الإهداء :- إلى روح سيدي العم عُمر الجاوي " رحمه الله " .. الله وحده يعز من يشاء و يذل من يشاء ، الأمثلة عديدة و نأخذ هنا من باب العبرة مثالان هما الرئيس هادي و أبو علي الحاكم ، الرئيس هادي أخرجته مليشيات ( حوشي ) من مدينه (عدن ) في يناير 86 م بالغدر والخيانة ، لم يحقد أو ينتقم بعد تصدره للمسؤولية الأولى بل حمل عبء إطفاء الحرائق هنا و هناك ، الآخر أبو علي الحاكم المطلوب من الأحمران ( محسن و حميد ) دخل صنعاء و حاضر في مقر الفرقة الأولى مدرع بينما الأحمران هربا من صنعاء كفأران مذعوران .
من أعتقد أن قبيلته قد تحميه خذلته العصبية الجاهلية ، وانتصرت القبيلة الأصيلة للحق و ثورة الشعب ، أما الجنرال العجوز الذي حلم بيمن وهابي سلفي بدون زيدية أو شافعيه نبذته يمن الأيمان و التسامح إلى خارج الحدود ، دروس وعبر كان على الجميع أن يتعض منها للبقاء والأستمرار في عزه و سلامه .
من التجارب الإنسانية الرئيس مانديلا المتسامح بلا حدود مع جلادية تحول إلى أسطورة في الذاكرة الإنسانية الجمعية ، خلاف الرئيس المخلوع / مرسي الذي جاء صعوده للسلطة بالالتفاف على ثورة الشباب المصري ، عقدت التآمر الذي جاءبها ( الأخوان ) للسلطة دفعته إلى إذلال خصمه وولي نعمته السابق الرئيس مبارك رغم شيخوخته و مرضه في محاكمه القرن ، من ذات الكأس و بذات الطريقة الإلتفافية جاء ( العسكر ) وأذاقوا ( مرسي ) و ( الأخوان ) مرارة الإذلال .
الإشكالية في دول العالم الثالث أن من يصل إلى كرسي الحكم لا يتعض مما سبق ، دون مبالغة الحالة اليمنية المعاصره تختلف وفيها الكثير من الحكمة ، الرئيس التوافقي لثورتي فبراير 2011 م و 21 سبتمبر 2014 م لم يحاكم الرئيس السابق صالح أو حزب الإصلاح ( الأخوان ) المهزوم ، حكمه الرئيس هادي دفعته إلى أبداع أتفاق ( السلم و الشراكة الوطنية ) لبناء يمن جديد يتسع للجميع ، ما يخشى منه ذهاب المنتصر إلى نشوة النصر وترنح لؤم أحقاد المهزوم للإنتقام ، حتى اللحظة خطاب السيد / عبدالملك بدر الدين الحوثي 23 / 9 / 2014م كان تصالحيا يذهب نحو الشراكة مع الجميع ، المطلوب بالمقابل من القوى التقليدية الرجعية ( الأخوان والاشتراكي و مداكنة البعث والناصري ) الذهاب الطوعي إلى دكة التقاعد السياسي ، اليمن الجديد لن تبنيه سوى القوى الجديدة التي ليس لها علاقة بعقد ماضي سلوك مشين طوال 52 عاما من الشمولية والفساد والتخلف .
*خور مكسر / العاصمه 1 / 10 / 2014 م *منسق ملتقى ابين للتصالح و التسامح و التضامن