اهتمت صحف الإمارات الصادرة، اليوم الأربعاء، بعدد من الموضوعات الهامة على المستوى المحلي والعربي والعالمي، والتي جاء من أبرزها التحديات التي يواجهها اليمن في ظل الأزمة بين فرقاء العمل السياسي، بالإضافة إلى إعلان الإمارات التزامها بتلبية احتياجات العالم للنفط والغاز. وركزت الصحف الإماراتية، على الهبة الشعبية الفلسطينية للرد على عدوانية الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى التقرير السنوي لمؤسسة "ووك فري"، الذي يكشف أن أشكال العمل والفقر والحاجة هي الأسباب الرئيسية للعبودية.
هبة فلسطينية
نشرت صحيفة البيان الإماراتية، اليوم الأربعاء، مقالتها الافتتاحية تحت عنوان هبة فلسطينية، والتي أوضحت خلالها أن الهبة الشعبية والانتفاضة الفلسطينية، جاءت بملامح جديدة هدفها واحد ودافعها واحد، وهو الرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اللامتناهية، والتي تجاوزت الحدود كافة، ليس لجهة القتل والنهب والتضليل الذي يمارسه الاحتلال منذ عقود، ولكن لأنه طفح الكيل من ممارساته العدوانية بغطاء فردي، أو بتشويه الحقائق لإظهاره في دور الضحية، وتشويه القضية الفلسطينية أمام العالم.
وأكدت الصحيفة الإماراتية، أن الصمت الدولي المطبق، والعجز السياسي الفلسطيني عن وضع حد لتجاوزات وتطاولات إسرائيل، والتي كان أحدثها شنق سائق مقدسي بدم بارد وإدعاء أنه انتحر؛ دفع بعض الفلسطينيين للتحرك بشكل فردي أو ربما فصائلي للرد على تصعيد الاحتلال، وبدؤوا التعامل معه بالمثل بالدهس أو الطعن، أو حتى إطلاق الرصاص .
ولفتت الصحيفة، إلى حادثة إطلاق فلسطينيين غاضبين، أمس الثلاثاء، الرصاص - بحسب الرواية الإسرائيلية -، على مجموعة من الإسرائيليين في الجزء الغربي من القدس المحتلة، ما أدى إلى مقتل نحو 5 إسرائيليين، إضافة إلى استشهاد منفذي العملية، التي وقعت على مقربة من موقع شنق السائق المقدسي، الاثنين الماضي.
مشيرة إلى أن، رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، سارع بإطلاق التهديد والوعيد، في إشارة واضحة إلى مجزرة أو عدوان محتمل، في الوقت الذي لم توفر واشنطن فيه عبارات الشجب والإدانة، بوصف العمل بأنه إرهابي ووحشي.
وتحت عنوان "الإمارات ملتزمة بتلبية الاحتياجات العالمية من النفط والغاز"، نشرت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، اليوم الأربعاء، طبقا لتصريحات وزير الطاقة الإماراتي،معالي سهيل بن محمد المزروعي، أن الإمارات ملتزمة بتلبية الاحتياجات العالمية من النفط والغاز، كما أوضح المزروعي، خلال افتتاح المؤتمر السنوي العشرين للطاقة 2014، والذي تنظمه مركز الإمارات للدراسات، أن الدولة لن تتهاون فيما هو مطلوب من النفط، بما يستوجب تكثيف .التعاون العالمي
ولفت المزروعي، إلى أن الانخفاض الحالي في أسعار النفط لا يعد المرة الأولى، إذ أن السنوات الأربع الماضية كانت محفزة للاستثمار في القطاع، موضحا أن الإمارات وضعت استراتيجية واضحة لتنويع مصادر الطاقة، وكانت سباقة في النظرة المستقبلية للتحديات في مجال الطاقة قبل نحو 15 عاما.
تحت عنوان "شركاء في حماية اليمن"، كتبت صحيفة "الخليج" الإماراتية، في مقالتها الافتتاحية، عن حجم التحديات التي تواجه اليمن منذ مدة طويلة، والتي تزايدت في الأشهر القليلة الماضية، خاصة بعد سيطرة جماعة الحوثي، على عاصمة اليمنصنعاء، في ال 21 من شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، وفرضها لواقع سياسي واجتماعي جديدين .
وأضحت الصحيفة الإماراتية، أنه مؤخرا أخذت الأزمة بين فرقاء العمل السياسي مزيدا من التصعيد، بدلا من أن يتشارك الجميع في إعادة صياغة عقد اجتماعي جديد، في بلد أتعبته الحروب والأزمات، إذ أن هناك الكثيبر من الأحزاب والقوى السياسية، التي تشعل الموقف السياسي، لتحقيق مصلحة لأطراف محلية وخارجية.
كما أشارت الصحيفة، إلى أن مأساة اليمن ليست في صراعات أبنائه فحسب، بل في التدخلات الخارجية التي ساعدوا بأنفسهم على وجودها، سواء بإرادتهم أو بغيرها، موضحة أن الوقت حان ليعيد اليمنيون حساباتهم، والتعامل مع أوضاع بلادهم بمزيد من الحرص، خاصة في ظل التطورات التي توجد على مستوى شمال اليمن وجنوبه.
بدورها، نوهت الصحيفة أن اتفاق السلم والشراكة الوطنية، الموقع في ال 21 من سبتمبر / أيلول الماضي، أخذ قاعدة مهمة لجعل القوى السياسية تلتفت إلى ضرورة إعادة تقييم مواقفها، والعمل باتجاه تحمل مسؤولياتها في إعادة بناء اليمن الجديد، من خلال مساعدة الحكومة الجديدة، والتهيئة لانتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة تكون قادرة على وضع اليمن في مساره الصحيح.
العبودية الحديثة
تحدثت صحيفة "الوطن" الإماراتية، في مقالتها الافتتاحية، تحت "وصمة عار في جبين الأمم المتقدمة"، عن التقرير السنوي الثاني الذي أعدته مؤسسة "ووك فري"، ومقرها أستراليا، والذي يكتشف سريعا أن أشكال العمل والفقر والحاجة، هي الأسباب الرئيسية للعبودية في العصر الحديث، إذ أفاد التقرير أن حوالي 35.8 مليون شخص، يواجهون حاليا شكلا من أشكال العبودية الحديثة، ويجبرون على قطف القطن، وممارسة الدعارة، والمشاركة في حروب، أو المشاركة في أعمال خطرة، بما لا يتكافأ مع حجم الخدمة ونوعها.
وأوضح التقرير الذي يشمل 167 بلدا، أن العبودية الحديثة تساهم في إنتاج ما لا يقل عن 122 سلعة، من 58 بلدا، ما يدل على أن الأسباب ترجع للناحية الإقتصادية ودوافع المعيشة، ليست أخلاقية أو سياسية أو أمنية في المقام الأول.
كما أشارت الصحيفة، إلى أن هناك تقارير دولية وإقليمية تكشف يوميا عن ممارسات، تتطابق مع التعريف الذي وضعته مؤسسة "ووك فري" لمفهوم العبودية الحديثة، والتي تشمل الزواج القسري، وبيع الأطفال أو استغلالهم، وتهريب الأشخاص والعمل القسري، لافتة إلى أن التقرير يتحدث عن دول أوروبية لديها العديد من التجارب في محاربة العبودية التقليدية أو القديمة.
بدورها، أعربت الصحيفة عن أسفها، لأن محاربة تلك الظواهر تتطلب أموالا وجهدا أكبر مما تتطلبه مشروعات تنمية حقيقية في الدول الفقيرة، متسائلة في ختام افتتاحيتها، ماذا لو أنفقت الولاياتالمتحدة نصف ما أنفقته على الحروب في مشروعات تنمية طويلة المدى، لكسب شعوب العالم، وتصفية بؤر التوتر، ومكامن العبودية العصرية، في عصر تروج له وسائل الإعلام الأمريكية بأنه عصر أمريكي.