وسط تحولات ومجابهات وصراعات كبرى تشهدها الساحة الجنوبية رغم الانقسام والتساقط الذي يتهاوى فيه إخواننا الجنوبيون وفقدانهم لغيرتهم لهويتهم الجنوبية وتوجههم إلى باب اليمن ، تظهر لنا جلياً إن منظومة حكومة صنعاء بدأت بصنع مؤامرات من شأنها إجهاض ثورة شعب أراد الحرية والاستقلال . فأن الاحتلال اليمني يكرس مخططات وتكتيكات تراهن على فشل القيادات الجنوبية من سياساتها في اتجاهان رئيسيين : الأول: السعي لتنفيذ مخرجات الحوار كونها الطريق الوحيد لحل القضية الجنوبية . والثاني : ضرب عوامل القوة للشعب الجنوبي بما في ذلك تفكيك أي ثقل ووزن سياسي لمفهوم وحدة الصف الجنوبي في الداخل والخارج . على أي حال أخواني الأحرار في عموم محافظات الجنوب فبعد مرور سنين طويلة فأن ذكرى الاحتلال تأتينا لتذكرنا إنها يوم انطلاق شرارة الثورة التحريرية السلمية التي أفشلت كل مشاريع الغزاة ، ولعل الأفظع والأكثر قبحاً وغباء في جوهر سياسة نظام صنعاء هو ما بعد اليوم المشؤم يوم السابع من يوليو , عندما اعتبر إن الوحدة قد رسخت وعمُدت بالدم وبأشلاء وجثث الأطفال والشيوخ والنساء وأنة قد تم تحصينها بالآلاف الجرحى والمفقودين والمشردين . أن يوم السابع من يوليو علينا أن نجعله علامة بارزة تدُرس في المدارس والجامعات لأجيالنا الجنوبية القادمة والفترة بين عهدين مختلفين وكذلك بين مرحلتين متميزتين مرحلة نضال شعبنا السلمي والعمل الهادف إلى بناء دولة الجنوب, وبين مرحلة سياسية الضم والإلحاق , المستندة على أطروحة عودة الفرع للأصل . وكلنا نعلم إن سلطات صنعاء تعيش اليوم على إدارة فن الأزمات ، بل إنها تديرها بصناعة أزمات أخرى لتشرذم الصفوف وإصابتنا بصدمات كهربائية في محاولة منها لبث الصدمة والهذيان وتداخل الأفكار وانكسار العزيمة لكن صمود واستبسال الأبطال من أبناء الجنوب وإخلاصهم لقضيتهم, ودماء الشهداء حال من ان يثنيهم عن هدفهم مهما كلف الأمر من ثمن وفاءً وعهداً قطعوه على أنفسهم بالسير قدماً على خطى الشهداء والجرحى والمعتقلين حتى استعاده الدولة. وليحل في يوليو الأسود موسم الخريف وتساقطت الأوراق واشتداد مرحلة الفرز لكل المعادن لتبين لنا نوع كل معدن وبرغم الظروف القاسية وجرائم ضد الإنسانية التي تمارس ضد شعب الجنوب تحت وطأة احتلال همجي يسعى لتدمير الإنسان الجنوبي والعالم كله يراقب ذلك أو ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي لا يستطيع أن يلزم الجيش اليمني وحكومة صنعاء قرار دولي واحد يضع حداً لمأساة الشعب الجنوبي . فا أيها المتساقطون في ذكرى يوم اسود امضوا في طريقكم ولن نعترضكم لتعملوا ماشئتم فأننا قد اقسمنا على العهد ولن نحيد عنه مهما كانت المغريات والمؤامرات فمصير الشعب لن يكون مرهون بشخص بعينه بل هو إرادة شعبية تحررية وان التاريخ يسجل ما اقترفته أيديكم وستحاسبكم الأجيال القادمة لكل قطرة دم استهنتم بها وبكل شبر فرطتم بها من ارض الجنوب .