اصبحت القضية الجنوبية ككرة القدم في نظر البعض يتقاذفها المتنافسون والسياسيون كلا على حسب هواه ضمن حسابات انانية ضيقة بما يخدم مصالحهم وليس بما يخدم ابناء شعب الجنوب وكلا له حساباته في ذلك وهذا يقدم حلول وذاك يقدم حلول لهذه القضية التي اصبحت قضية وطن وهوية وارض وانسان وليست قضية حقوقية او مطلبية كما يصورها البعض وقد رأينا في ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني ادخال فرقة اسموها فرقة الحراك الجنوبي وقبل ايام وضمن اتفاقية ما يسمى بالسلم والشراكة عين عبدربه منصور هادي مستشارا من الحراك الجنوبي وايضا كنا نسمع خطابات السيد عبدالملك الحوثي حول عدالة القضية الجنوبية وكان يصر ويكرر على ان تحل القضية الجنوبية حلا عادلا بما يرضي شعب الجنوب وكنا نعتقد ان ذلك هو الأنصاف ولكننا سمعنا الأن خطاب السيد عبدالملك الحوثي الأخير والذي تحدث فيه بإسهاب عن معظم القضايا التي يعاني منها اليمن وضمن تحليل سياسي طويل ولكنه عندما تطرق للقضية الجنوبية في دقائق معدودات نطق بالحل الذي يعتقد انه الحل العادل وهو ان يتنازل ببعض من حصته في الحقائب الوزارية لأبناء الجنوب فهل هذه هي العدالة ايها السيد !؟ وقد نسي او تناسا ان من سبقوه في الحكم قد اعطوا لبعض الجنوبيين رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ووزارة الدفاع ورئاسة الأمن القومي وبضع وزارات اخرى لمحاولة ارضاء ابناء الجنوب ولكن ذلك لم يشبع رغبات ابناء الجنوب بل ان الجنوبيين قد تجاوزوا ذلك بكثير وقد خرج ابناء الجنوب في اثني عشرة مليونية وهاهم اليوم يعتصمون في المليونية الثالثة عشر في ساحة العروض بخور مكسر يطالبون باستقلال الجنوب ، فهل التنازل عن بضع حقائب وزارية ستشفي غليل ابناء الجنوب ؟؟ وهيهات ذلك ! فأن كانت تلك الحقائب السيادية الكبرى لم ترضينا فهل يعقل ان نرضى بما هو دون ذلك وهذه ليست عدالة ولكنها في الحقيقة استخفاف بعقول اهل الجنوب وان كنا سنقبل بذلك فماذا سنقول لأرواح شهداء الجنوب الذين ضحوا بأرواحهم من اجل استقلال الجنوب ؟ وماذا سنقول لأسرهم ؟ وماذا سنقول للجرحى والمعتقلين فوالله انه لا خير فينا إن كنا سنقبل بذلك وعلى الأخوة في شمال اليمن أن يراجعوا الدرس جيدا وان يتذكروا ان الجنوبيين قد تنازلوا من اجل الوحدة في عام تسعين بمنصب رئاسة الدولة ، والعملة الوطنية ، والأرض ، والثروة ، ومؤسسات الدولة ، وكل ما هو جميل في الجنوب لصالح الوحدة وجنينا من ذلك اقالة اكثر من 80 الف موظف عن وظائفهم وتشريد القيادات الجنوبية وإقامة حرب ظالمة على الجنوب وتقديم الاف الشهداء ونهب الثروة والبسط على الأراضي واقصاء وتهميش فأي حقائب وزارية تتحدث عنها ايها السيد المحترم مقابل كل ذلك اما الحل العادل هو فهو حق شعب الجنوب في تقرير مصيره ومن غير المنطقي واللامعقول ان يأتي الحل بغير ما يرتضيه شعب الجنوب فما هكذا تورد الأبل أيها السيد المحترم.