تتبعثر الكلمات ، تتشتت ، تتوه ، تغيب ، لكنها تعود تتجمع ثم تقف عند أعتابك ،تنحني لك ، تسجد ثم تستقيم كل الحروف ،فيكون. حبك مرسوما مختوما موقعاً وصادراً بجلالة الكلمات . و أعود فأقول لازلت يا سيدي تختبئ بين سطور كلماتي ، في انحناءة الياء أجدك، وفي قوس الهمزة تستريح وحول السكون تلتف ومع استقامة الألف تقف . وأقسم بك بعد الله لولاك ما كانت لتُخلق السطور ولا تولد الكلمات ، ولو حبك ما كانت أبجدية الحرف أكتبها ولسوف أكتبك خلال السطر وبين السطر وفوق السطر ، وأتوه بحبك من السطر إلى السطر أتنفس عبق الحبر المكتوب بك معطراً بالعشق والتيه والاشتياق من الألف إلى الياء ، وأقول لا زال جسد كلماتي مثقل بالكثير الكثير والقلم مسجي على الورقة ولازلتُ أتطلع إلى السقف وأحلم ، أشاهد تشققات وأتخيل عوالم وأصقاع أمارس حلماً لذيذاً وأرحل عبر جزر نائية عائمة . وسط هذا البحر المتلاطم بين مد وجزر ، أخذ وعطاء ، شد وجذب تبرز صورتك قابعة في بؤرة الاشتعال والتألق فأتمنى أن أقولك ، أكتبك ، أعيشك ، أتنفسك . سري لا بد أن تسمعه عندما يتخاطر القلبان سأبوح به بصوت خافت وأتمنى أن يصلك عبر أسلاك لا مرئية ، لكنها أسلاك موقوتة قابلة للاشتعال في أي لحظة وفي كل لحظة تشتعل الكلمات فتبوح بالسر . لم أكن أعتقد بأنني سأقابل إنسان في مثل هذه الروعة وهذا السمو أجول ببصري في كل أنحاء غرفتي فأجدك في كل زاوية تبتسم ، وحتى عندما تسرقني مشاغلي وتخبو الذاكرة ، أخبئك بين طيات اللحظات النادرة التي تأتي ولا بد أن تعود وأجدك تبعثر الكلمات ، تسكب الحبر برائحة العطر تضع النقطة في نهاية الكلام كل ليلة ، تذيل نهاية الورقة بأثر طيب لك، تبصم بوردة حمراء لا مرئية ثم ترحل.