ما زال الغرب متردداً حول فكرة اقامة منطقة عازلة في شمال سوريا كما تطالب تركيا حيث أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ في أنقرة أن إقامة منطقة عازلة «ليست مدرجة بعد» على جدول أعمال الحلف وشركائه في وقت لم يتضح بعد اذا كانت روسيا ستسمح بهذا المشروع في مجلس الامن واذا كانت سوريا لن تستعمل دفاعاتها الجوية في حال اقامة هذه المنطقة. بموازاة ذلك، ضربت تركيا بيد من حديد المحتجين الاكراد حيث سقط 24 شخصا ومائة جريح على الأقل امس اضافة الى اعتقال مئات من المحتجين الذين يطالبون الحكومة التركية بالتدخل العسكري لانقاذ كوباني في وقت تعتبر انقرة ان اعتقاد البعض بانها ستقوم بعملية برية منفردة امر «غير واقعي». التحالف الدولي ضد الارهاب وحول القصف الجوي على «داعش» في كوباني, اعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن القوات الأميركية وقوات الدول المشاركة معها نفذت ثماني ضربات جوية ضد مقاتلي «داعش» قرب مدينة عين العرب. في العراق، قتل العشرات من المسحلين التابعين لداعش في غارات للتحالف الدولي قرب محافظة كركوك شمال البلاد كما قصفت طائرات التحالف معاقل التنظيم في خمس قرى في جنوب محافظة كركوك اضافة الى قصف منطقة المعهد التقني بالقرب من جامعة الموصل وسط المدينة. وفي بعقوبة شمال شرق بغداد، سقط 20 عراقيا في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة حيث افاد الجيش العراقي ان الهجوم استهدف حاجز تفتيش للشرطة حيث سقط 10 اشخاص من بينهم 7 عناصر من الشرطة واصيب 11 اخرون بجروح. الى ذلك، شنت الطائرات الحربية الاسترالية امس اولى غاراتها الجوية ضد مواقع لداعش في العراق حيث اوضحت وزارة الدفاع الاسترالية ان مقاتلة اف-ايه-18 سوبر هورنت القت قنبلتين على منشأة لتنظيم الدولة الاسلامية اردوغان: يتهم حزب الشعب الديمقراطي بالتحريض الى ذلك، انتشرت الاحتجاجات في عدد من المدن التركية ومن بينها اسطنبولوانقرة حيث ارتفع عدد القتلى الى 24 قتيلا وعدد كبير من الجرحى على رغم فرض حظر التجول من قبل السلطات التركية، وليلا افيد عن مقتل ضابطي شرطة واصابة اخر في هجوم نفذه الاكراد في اقليم بانجول شرق البلاد والذي شهد تظاهرات للاكراد. ووجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رسالة عبر المركز الإعلامي لرئاسة الجمهورية، أكد فيها أن «تركيا لن تسمح لأحد باستهداف أمنها واستقرارها، وأجواء الإخوة التي تنعم بها»، وقال إن «أعمال العنف التي شهدتها تركيا بذريعة الهجمات الإرهابية على عين العرب (كوباني)، أظهرت أن النية والهدف الأصلي يختلفان عمّا هو معلن». وتابع أردوغان قائلاً إن «المسؤول بالدرجة الأولى عن الخسائر في الأرواح، هو التصريحات التي تشجع على العنف والفوضى وتخريب الممتلكات العامة والخاصة»، في إشارة إلى التصريحات التي صدرت عن مسؤولي حزب «الشعب الديمقراطي»، وغالبية أعضائه من الأكراد». من جهته، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، «يا إخوتنا سكان المناطق الكردية الذي يتقاتلون فيما بينهم ويحاولون تحطيم الأملاك العامة، عليكم أن تعرفوا بأن تركيا تقف إلى جانب كوباني» وأضاف أنه «من غير الواقعي» توقع أن تقوم تركيا بعمل عسكري منفرد» في حين تستمر المفاوضات مع الحلفاء، مؤكدا أن بلاده لن تتأخر عن القيام بدورها بمجرد التوصل لقرار من هذا النوع. وشدد أوغلو على موقف بلاده المتمسك بقيام منطقة عازلة عند الحدود السورية، يُحظر فيها الطيران، معتبرا أن الأمر يشكل «أولوية» بالنسبة لتركيا إذا رغبت بالانضمام إلى التحالف الدولي. وزير الدفاع البريطاني: الوضع يمكن حله بمساعدة قوى المنطقة عبر وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون عن رغبته ببحث اقتراح الحكومة التركية إقامة منطقة عازلة في الأراضي السورية، مغلقة أمام الطيران الحربي على طول الحدود مع تركيا. ولفت فالون إلى أن الوضع لا يمكن حلّه فقط بواسطة القوتين الأميركية والبريطانية بل بقوى المنطقة، مضيفا أن القرار في هذا الشأن من صلاحيات الحكومة التركية، محذرا من أن التقاعس في مواجهة «الدولة الإسلامية» سيؤدي إلى انقسام العراق وسورية إلى أجزاء ما سيشكل خطرا على المنطقة. الخارجية الروسية: الاحادية الاميركية اججت النزاعات في المنطقة أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن عدم تنسيق الخطوات لمكافحة «الدولة الإسلامية» مع دمشق يؤثر على فاعلية ضربات التحالف الدولي في سوريا، مضيفا ان «التحركات الأميركية الأحادية الجانب في سوريا يستغلها مفكرو الجماعات المتطرفة لتأجيج النزعات المتشددة في البلاد من خلال خطاب ينادي بتشكيل الكفار جبهة واحدة ضد المسلمين». ولفت إلى «أن لهذا الخطاب قدرا من التأثير، الأمر الذي يفسر تنامي الاعتداءات في سوريا ضد ممثلي الأقليات الدينية والعرقية». وحول إقامة منطقة عازلة بين سورياوتركيا، أكد الدبلوماسي الروسي أن اتخاذ القرار بهذا الشأن يعود إلى مجلس الأمن الدولي وحده، مشيرا إلى عدم شرعية أي قرار متخذ بهذا الخصوص من قبل دولة ما أو تحالف من الدول، مثلما حدث في العراق وليبيا، حيث ترتبت على هذه الخطوة آثار مأساوية. المقداد: نستنكر موقف فرنسا حول اقامة منطقة عازلة قال نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد «إن سوريا تستنكر بأشد العبارات موقف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حول دعمه لما تسعى إليه تركيا بشأن المنطقة العازلة». وعلاوة على ذلك، طالب المقداد المجتمع الدولي بالقيام بواجبه تجاه الكارثة الانسانية في عين العرب داعيا الى وقف دعم التنظيمات الارهابية في البلاد.