لعلها المرة الأولى التي أخاطبك مباشرة يا أخ حميد بدون ألقاب لا لي ولا لك ، او لا لك ولا لي - لان التقدم - بمفهوم المكانة والهيبة والهنجمة - قيل لي انه يهمك كثيراً ولا تغفر لمن يتجاوزه !! - . لقد اهتممت (بفلسفتك).. في الحياة، منذ مشاهدتكم على قناة الجزيرة في حواركم المشهور إبان إرهاصات الثورة اليمنية . وان كان الحديث معك وعنك يطول ، ولا يسمح به الحيز الضيق المتاح - على عدن الغد - ، ولكني سأوجز بقدر المستطاع والحيادية الممكنة - وأركز فيه على أهم الملامح فقط - . اهتمامي المذكور ليس لأنكم ابن الوالد / الشيخ عبدالله ( رحمه الله - الذي اقدره شخصياً رغم إنني لم احظ بلقائه إلا مرتين لسوء طالعي ) ، وإلا كان الحديث مع الشيخ / صادق أكثر فائدة ! ولكن لانك تمثل ظاهرة يمنية جديرة بالدراسة ؟ فقد استطعت - بحنكةٍ غير منكرة - ان تطوع إمكانياتٍ عديدة توفرت لك - وهذا من حسن حظك وليس لاي مجهودٍ فعلي بذلته. استميحكم العذر على صراحتي التي قد تجدونها وقحةً احياناً ! ولكني بحكم مهنتي قد اضطر الى - زحق اوذحق او ذحج - وهو الجذر اللغوي لعشيرتي مذحج !! ) او قشر الجرح بقساواة .. لمصلحة المصاب - ، وذلك العون ( الإلهي ) لم يتوفر لأغلبية الشباب من سنك والإمكانات هي : # النفوذ القبلي الأكبر في البلاد # الدعم الحزبي المتمكن والمتغلغل في مؤسسات الدولة ، # الأيديولوجيا التي تزعم انك تنتمي إليها ( الإسلام السياسي ! مع انك في المقال أعلاه تبدو مشمئزاً من الكهنوتية ، اي الإكليريكية او الدولة الدينية ال Theocratic State .
الا يبدو ان هذا متناقضاً ؟ عزيزي حميد ) ، النفوذ السياسي بالاتكاء على رئاسة البرلمان ورئاسة الدولة ( اللتان تنتميان لنفس العشيرة !؟) . السؤال هنا : هل توفر كل ذلك لكم بشفافية معقولة ولن نقول مطلقة ؟! هل استحوذتم على كل ، او بعض مؤسساتكم الريعية ( لانه ليس لكم اي مؤسسة إنتاجية حسب معرفتي المعتبرة !) ؟ . هل ستقدمون ، بصفتكم السياسية والبرلمانية إقرار ذمةٍ مالية اذا طلب منكم ذلك وخاصة ان ترشحتم ل : منصب الرئاسة او نائب الرئيس ( وهذا من حقكم طبعاً - كما هو من حقي أيضاً - !! ) ؟ ، هل قمتم بالرد على بعض التسريبات الصحفية حول المصدر الأساسي لرأس المال الضخم الذي بدأتم به نشاطكم الذي تحول في فترة زمنية (قياسية).. الى احد أكبر المؤسسات الرأسمالية اليمنية ؟!. (المقصود هنا: الأصول العقارية التي تملكها الوالد والعائلة بعد ثورة سبتمبر 62م ، (وخاصة بعد استشهاد الزعيم الحمدي) وتشمل مساحات شاسعة من الأراضي، يدعي البعض انها كانت للعائلات الهاشمية الحاكمة ، وهي لا تمت بصلة لما كونه ملكاً شرعياً لكم في حدود ملككم ونفوذكم القبلي في خمر و العصيمات وما حولها ؟!) ؟ . بالنسبة لممتلكاتكم في الجنوب : لن تقنعوا أحداً أنكم اشتريتم أراضٍ وعقاراتٍ من الدولة - فالجميع يعلم أنكم مثلكم مثل القادة العسكريين والسياسيين والحزبيين لنفس الحزب الذي تنتمي إليه ، والحزب الحاكم الذي تحالفتم معه ( وهذا عرف وتقليد اعرفه انا وانت !! ولكن شعب الجنوب يجهله ربما لأنه متحضر أكثر مني ومنك ! او ربما لجهلٍ فيهم !! تعتقده انت لوحدك بعرف وشرعية الفيد والغنيمة للمنتصر اذا تقاتلت قبيلتان بدائيتان !؟ .. لا فصيلان مختلفان في دولة (واحدة) وشعب (واحد ) كما أزعم انا وانت وما كان يعتقده ابناء الجنوب حتى تاريخ 7 يوليو 1994م المشؤوم !!) ، فقد تملكتم الكثير الكثير.. بوضع اليد! وان كان هناك ما تدعون أنه تم شرائه من الدولة ! أنت رجل مثقف وتعرف ان ذلك قام على عقودٍ باطلةٍ شرعاً وقانوناً لانه تماماً مثل : [ تمليك الحزب الاشتراكي للمساكن التي لا يمتلكها لمن رزئ بها الان لحالتها المتهالكة !؟ ] ، كذلك هل المبالغ التي دفعت فيها تساوي سوقياً قيمتها الفعلية وانت رجل اقتصادٍ بارز ؟ . تنتقدون في مقالك لكم نشر قبل يومين: ان هناك تحالفاتٍ مشبوهةٍ تحيك المؤامرات والشائعات ضدكم ؟ واستغرب ذلك منكم حقاً !؟ فلم اسمع منكم مثل هذا التصريح الذي يوحي بقدرٍ من (الرهبة) ! او التخوف وهذا ما لم تكونوا تعرفون به او تابهون له من قبل ! ، بالإضافة أنكم -مارستم مثل هذه الأساليب التي تانف منها الان - عصبوياً- [ ضد مجموعة السفير حالياً العميد سابقاً الاخ / احمد علي عبدالله صالح الحاشدي { حلفاً } - مثلك -، و المذحجي { عرقاً } - مثلي- وهو مارسها ضدكم !!!!!! {ذلكما الجمعان المشتركان في سماتٍ كثيرة واللذان اختلفا مصالحياً حين اضحت الكعكة أصغر واصغر ... من ان تتقاسمانها كليكما ، فاطاح الطمع باحدكما) ويبدو ان الآخر دنى اجله قريباً على ما يبدو يا صديقي! وهذا لا خلاف عليه ، وإنما الخلاف على التوقيت فحسب لحدوث ذلك !؟ ] ، .. -وحزبياً - لستم منزهين كذلك عن مثل هذه الحملات التي استنكرها - انا - شخصياً ، ولكنكم مارستموها فعلاً.. ومن غير العدل ان تحتكروها لأنفسكم وتلومون الآخرين. * تنادون في مقالكم ، ودائماً ، بالدولة المدنية الحديثة: اي دولة المواطنة المتساوية ، والعدل (قضائياً واجتماعياً) ، وسيادة النظام والقانون على الكل... ابن الشيخ كما ابن الرعوي!! والديموقراطية ، والتبادل السلمي للسلطة و و .. الخ من الاكليشهات التي حفظها حتى أطفالنا في كتاتيبهم ! والسؤال : اي دولة هذه يا عزيزي التي تنشدونها بكل هذا الإخلاص البادي في كلماتكم الرشيقة ؟ دلني على أفعالٍ.. لا أقوالْ ، دعمت - انت - فيها شخصياً او عشائرياً او مؤسساتياً او حزبياً بنداً بنداً من عناصر الدولة المدنية التي ذكرتها لكم ، صنو او حذا كل منها ؟. بل على العكس - وكما يزعم عذالكم - ربما ساهمتم في إعاقة ، ان لم يكن تدمير كل جهدٍ لايجاد وتثبيت تلك العناصر الجوهرية بالفعل ، لإقامة الدولة المدنية الحديثة ( ولن اضرب امثلة فأنتم وانا .. وبقية المواطنين - ي - وتعرفون تفاصيل تلك الممارسات المزعومة ) ، ولكني في نفس الوقت لا اعزوا إليكم وحدكم مثل تلك الممارسات بل ان النظام السياسي والاجتماعي التقليدي بأجمعه تقريباً شارك بنفس القدر أيضاً. !! *
أخيراً هل يمكن ان تذكروا لي بعض الامثلة الحية تظهرون بها دور الرأسمالية الحديثة (والمطلوبة فعلاً - والتي تزعمون الانتماء إليها) في المشاركة الاجتماعية لتطوير التضامن (البنيوي - النفساني) بين طبقات المجتمع: من أعظمها [بطنةً] الى ارذلها [مسغبةً] ؟! فكل المؤسسات أمثالكم في العالم تشارك في ذلك بطريقين (1) - وجوبياً - الالتزام بدفع الضرائب والرسوم المتوجبة عليها للدولة - اذ انها في الدول العظمى تمثل مصدر الدخل القومي الاول - (2) - تطوعياً - إنشاء ودعم المنشاءات والمؤسسات الاقتصادية ( للمجتمع ) والخيرية ( للمجتمع ) والإنمائية ( للمجتمع ) والتعليمية والتدريبية ( لأبناء المجتمع ) .. و .. الخ !؟ . هذا حتى تثبتوا للمشككين وأصحاب التخرصات الكاذبة - في حقكم - أنكم مؤسسة رأسمالية متطورة جديرة بالاحترام ، وان الرأسمالي (الموقر) حميد الاحمر خرج بالفعل من عباءة ، و عن تراث القبيلة {المقدس} الموصوم بانه مجرد سلة جباية - بدائية لبضعة ريالات ماري تريزا (فرنصا كما ننطقها تقليدياً) - وانسلخ فعلاً عن تقاليد (Traditions) توصف عادةً بانها موغلة في القدم ولم تتجاوز عصر ما قبل الإقطاع ، وأنها حتى لم تخطو اول خطوات البرجوازية.. في شكلها البسيط ( ارجو منكم قراءة احدى روايات موليير ءاذا أردتم ان تتعرفوا اكثر على شكل البرجوازي الذي اقصده ) !! فما بالكم - يا عزيزي - بالراسمالية نفسها !! . ** اما قولكم بأنكم دعمتم الثوار في الساحات فانا اشهد على ذلك ، بل وذكرته في احد البرامج على قناة الحوار اللندنية... وبالنسبة لي انه موقفاً شهماً يحسب لكم ، ولكن البعض من ذوي النفوس ال ... ، قد يعتبرون تلك الشهامة ءاستعراضاً دعائياً... وانتهازيةً واضحةً أيضاً لانها كانت لمصلحة (الفصيل السياسي) الذي تنتمي اليه بحيث مكنته من التسلق على أكتاف الثوار الحقيقيين وتجيير مكتسبات الثورة لمصلحتك ولمصلحة حزبك الذي خرج بنصيب الأسد في كل الاستحقاقات التالية!!. اما الثوار الحقيقيون فباتوا كالأيتام على موائد اللئام !؟ .. ودمتم عزيزي الأخ / حميد ، ولا تغضب مني فقد يكون : صديقك من - صدقك - بفتح الدال المهملة ، وفتح الهاء المهملة .. لا من - صدقك - بتشديد الدال والهاء المفتوحتين ،...... والى لقاءٍ اخرٍ ، أتمتع فيه بالحوار معكم ( حتى ولو كان مونولوجاً ) ، والشجار مع شخصية مرموقة - خلافية - controversial - نعم فشخصيتكم كذلك ، ولكن لا يستطيع منصف ان ينكر انها مثيرة للاهتمام . ""ولعنة الله على من يكرهكم بدون سبب ""“... امين ...