تراكمت الأحداث وعصفت باستقرار اليمن التي مازالت تمر في مرحلة انتقالية، ومن حدثاً إلى حدث أصبح المواطن اليمني يترقب كل ما سوف يحدث، وقبيل يومين أعلن الرئيس هادي مبادرة ونقاط جديدة لحل الأزمة السياسية الراهنة والتي يتصدر مشهدها جماعة أنصار الله ومن معهم . فقد جمعت في طيات هذه المبادرة نقاط مرضية جديدة تقود اليمن إلى بر الأمان منها إعلان عن رئيس الحكومة خلال 48 ساعة وتشكيل لاحقاً حكومة جديدة وتخفيض سعر المشتقات النفطية 500 ريال إضافة للتخفيض السابق وبالمقابل رفع المخيمات والمظاهر المسلحة لدى جماعة الحوثي في كل مداخل العاصمة ومخارجها وفي أزقة العاصمة أيضاً . كل ذلك ومازال الحوثي يستفز القيادة السياسية للدولة ويماطل في التوقيع والاتفاق مما اطر الأمر لتدخل المبعوث الأممي جمال بن عمر في المفاوضات الجارية حالياً، ولكن الحوثي مازال يضع نقاط ومطالب جديدة بعيداً عن تلك المطالب التي بدء بها مسبقاً معلناً منذ وقت مبكر عن أزمة سياسية محتقنة . فإن شبح الحرب الأهلية التي لاحقت المواطن اليمني في كل ساعة ويوم، قد تلاشت نوعاً ما، ولكن مماطلة الحوثي في التوقيع يجعل الناس مستعدة لكل الاحتمالات، والحقيقة أن الحوثي يصف حزب الإصلاح والمؤتمر بأنهم مدمري الوطن ولكن للأسف الحوثي ينتهج نهجهم على حد أفعاله ومماطلة الحوثي في التوقيع يذكرني بمماطلة المؤتمر على مرحلتين الأولى عند توقيع المبادرة الخليجية والثانية عند التوقيع على ضمانات حلول القضية الجنوبية وتفويض الرئيس هادي لتحديد شكل الدولة الجديدة . فالحوثي لم يرضخ لمطلب الناس الحقيقي رغم انه يشعر بحالة الناس ومعاناتهم على حد قوله، فالحلول السلمية هي مطلب معظم سكان اليمن بعيد كل البعد عن الحروب والأزمات التي تجعل حياة المواطن أصعب نوعاً ما، رغم ما يعانيه المواطن من فقراً قد أشارات إليه منظمات دولية، حيث أن معظم سكان اليمن يمرون بحالة فقر شديدة . وفي يوماً ما من الماضي تقاربت وجهات النظر تحت قبة الحوار الوطني بين مختلف أطياف المكونات السياسية والمجتمعية مذكراً جماعة أنصار الله ومذكراً كل القوى السياسية التقليدية والحديثة بتلك القبة، ولكن ما إن اختتم الحوار الوطني أصبحنا نتصارع وننسى بعضنا البعض، رغم إننا اجتمعنا في مائدة واحدة وجلسنا وتحدثنا عن بعض أمور الوطن وجاءنا بحلولها بأنفسنا، فكلاً كان يملك رؤية محددة، وفي الأخير تقاربت وجهات النظر ووحدت كلمتنا ووفقنا في خط وثيقة الحوار الوطني بأيدينا . ولكن لما كل هذه الصراعات ولما كل هذه المهاترات ولما كل هذا الشتات ولما لا تجمعنا مجدداً قبة الوطن مثلما جمعتنا قبة الحوار ولما لا نتنازل لأجل الوطن والمواطن اليمني ولما لا نتجه إلى الاتفاق بدلاً لشتات ؟؟؟؟؟؟ فمن منطلق الآية القرآنية: (( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِين ))، فمن هنا نداء الواجب، لكل لكل القوى السياسية ولجماعة أنصار الله، انتهجوا نهج الحكمة اليمانية التي وصفنا بها رسول الله علية الصلاة والسلام وانه لشرفاً عظيم أن يصف خير خلق الله اليمنيون بالحكمة، والتي ينتهجها الرئيس هادي خلال فترة حكم تعد منزلق ومنعطف خطير، وبرغم من ذلك تجاوز اغلب المنعطفات رغم مكايدة بعض القوى السياسية وفتح جبهات صراع متعددة لنيل من حكمة أبو جلال لكن دون فائدة تذكر لهذه القوى المفتعلة للازمات . إن فضائل أهل اليمن بالقران والسنة كثيرة ومنها، قوله تعالى ( يا أيها الذين امنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )، تلا هذه الآية أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : " هم قومك يا أبا موسى أهل اليمن " وقوله تعال: ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً) قيل أن إبراهيم لما أمر بالنداء على جبل أبي قبيس ونادى بأعلى صوته: يا عباد الله إن الله بنا لكم بيتاً وأمركم بحجه فحجوه، فأجابوا من أصلاب الرجال وأرحام النساء: لبيك اللهم .. فلا يحج هذا البيت إلا من أجاب إبراهيم عليه السلام، وروي أن أول من أجاب هم أهل اليمن فلهذا هم أكثر الناس حجاً . وقوله تعالى: (بلدةٌ طيبةٌ وربٌ غفور ) ما أطيب المغفرة بعد الطيبات، فدل ذلك على أن اليمن من قديم الزمان كثير الخيرات وظاهر البركات .. ولما جاء أهل اليمن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم يعلنون إسلامهم فرح الرسول بذلك فرحاً شديداً، ورفع صوته وقال: جاء نصر الله وجاء فتح الله وجاء أهل اليمن، فقال بعض الصحابة: وما أهل اليمن ؟؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: قوم نقية قلوبهم، ولينة طباعهم، الإيمان يمان والحكمة يمانية، هم مني وأنا منهم، وهو شرف والله العظيم . هنا تجسدت بقول خير خلق الله الحكمة اليمانية ومهما تتباعد وجهات النظر سياسياً واختلافاً فإنها ستعود لصوابها يوماً وسيعم الخير، فهذا حال اليمن بلدةٌ طيبةٌ وربٌ غفور، ولكم أن تروا وتقرؤنا ما هي فضائل أهل اليمن بالقرآن والسنة فرجعوا لصوابكم وتقاربوا ولا تنسون يا جماعة الحوثي بان اليمن أرضٌ طيبة ففيها الخيرات والبركات، فلا داعي لصراعات وأزمات تعصف بالسكينة وانتهجوا نهج الحوار والحكمة التي ينتهجها الرئيس هادي ليس خوفاً أو ضعف، بل استطعت اليوم أن أصل إلى ما يفكر به أبو جلال منتهجاً فضائل أهل اليمن في القرآن والسنة، وأكاد أجزم انه سيأتي يوماً ما ،، وتنتصر الحكمة اليمانية !!