطية تأييد ومباركة واسعة.
وسبق إعلان المجلس ضجة إعلامية واسعة من قبل الوسائل الاعلامية المؤيدة للمجلس ومنها وسائل إعلام تبث وتنشر من الضاحية الجنوبية بلبنان تحت حماية وتأييد الذراع الإيرانية بلبنان (مليشيات حزب الله).
رسميا، اجتمع الرئيس هادي بمستشاريه وصدر بيان الرئاسة الرافض لمجلس عيدروس والمندد به وبأهدافه المناقضة لأهداف الشرعية اليمنية المدعومة بالتحالف العربي والإجمال الدولي منقطع النظير.
وتعقيبا على بيان الرئاسة؛ كتب أحمد عايض (رئيس تحرير موقع "مأرب برس") مقالات تحليليا بعنوان "هكذا سقط مشروع الانفصاليين في اليمن" اعتبر أن الرئيس هادي والحكومة الشرعية نجحا خلال الساعات الماضية في إفشال ما اسماه "المشهد العبثي الذي قال إن ضجيجه الإعلامي تبنته وسائل الإعلام الصادرة عن الضاحية الجنوبية بلبنان ,التي باركت مطالب أحد الفصائل الجنوبية الداعية للانفصال.
وقال "عايض" في مقاله، إن الوسائل التي تمثل مواقفها كل من الحراك الانفصالي والحوثيين والمخلوع منحت من وقتها مساحات واسعة لتلك الفعالية "المتواضعة" التي قاد تمردها المحافظ المخلوع عيدروس الزبيدي والداعية لتشكيل مجلس انتقالي يسعى لإدارة الجنوب وتمثيله وصولا إلى إعلان الانفصال. مضيفا أن إعلان ذلك الفصيل كشف عن تخطيط مسبق يهدف إلى إرباك المشهد السياسي في اليمن عموما وفي الجنوب خصوصا, بهدف نهائي يسفر عن تقويض وإفشال أهداف التحالف العربي الذي تقوده كل من المملكة العربية السعودية في اليمن ودعما مباشرا للانقلابيين ومن يقف وراءهم من العابثين بالمنطقة.
بدورها أيدت دول التحالف العربي ومجلس التعاون الخليجي البيان الرئاسي وأكدوا دعمهم للشرعية بقيادة الرئيس هادي وموقفهم الثابت الداعم للوحدة والرافض لأي مشاريع انفصالية أو شخصية تعارض الشرعية وأهدافها والتحالف العربي الداعم لها.
شعبيا، استمر عيدروس وزمرته قرابة الأسبوعين لحشد الشارع الجنوبي وتنظيم تظاهرة لتأييد بيان إعلان مجلسهم في ساحة العروض بخور مكسر بالعاصمة المؤقتة عدن.
لكن مالم يكن يتوقعه عيدروس وزمرته هو فشلهم الذريع في حشد الشارع الجنوبي للتظاهر تأييدا لهم؛ فبرغم الإمكانيات المالية الضخمة والدعم اللامحدود قياسا بفعاليات سابقة في نفس الساحة، فقد شهدت الساحة حضورا ضعيفا جداً.
ويعود سبب الفشل بحسب مراقبون إلى اكتشاف مكونات الحراك الجنوبي السلمي أن المتمرد الزبيدي يستغل القضية الجنوبية للعودة إلى منصبه التنفيذي الذي أقيل منه في سلطة الشرعية.
وقال ناشطون في الحراك الجنوبي إن تظاهرة الزبيدي تلك كان هدفها "ذبح القضية الجنوبية وإخراجها من عباءة الشرعية ، وسرقتها واستغلال تضحيات شعب الجنوب، وتمثيل قضيته والمتاجرة بدماء الشهداء و الجرحى لأجل مصالح شخصية مفقودة".
وشهدت التظاهرة غيابا تاما لصور بعض قيادات الحراك الجنوبي وصور الأسرى الجنوبيين بالإضافة إلى ضعف إعلامي واضح ،حيث لم تتفاعل معهم اي وسيلة إعلامية حتى أغلب القنوات الخارجية التي كانوا يعولون عليها، غابت عن التظاهرة وذلك لحضورها الباهت والردود المحلية والخارجية القوية الرافضة لمشروع عيدروس وزمرته.
وشهدت الساحة في تلك التظاهرة فوضى غير مسبوقة ومعارك بين بعض المكونات المشاركة في التظاهرة وأعلن عن أربعة بيانات وزعت في الساحة.
وعلق محللون على ذلك بالقول إن غياب البيان الموحد يدل على حجم الخلافات الكبيرة التي تسود بين ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وهذا بحد ذاته فشلا ودليلا واضحا على محاولات عيدروس لشخصنة القضية الجنوبية.
وأكد ناشطون في الحراك الجنوبي أن فشل المجلس الانتقالي الجنوبي كان متوقعًا منذ اللحظات الأولى لإعلانه، ذلك لأنه حمل أسباب فشله معه من البداية، ويعكس ذلك تواضع الخبرة السياسية لمن أعلنوا عنه، والبعد المناطقي لطبيعة المجلس، رغم محاولة تجميله بضم أعضاء من عدة محافظات وتيارات بعضهم يعملون مع السلطة الشرعية بدون إبلاغهم، بالإضافة إلى الدافع الانتهازي لتأسيس المجلس، والمتمثل في ابتزاز السلطة الشرعية ودول التحالف العربي من أجل تحقيق مكاسب شخصية، لا علاقة لها بمطالب الانفصال، أو الحديث عن القضية الجنوبية، التي تجاوزها الواقع بعد كل ما شهدته البلاد من أحداث.
وأضافوا أن المجلس في الأساس لم يحظ بقبوله الشارع الجنوبي منذ أول يوم حيث أعلنت الكثير من مكونات الحراك الجنوبي والتي تمثل الشارع الجنوبي رفضها لهذا المجلس الذي اعُتبر أنه يصب في مصلحة مليشيات المخلوع والحوثي الانقلابية.
وتتهم الكثير من مكونات الحراك الجنوبي ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي أنه امتدادا للمد الشيعي في الجنوب الذي تموله إيران .
وأنه استنساخ وتفريخ لمكونات وهمية بهدف تشتيت وتمزيق وحدة الصف الجنوبي وتلك القوى عملت وتعمل على إذكاء المناطقية وزرع الفتن بين الجنوبيين واتخاذها لقضية الجنوب مطية" لتحقيق مكاسب شخصية ضيقة.
وقالت مكونات جنوبية في بيانات لها إن "ما يسمى بالمجلس الانتقالي هو مجلس تأمر وخيانة على قضية الجنوب وجاء بدعم واتفاق من قوى الاحتلال في صنعاء لأجل ذبحها وادعاء تمثيلها".
المحطة الثانية
بعد فشل مجلس عيدروس لقرابة 4 أشهر، أعلن الزبيدي عن ما أسماها "مفاجئة" سيعلن عنها أمام جماهيره في ساحة المعلا بمدينة عدن.
فدعا عيدروس ما وصفها ب "الملايين" للاحتشاد في ساحة المعلا احتفالا بالذكرى ال54 لثورة 14 أكتوبر، وفي الفعالية أعلن عيدروس أمام حشد هزيل كان غالبيته عناصر من التشكيلة المسلحة المسماه "الحزام الأمني" الخارجة عن إطار الشرعية والتابعة لمجلس عيدروس.
وفي الفعالية أعلن عيدروس من وراء "واقِ الرصاص" عن تشكيله لما أسماها "الجمعة الوطنية الجنوبية" وقال إنها ستضم 303 عضوا، وأعلن كذلك تصعيده ضد الحكومة الشرعية.
من خلال فعالية المعلا، حاول عيدروس -كما رأى مراقبون- تنصيب نفسه زعيما، غير أن الحضور الضئيل وأد حلم الرجل وذهب بأوهام الزعامة القافزة إلى عقله، أدراج الرياح التي أصدرتها الصيحات الرافضة له ولمجلسه.
ففعالية العروض المؤيدة للشرعية -برغم التهديدات والتضييقات الأمنية التي تلقتها المكونات المؤيدة للشرعية من قبل مليشيات الحزام الأمني التابعة لعيدروس- كشفت تلك الحشود الحريصة على عدم الانجرار نحو الفوضى والعنف والمآثرة لثقافة السلام، كشفت عن الوعي الوطني لأبناء وبنات الجنوب الرافض لمشروع الفوضى والتخريب الذي يتبناه ويدعو إليه عيدروس ومجلسه.
على الطرف الآخر، أقامت الشرعية عرضا عسكريا مهيبا في عدن بحضور دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، بمناسبة الذكرى ال54 لثورة 14 أكتوبر.
واتجهت أنظار أبناء المحافظات الجنوبية ومختلف محافظات الجمهورية، صوب العرض العسكري المهيب وظل ذلك المهرجان الكبير والعظيم،حديث كافة أبناء الشعب اليمني ،في الجنوب والشمال، ومتصدرا للصفحات الأولى للوسائل الإعلامية المحلية والخارجية لما حمل من دلالات عظيمة واسعة وتأييد شعبي كبير.
وتعقيبا على نجاح فعاليات الشرعية وفشل فعالية مجلس عيدروس، اعترف الصحفي الموالي لانفصال جنوب اليمن والمقرب من عيدروس الزبيدي، عدنان الأعجم، بانتصار الشرعية على مايسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" في فعالية 14اكتوبر بالعاصمة المؤقتة عدن.
وقال الصحفي الأعجم في تدوينة على صفحته بالفيسبوك، : انا معترف : الشرعية اليوم انتصرت بعدن فلم اعد أشعر باي طعم لفعالية المعلا".
لجأ عيدروس ومجلسه بعد فشل فعاليتهم في المعلا صوب التحركات في المحافظات الجنوبية، ودعوا إلى فعاليات تصعيدية بهدف الانقلاب على الحكومة الشرعية وإسقاطها، لكنهم صدموا برفض شعبي واسع، لم يزدهم إلا ذلا وفشلا وخيبة أمل.
وتلقوا أول صفعة في مرحلتهم الجديدة في مسيرتهم الاحتجاجية بداية نوفمبر الجاري التي لم يتجاوز المشاركون فيها العشرات.
وفيها ابتدأ مجلس عيدروس خطواته برفع شعارات سياسية سبق لانقلابيي صنعاء رفعها قبيل انقلابهم على الشرعية وتسببهم في إشعال الحرب والدمار في ربوع الوطن.
حيث طاف عشرات المواطنين حاملين أعلام التشطير عقب صلاة الجمعة، في شوارع مديرية كريتر حيث قصر معاشيق الرئاسي مطالبين باسقاط الحكومة الشرعية ورئيسها الدكتور بن دغر، فيما اعتبروه اول جمعة للتصعيد الشعبي ضد الحكومة الشرعية .
وقوبلت تلك المسيرة باستنكار ورفض شعبي واسع .. وقام المواطنون «سكان مديرية كريتر» برشق المشاركين في المسيرة بالحجارة وأكياس القمامة.
واعتبروا أن المسؤولين عن المسيرة يسعون إلى إثارة الفوضى ويدعون للتخريب .. وطالبوهم بعدم التحدث بأسماء أبناء عدن أو تقديم انفسهم كممثلين لهم .. مؤكدين أن أبناء عدن يدركون جيدا كيف يمثلون انفسهم .. وانهم لا يعترفون بما أطلق عليه "المجلس الانتقالي، بحسب وسائل إعلامية.
محافظة أبين هي الأخرى صفعت عيدروس ومجلسه وخيبت آماله حيث تلقى المجلس صفعة قوية لم يكن يتوقعها في محافظة أبين في أول حضور لمجلسه الانفصالي داخل المحافظة التي ينتمى إليها الرئيس هادي.
إذ أظهرت الفعالية التي أصر المجلس الانفصالي على إقامتها بالمحافظة رغم تحذيرات السلطة المحلية بمنع تنظيم أي فعاليات سياسية غير مرخصة أو التي تستهدف شرعية الرئيس هادي وحكومته، اظهرت حضورا باهتا وضعيفا للغاية، في صورة توضح مدى الرفض المجتمعي الجنوبي للمجلس والفعاليات التي يقوم بها.
بدورهم علق ناشطون جنوبيون على الحضور الهزيل بأنه رسالة واضحة المعالم لمن يريد ان يفهم وصوت احتجاج لمن يسمع ويبحث عن الحقيقة، على حد قولهم.
وأكد الناشطون الجنوبون أن غالبية من حضر المهرجان هم مئات من الجنود الذين يتبعون ما يسمى ب”الحزام الامني ” الموالي للامارات، والذي يقوده نائب رئيس المجلس هاني بن بريك، في محاولة لتغطية النقص من الجماهير إلا أنها لم تتمكن من ذلك.
وكانت قيادة المقاومة الجنوبية بالمحافظة أصدرت بيانا رفضت فيه مجلس عيدروس وحذرته وتبرأت منه وجددت التأكيد على دعمها للشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة الشرعية.
محافظة حضرموت التاريخية الكبيرة، أيضا رفضت استقبال عيدروس وظل هو وقيادة مجلسه عدة أيام في حضرموت يتوسلون للمحافظ البحسني والسلطة المحلية استقبالهم لكنهم قوبلوا بالرفض ما اضطرهم لإقامة فعالية هزيلة وتلقفهم المواطنون بالرفض والهتاف الغاضب وتعرضت صور قيادات المجلس للتمزيق.
أما سقطرى فقد حذرت السلطة المحلية مجلس عيدروس من إثارة الفوضى وسمحت له بإقامة فعالية ضمن شروط لم يجد الأخير بدا من الانصياع لها.
وفي لحج،تم استقبال المجلس استقبالا ربما يليق بهم، حيث قامت نساء الحوطة برمي موكب عيدروس بالأحذية والحجارة وهتفن في وجهه يطالبنه بالرحيل، فلجأ حرس عيدروس بإطلاق النار لتفريق النساء والمواطنين الذين تجمعوا لطرده ومجلسه.
شبوة والمهرة هما كذلك شهدتا مقاطعة شعبية لمجلس عيدروس وتحركاته العبثية ولم تسلم صور قيادات المجلس ولافتاته من الحرق والإسقاط والتمزيق.
وفي ختام هذه المحطة نود الإشارة إلى أنه تم في نهاية الشهر الماضي بالعاصمة السعودية الرياض، تم اجراء تغيير هام في وثيقة تحالف القوى السياسية الداعمة للشرعية ضد الانقلاب.
ووفقا لمصادر فإن التغيير في الوثيقة جاء وفق توجيهات صريحة وصارمة من فخامة الرئيس هادي وشمل نصا يؤكد على ان الحراك الجنوبي السلمي بكافة مكوناته هو الحامل السياسي للقضية الجنوبية .
ويعد هذا النص الإضافي اعترافا رسميا من كافة الأحزاب السياسية اليمنية بقوى الحراك الجنوبي وباعتبارها الممثل السياسي للقضية الجنوبية .
وأضافت المصادر أن اتصالات تجري لتوحيد مكونات الحراك في الفترة القريبة القادمة .
المحطة ما قبل الأخيرة
خلال المقدمة والمرحلتين السابقتين أثبتنا فشل مجلس عيدروس الزبيدي ودوافعه الشخصية لإعلان المجلس، وفي هذه المحطة سنتطرق إلى إثبات استحالة نجاح مشروع عيدروس ومجلسه الانفصالي في المرحلة المقبلة.
في اجتماع رؤساء أركان الشرعية اليمنية والتحالف العربي الداعم لها الأخير في الرياض، خرج الاجتماع ببيان أكد فيه على دعمه للوحدة اليمنية وكل الثوابت الوطنية ورفضه لكل مشاريع استهداف الشرعية اليمنية.
وفي اجتماع وزراء الخارجية العرب الأحد قبل الماضي أكد الاجتماع أيضا على دعمه للشرعية والوحدة والسيادة اليمنية، ورفضه لكل مشاريع مناقضة لذلك.
وردا على التحركات الأخيرة لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله؛ شنت صحيفة الاتحاد الإماراتية، في افتتاحيتها هجوماً على دعاة الانفصال في مختلف البلدان.
وتحت عنوان "الانفصال مشكلة وليس حلاً" قالت الصحيفة، "لم يحدث أن نجحت تجارب انفصال كيانات عن دولها.. وكان الانفصال دائماً مشكلة ولم يكن حلاً.. وهناك تجارب كثيرة حول العالم فشلت فشلاً ذريعاً".
وأضافت "نتائج استفتاءات الانفصال معروفة سلفاً دائماً.. إذ تكون باستمرار لمصلحة ما يسمونه الاستقلال أو الانفصال أو تقرير المصير".
وأشارت إلى أن الاستفتاءات لا تعبر عن واقع، فغالباً ما تعبر عن انفعالات شعبية غير خاضعة لحسابات سياسية أو استراتيجية.. وهي تشبه التظاهرات الشعبية التي غالباً ما تكون بلا بوصلة ولا أجندات محددة.
وقالت "ثبت أن الانفصال يولد الانفصال، فالكيان الذي ينفصل عن دولته على أساس عرقي أو مذهبي أو غير ذلك يتعرَّض هو الآخر لحركات انفصالية من داخله، ويصبح الأمر كأنه لعبة لا نهاية لها".
وتابعت "الذين يرون أن انفصالهم حل لمشاكل التهميش والتمييز والاضطهاد والظلم الاجتماعي واهمون.. لأن الحل الأمثل هو الحوار والبحث عن حل لأي مشكلة داخل كيان الدولة لا خارجه.. والحق أن انفصال الجزء من الأصل لم يكن يوماً سوى تلبية لرغبة شخصية لدى البعض في السلطة، وهؤلاء دائماً يعزفون على وتر التهميش والتمييز والظلم الاجتماعي لدفع الجماهير إلى صناديق الانفصال".
وفي مقاله التحليلي حول مجلس عيدروس، قال الصحفي ومدير تحرير "مأرب برس" أحمد عايض: "إنه على الجميع أن يعي جيدا أن قضايا تحديد المصير في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ اليمن لم تعد حكرا على الجنوبيين, فقضايا المنطقة وانعكاساتها السلبية وصلت إلى مرحلة من التعقيد والعبث, ما يمكن قوله " إن أي تلاعب تحت أي مسميات للنيل من وحدة اليمن هو استهداف مباشر للأمن القومي لكل دول الخليج أولا وأخيرا، والحر تكفيه الإشارة".
إذا.. يستمر مجلس عيدروس عبثا في خطواته المعرقلة للشرعية التي لم ينتج عنها -تلك الخطوات- سوى الاضطراباب الأمنية وعرقلة عجلة التنمية وتزايد معاناة المواطنين وتهديد السلم المجتمعي بالانهيار، يستمر في الفشل، وتستمر بخطواته المعاناة.
ووسط الرفض الشعبي والرسمي والإقليمي والدولي الكبير لمجلس عيدروس ومشروعه المناوئ للشرعية والمرجعيات الثلاث التي تستند عليها الشرعية، وسط كل ذلك، ما على عيدروس ومجلسه إلى التوقف عن التخريب وثقافة الفوضى والعنف والبلطجة والإنصات لصوت العقل والوطن والشعب؛ وعدم التغريد خارج السرب والشذوذ عن المشروع الوطني الجامع المتمثل باليمن الاتحادي الحديث، وإلا فالانهيار الحتمي والسقوط المدوي حليفهم والفشل لن يفارقهم؛ فالشعب الجنوبي ومعه الأشقاء في التحالف العربي لم ولن ينسوا التضحيات الجسام التي قدموها لتحرير المحافظات الجنوبية، ولا يمكن التفريط بتضحيات شعب بل وأمة عربية لأجل نزعات انتقامية ومصالح شخصية ضيقة لعيدروس أو لغيره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.