شارك ثلاثة عشر ممثلا فلسطينيا في عرض مسرحية ريتشارد الثاني للكاتب العالمي الراحل ويليام شكسبير.قصر هشام الاثري شمالي مدينة أريحا احتضن عروض المسرحية والتي سيشارك طاقمها الفني الفلسطيني في مهرجان شكسبير العالمي في العاصمة البريطانية لندن.مسرحية ريتشارد الثاني كتبها الراحل العالمي شكسبير عام1595.وتدورأحداث مسرحية ريتشارد الثاني حول السلطة والسياسة وكيفية سقوط العائلة المالكة البريطانية وظهور عائلة ملكية جديدة، وكيف تفسد القوة المطلقة صاحبها في نهاية المطاف. وأخرجها مؤخرا المخرج الأيرلندي كولن موريسن والذي قال عنها :" هذه المسرحية ورغم أن عمرها 400 عام، لكن سلوك الملوك والسياسيين فيها لم يتغير حتى يومنا هذا وقد رأينا ذلك في صراعات الشرق الاوسط وخلال الربيع العربي".
لعب الفنان الفلسطيني نيكولا زرينة دور هنري ابن عم الملك ريتشارد الثاني والذي انقلب عليه خلال أحداث المسرحية تحقيقا لمطامعه في الحكم والسلطة. وقال الفنان نيكولا لبي بي سي حول تجربته هذه :" هذه المسرحية منحتني فرصة كبيرة ورائعة لكي اتعامل مع نص الكاتب العالمي شكسبير باللغة العربية الفصحى، الشخصية التي جسدتها بالمسرحية لا تزال موجودة حتى يومنا هذا في الاوساط السياسية الحاكمة للأسف وهي تجسد الشجع في شخصية الانسان الذي يسعى للكرسي بمعزل عن المحيطين به".
وأضافت المديرة الفنية لمسرح عشتار المنظم لعروض المسرحية، ايمان عون، لبي بي سي :" هذه التجربة علمتنا كيف نقرأ النص الشكسبيري ونتعمق بتفاصيله ومعانيه، وكانت المتعة لنا عندما نقلنا هذا النص لمجتمعنا وحياتنا المعاصرة وعكسنا في ذات الوقت القدرة الفنية الفلسطينية لتنفيذ أعمال عالمية.وأشارت ايمان عون إلى مشاركة فنانين من مختلف المناطق الفلسطينية في هذا العمل المسرحي الفريد من نوعه، على حد تعبيرها.
وتشكل النسخة العربية من مسرحية ريتشارد الثاني واحدة من نحو سبعين مسرحية للراحل شكسبير ستعرض بسبعة وثلاثين لغة عالمية ضمن برنامج ثقافي ينظم في لندن بمناسبة دورة الالعاب الاولمبية المتوقعة في يوليو المقبل.
قصر هشام الاثري:
يقول المؤرخون إن قصر هشام الاثري، الذي احتضن عروض هذه المسرحية، شيد على مراحل ابان عهد الخليفة الاموي هشام بن عبد الملك وقد دمر هذا القصر بواسطة زلزال عنيف ضرب المنطقة في العام 749 ميلادي تقريبا.وشكلت عراقة الموقع علاقة تبادلية وتكاملية، على حد تعبير الفنانين، مع نص المسرحية الشكسبيري والذي وفر فرصة سانحة للفن الفلسطيني للمشاركة في مهرجان شكسبير العالمي في العاصمة البريطانية لندن.وعكس عرض المسرحية في قصر هشام الاثري التاريخي مدى الاهتمام بالحركة الثقافية وقدرة الفن الفلسطيني على تجسيد أعمال عالمية.
تنشيط السياحة الترفيهية:
تأتي عروض مسرحية ريتشارد الثاني ضمن سلسلة فعاليات ومشاريع تنفذها وزارة السياحة والاثار الفلسطينية منذ أعوام لتنشيط السياحة الترفيهية والثقافية في مدينة اريحا والتي يعود تاريخها بحسب اعتقاد المؤرخين لعشرة ألاف عام.وقالت وزيرة السياحة الفلسطينية خلود دعيبس لبي بي سي حول ذلك :" عرض المسرحية في قصر هشام كانت فكرة مبدعة وروجت لهذا الموقع الاثري والتاريخي خاصة وأنه جزء من المنظومة الفلسطينية التي تشكل جزءا من التراث العالمي الانساني.
وأضافت دعيبس :" سعينا من خلال عروض مسرحية ريتشارد الثاني لارسال رسائل للمجتمع المحلي أولا ليفخر بهذه المواقع التي تؤكد على هويته وتاريخه العريق ورسالة أخرى للمجتمع العالمي بأن فلسطين فيها الكثير من المواقع المتميزة للتراث الانساني والعالمي والتي نسعى لتسجيلها ضمن مواقع التراث العالمي.
وقد لاقت عروض المسرحية حضورا فلسطينيا لافتا الامر الذي حقق الاهداف المرجوة لعرض هذه المسرحية في الموقع الاثري، من وجهة نظر المشاركين والذين سينظمون عروضا لمسرحية ريتشارد الثاني في العاصمة البريطانية مطلع الشهر المقبل.