شي غريب وغير متوقع ما يحدث في اليمن من أفعال مشينة ترتكبها حكومة النفاق الوطني والمتنفذين في أروقة النظام ، أفعال تصيبك بالحيرة والاستغراب وتزرع الشك والريبة في نفسك . ولا ندري حقيقة هل مثل هذه الأفعال ترتكب في إطار مخطط صهيوني مرسوم يتم تنفيذه وفقاً وأجندة محكمة أم نتيجة غباء حكومي بحت فإن كان هذا فهي طامة ومصيبة عظيمة وكان الأول فالمصيبة أعظم والذنب أكبر .
وخير دليل على ذلك تغيرات الحكومة والقيادة السياسية الأخيرة والتي عبرت في مجملها عن أن هذه الحكومة وهذه القيادة بمثابة بنشري يقوم بتغيير الإطارات واستبدال الإطارات الخلفية إلى الأمامية والأمامية إلى الخلفية وهكذا دواليك ، إضافة إلى أن عملية التغيير وتعيين البديل التي لا تتوافق وأسس ومبادئ ذلك والأهداف المتعارف عليها وإنما بخلاف كل ذلك وعكسه جملة وتفصيلاً.
وما تم في هذا الشأن في محافظة حضرموت وواديها الأخضر خير دليل وبرهان على ما نقول ، فقبل أيام تم تغيير قائد المنطقة العسكرية الأولى بوادي وصحراء حضرموت اللواء/محمد الصوملي نتيجة تسببه الكامل في كل الاختلالات الأمنية التي تشهدها مناطق وادي وصحراء حضرموت سواء من جانب القاعدة أو غيرها وكأنهم نسوا ما أرتكبه قبل ذلك في أبين ومناطق أخرى وتم تغييره دون إحالته للجهات المختصة لمحاسبته ومعاقبته ومحاكمته على أفعاله المشينة.
وتم تعيين بديلاً عنه ألا وهو اللواء/عبد الرحمن الحليلي ليكون قائداً لقيادة المنطقة العسكرية الأولى بوادي حضرموت مع الإشادة به وتلميعه وكأنه نزل عليهم من الفردوس الأعلى . وكأنهم نسوا تماماً أفعاله السابقة وجرائمه الفظيعة والشنيعة التي سبق وأن أرتكبها في وادي حضرموت واكتوى المواطن فيها من نيرانها عندما كان قائداً لمعسكر الخشعة .
والتي كان من أكبر وابرز جرائمه وفضائحه هي استيلائه ونهبه وسطوه على البيت والأرض التابعة له المملوك باسم المناضل الكبير الشهيد/صالح أبوبكر بن حسينون عليه ألف رحمة وغفران وزير النفط والمعادن سابقاً عقب اجتياح الجنوب بعد حرب صيف 1994م ورفضه المطلق تسليم البيت والأرض التابعة له وإعادته لورثة الشهيد بن حسينون إلا بعد شق الأنفس ومظاهرات شعبية ومن ثم نهبه لمحتويات البيت كاملاً ، وكذا سطوه على مساحات شاسعة وكبيرة من الأراضي المختلفة السكنية والزراعية بوادي وصحراء حضرموت وبيعها بمئات الملايين وأخرها المنزل الواقع في حافة السرق بالقرب من ثانوية الصبان بسيئون الذي قام ببيعه قبل ثلاث سنوات عند طرده من الوادي بأكثر من تسعين مليون ريال يمني وغيرها الكثير .
ولا أدري حقيقة هل الحكومة والقيادة السياسية نست ذلك أم تحاول تناسيه فإن كانت نسته فالمواطن المسكين لم ينساه ولن ينساه أبداً ، ولكنني في الأخير ضحكت كثيراً عندما اكتشفت أن البائع باخيضر والمشتري باخيضر والسمسار باخيضر ، أتدرون كيف جاءت المعادلة ، جاءت لأن استيلائه ونهبه وسطوه على بيت المناضل الفذ الشهيد/صالح بن حسينون والأرض التابعة له تم بإيعاز مطلق من قبل فخامة الرئيس اليمني حالياً/عبد ربه منصور هادي وبتوجيهات واضحة وصريحة منه عندما كان نائباً لرئيس الجمهورية في أكتوبر عام 1996م وقضت بتمليك الحليلي أرض وبيت بن حسينون في سيئون ((وهو البيت والأرض المصروفة بوثيقة رقم 21804 محررة 25/6/1992م باسم بن حسينون)) بالإضافة إلى صرف مخططات أراضي أخرى له نظير فساده في الوادي وإليكم نص توجيه التملك حينها ((الأخ/محافظ حضرموت المحترم ، ملكوا الأخ العقيد الركن/عبد الرحمن الحليلي الأرضية التي في سيئون باسم الخائن بن حسينون وشكراً . نائب رئيس الجمهورية ، ثم أعقبه توجيه أخر في أسفل رسالة التوجيه الأول وجاء نصه كالتالي:- الأخ/محافظ حضرموت أصرفوا للعقيد الركن عبدالرحمن الحليلي منطقة أخرى من أراضي الدولة في سيئون مع الشكر نائب الرئيس)) فهمتم المعادلة الآن .
وحقيقة الأمر إنني استغرب بكل معاني الاستغراب من تصرفات عبد ربه حينها على الرغم من أن هناك توجيهات أخرى صدرت بتاريخ 12 أكتوبر 1996م تحت رقم ((8097)) من رئيسه حينها علي عبدالله صالح قضت بتسليم المنزل والأرض التابعة له في سيئون لورثة بن حسينون وكذا بتسليم المنزل الذي في صنعاء لهم وإخراج الجهاز المركزي للأمن السياسي منه . إنها تناقضت الغرابة والزمن العجيب في اليمن ولا تعليق أدلي به بعد ذلك .