قبل فترة قلت أن الرئيس عبدربه منصور هادي سيضحك أخيرا .. وها هو يضحك للمصير الذي وجد فيه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح نفسه محاصر دوليا وشبه منبوذ داخليا بعد ذهبت الثعابين وبقي الراقص وحيدا . كان هناك مقترحا دوليا قبل التوقيع على المبادرة الخليجية في أن يخرج من البلاد طواعية كل من علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر وحميد الأحمر وأحمد علي عبدالله صالح ويتوزعوا على السعودية والإمارات وقطر .. عقب التوقيع على المبادرة رفضت الثعابين الخروج من اليمن لمدة ثلاث سنوات حتى تمر العملية السياسية بأمان لأن حجم الكراهية والاحقاد بين الثعابين والرقاص بلغت حد يمكن ان يدمر الاخضر واليابس .. واقسم الراقص أن أمه لم تنجبه ذلك الذي سيجبره على الخروج بأمان من بلاده .
ونحن نعرف أن رفض هؤلاء الخروج كبارا معززين مكرمين محميين بحصانة لا يستحقونها وحجم الجرائم والفساد التي ارتكبوها بحق الشعب اليمني شمالا وجنوبا ، ينم عن استكبار واستهتار واستقواء بالمال والسلاح وولاء القبائل لكل طرف . نزلت الثعابين لتلتف حول الرئيس هادي واستعد الرقاص لحفلة يبتلعهم جميعا هادي وثعابين صالح التي تمردت عليه .. استطاع هادي من تجربة عمرها 17 عاما بجانب الرقاص متابعا لاداءه وطريقة هزه عند راس كل ثعبان .. فعندما تولى السلطة لم يكرر هادي نفس طريقة سلفه بل استطاع ترويض الثعابين كوسيلة أفضل من الهائها بالرقص ويطيل مدة الاستمتاع معه با لحفلات . اتبع هادي سياسة الاحتواء وصبر كثيرا على زنقلة الثعابين معه ، وظلت عينه على الرقاص الذي استمد قوته سنينا من انياب الثعابين السامة من ذكرتهم سلفا أو غيرهم الكثير من القادة السابقين المجرمين في الجيش . تمكن هادي بعد أن وجد أن البلاد تنحى إلى حرب أهلية أن يقلع انياب الثعابين التي فرت بجلدها وتركت الرقاص وحيد قبل أن تبتلعها " تماسيح" الحوثي التي تمددت بخطة محكمة إلى وسط العاصمة اليمنيةصنعاء . اليوم تم محاصرة الرقاص وأصبح وحيدا بعد ان هربت الثعابين لأن التماسيح التي أعتقد أنه سيعبر على ظهرها البحيرة حتى يصل إلى بر الأمان وينقلب عليها كما انقلبت عليه الثعابين وفرت من البلاد. تكشف الحقيقة الآن فالحوثيين يعلنون بعد أن أصبحوا قوة بسبب غباء الرقاص والثعابين معا انه لا علاقة لهم بالمخلوع علي صالح ، بل إنهم قدموا آسمين من قيادتهما قربانا للقرار الدولي الذي استهدف شل حركة صالح وإغلاق حنفية الأموال التي اشترى بها ثعابين قبلية وإعلامية وسياسية وهي بدون شك ستتركه قريبا حتى لا تحسب بدعمها لرجل مطلوب دوليا وداخليا ..
صالح فقد كل شيء حتى البرلمان لن يقف ضد الحكومة وهو الورقة التي يراهن عليها ولسبب قانوني فمن يقف مع صالح في البرلمان سيحسب مباشرة انه معرقل للتسوية ، وهي العصا الدولية التي أحكم هادي القبض عليها وأحسن استخدامها فضرب بها انياب الثعابين حتى فرت خارج اليمن ، وهي التي حاصر بها هادي المخلوع صالح اما الهروب الأمن وهذا ممكن وما يزال متاحا ، أو ستلتهمه التماسيح " الحوثيين " بعد تلميحات مستشارهم صماد انهم لن يقفوا ضد استمرارية الحكومة .. صالح أصبح القرار بيده واحلاهم مر أما الاستسلام والخروج الأمن أو مواجهة التماسيح التي ولدتهم أمهاتهم التي قتل منهن الكثير في حروب ست أن يبتلعوه وينهون حقبة سيئة من تاريخ اليمن الحديث . وإذا صحت كل توقعاتي فإن هادي يكون قد سوا الملعب السياسي والعسكري لأي قرار يحدده الجنوبيين لمستقبلهم وبإرادتهم وحدهم .