انهيار كافة قوى الدولة اليمنية والمقار الحكومية السيادية بشكل دراماتيكي في غضون ساعات، بعملية غامضة لا يمكن وصفها إلا انها حلقة من حلقات مؤامرة حيكت بعناية لإسقاط ثورة 11 فبراير .. لم تبدأ هذه المؤامرة بدخول الحوثية كأداة تنفيذية لقوى الثورة المضادة ، ولن تكون نهايتها احتلال صنعا بهذا الشكل المفضوح .. محركو هذه العملية أطراف عديدة، محلية وإقليمية ودولية .. تقاطعت مصلحتهم في اسقاط صنعا ، ومحاولة توريط الاسلاميين والثوريين في مستنقع الدم ، ودعم جماعة اصبح واضحا ان اهم ما يميزها هو الرغبة في الدم والتدمير والانتقام .. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة : هل سيأمن هؤلاء المتواطئون على انفسهم غدا من غدر هذه الجماعة وبطشها بهم .. تمهيدا لمشروعهم الكبير المطبوخ في قم وطهران.. والسؤال الاهم : ما الذي يضمن لهذه القوى عدم انجرار اليمن الى فوضى مفتوحة تأكل الاخضر واليابس وتهدد المصالح الاقليمية والدولية ؟! (هذه المؤامرة لم تكن وليدة اليوم ولكنها كانت ضمن مخطط طويل بدأ منذ الاطاحة بنظام صالح مباشرة، اي في عام 2012 وما حصل اليوم لم يكن سوى حصيلة ونتيجة لذلك المخطط الطويل الذي تم رسمه بواسطة العديد من القوى المحلية والاقليمية والدولية وتم تنفيذه تحت نار هادئة) . تلك العمليات العسكرية ما كان لها ان تتم إلا في ظل قيادة عسكرية ذات خبرة كبيرة وعلى علاقة كبيرة وتأثير ونفوذ كبير على قادة الجيش والمؤسسات العامة . ومن اشد ما يثير الدهشة ان السفارات الأجنبية بصنعاء وما حدث الثلاثاء وقبله من قصف عنيف على العديد من الأحياء للعاصمة صنعاء، الا اننا نستغرب عدم توجيهها تحذيرات أو بلاغات لرعاياها في صنعاء بمغادرة اليمن، في احتمال كبير وواضح بمعرفتها المسبقة لما سيحدث في صنعاء وللسيناريوهات التي تنتظرها الامر الاكثر ارباكا هو موقف الرئيس هادي وقيادة الجيش المحسوبة عليه والموالية له .. والتي كان لها اثر بالغ في النتيجة التي وصلنا اليها اليوم !! كنتيجة حتمية لطريقة ادارته للازمة بما يوحي للمتابع انه ليس ببعيد عن الطبخة الدولية !! او انه في الحقيقة عاجز تماما عن السيطرة على القوى المتصارعة ويكتفي بدور الوسيط !! في غضون ذلك أوضح الناطق الرسمي لجماعة الحوثي محمد عبدالسلام بدون مواربة ان المسلحين الحوثيين حصلوا على تعاون كبير من قوى عسكرية وأمنية ومسؤولين سهلت لهم السيطرة على صنعاء !! ثم تأتي بعد ذلك حالة الارتياح العجيبة التي سادت جميع الاطراف المهتمة بالشأن اليمني ، وكان الوضع لا يدعو للقلق ، فكل الامور مرتبة ، وكل الادوار محسوبة !!