عندما بدأ اسم الرئيس العطاس يتردد في 2009 علَّق الكثير من أبناء الشعب الجنوبي آمالهم عليه ، وكانت مجرَّد أشهر لتكتشف حقيقته ، وتسربت أخبار اتفاقه السري مع حميد الأحمر . بعدها أصبح الأغلبية الساحقة من الشعب الجنوبي عندما يسمع اخبار العطاس يقول "لايهمنا" . وجاء 2010 لتبدأ ألاعيبه أكثر ضراوة عبر لقاءات ومؤتمرات دبي والقاهرة ، التي قزَّمت مطلب الشعب الجنوبي من التحرير والاستقلال إلى الفدرالية الغير معروفة الملامح ، حتى أن البعض قال أن الحكم المحلي كامل الصلاحيات الذي رفعه الرئيس المخلوع صالح يعطي للجنوبيين احترام وصلاحيات أوسع من فدرالية العطاس ، ورغم ذلك لم يلتفت الشعب وقال "لايهمنا" . ثم جاء 2011 وبقدرة قادر أصبح العطاس ينادي بالتحرير والاستقلال ، اعتقد البعض أنَّها صحوة ضمير ، وهي لم تكن كذلك ، كان موقفه رد فعل على غدر حميد الأحمر به ، وتنكره لاتفاقهما السري . وعادت الناس إلى سابق نظرتها للرئيس العطاس "لايهمنا" كل تلك الألاعيب على شعبنا لم تكن خطرة ، فقد كانت الثورة الجنوبية في عنفوانها وحيويتها ، ولم تكن الضغوط الدولية لاعب أساسي في المعادلة ، أمَّا اليوم فالوضع تغيَّر من ناجية التوقيت والمعطيات على الأرض ، وأصبحت ألاعيبه تشكل خطر كبير ، وخطر مصيري على ثورتنا ، وهي تنخر في عظم الحراك أكثر من مؤامرات الاصلاح ومليشياته والذراع الارهابي لعلي محسن والرئيس المخلوع .
صحيح أن العطاس هو العطاس لم يتغير ، ولم تتغير طريقته في النضال والتقلب بين المواقف والمبادئ ، حيث بدأ بوصف النظام بالاحتلال ، ثم تحول فدرالياً ، ثم أصبح استقلالياً ، واليوم "أقلمجي" ينادي بالأقاليم ويضع شرطاً لعودته إقالة محافظ عدن !!! لا أجد وصفاً لمن يسمونه "داهية الجنوب" إلَّا أنَّه مناضل بلوتوث ، يتنقل بين المواقف والمبادئ بكل سهولة ، مثل رسالة بلوتوث لايحتاج لسلك ، ولا لمحطات ارسال ، ولا لجهاز تقوية الارسال ، لايحتاج إلَّا لضغطة زر تعقبها ضغطة موافقة من الجانب الآخر !!!
وتكمن خطورة الأقلمجي هذه الأيام في اتصالاته الواسعة مع قيادات الحراك وناشطيه في الخارج لجرّ أكبر عدد منهم للعودة معه إلى صنعاء ، مستغلاً حالة الغضب من الرئيس البيض لشرذمة الناشطين ، حتى أصبح الانضمام إليه وسيلة للنكاية بالبيض . وبنفس الوقت يتآمر لإفشال المؤتمر الجنوبي الجامع الذي يعلق عليه الشعب الجنوبي آماله في توحيد القيادات الجنوبية ، وهنا تكمن الطعنة الغادرة للحراك . ليته كان مثل العميد النوبة والشيخ المفلحي ، اللذان ذهبا إلى صنعاء بمبادرة فردية ، ولم يلزما بها أحد ، ولم يأخذا معهما أحد ، ولم يستقطبا أحد . ولذلك تفهمنا موقفهما واحترمناهما رغم أننا لم توافقهما الرأي . أمَّا في حالته فلامجال للتفهم ، ولا السكوت ، بل الواجب الصراخ ؛ ياااا غوثاه ، ياااعقولاه ، يااامنقذاه من التزحلق المنظم الذي يديره البلوتوث الأقلمجي المكَّار ؟؟؟
إننا لسنا ضد الرئيس هادي ، ولا نبغض العطاس ولكن نبغض ألاعيبه ، ولسنا في مواجهة مع رؤية المجتمع الدولي ، ولكننا غير ملزمين بها . فأولى أولوياتنا الحفاظ على الثورة السلمية الجنوبية وهدفها التحرير والاستقلال وليس غير ذلك ، والثانية ؛ وقف التزحلق الذي قد يؤدي إلى الانهيار . فأين أنتم يا عقول الجنوب ، يا اكاديميين ، يا عباقرة ، فأنتم القادرون على وضع وصفة عبقرية تخرجنا من هذا المأزق .
وأنتم القادرون على تأليف وكتابة المعادلة الصعبة التي تجمع بين المتناقضات (لسنا ضد هادي ، بل معه ، ولا نواجه المجتمع الدولي ، ونحافظ على هدف التحرير والاستقلال ، ووقف التزحلق) ، والشعب الجنوبي سوف يطبق المعادلة خلفكم ، صحيح أنَّها معادلة صعبة جداً ، لكنَّها ليست مستحيلة ، وهي السبيل الوحيد لحماية الحراك ، وتهدئة روع الناس حتى ينعقد المؤتمر الجنوبي الجامع وتشكل القيادة الجنوبية ، فأنقذوا الحراك ، وأنقذوا القضية الجنوبية من تزحلق الأقلمجي .