يصادف يوم الثالث من ديسمبر من كل عام اليوم العالمي وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (47/3) الصادر في الجلسة 37 بتاريخ 14/أكتوبر/1992م باعتماد وإعلان اليوم الثالث من ديسمبر يوم عالمي للأشخاص ذوي الإعاقة . ويحتفل العالم عامنا هذا 2014م بتاريخ 3/ديسمبر/2014م باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة تحت شعار التنمية المستدامة آمال معقودة على التكنولوجيا. والذي تنظم إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأممالمتحدة احتفاليات هذا العام في مقر الأممالمتحدة بمدينة نيويورك، يحضرها ممثلين عن الدول الأعضاء والأممالمتحدة، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص وغيرها وذلك لمناقشة كيفية استغلال التقدم المحرز في مجال التكنولوجيا لتحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال ثلاثة مواضيع فرعية مختلفة: 1- الإعاقة - الأهداف الإنمائية المستدامة الشاملة 2- الإعاقة والحد من مخاطر الكوارث/ الاستجابة الطارئة 3- خلق بيئات العمل تمكينية وجاء تحديد الأممالمتحدة ليوم عالمي للمعوقين لتذكير الجميع بأهمية المعاقين في مجتمعنا وضرورة الاهتمام بهم باعتبارهم جزء لا يتجزأ من افراد ونسيج مجتمعنا وأسرتنا فالمعاق هو إنسان قد يكون أب ,أم ., أخ, أخت, زوج, زوجه .إبن, ابنه, جد , جده,. اي انه حتماً جزء لا يتجزأ من أسرتنا بل جزء غالي على قلوبنا كون المعاناة الذي يكابدها المعاق الام كبيره لا يشعر بها الا المعاق وكذلك من يحب ذلك الشخص ونحن بالتأكيد نحبهم . وقد ورد تعريف المعاق في قواميس اللغة العربية فالقاموس المحيط عرفه بانها مأخوذة من كلمة العوق وعرف العَوْقُ بأنه : الحبس والصرف والتثبيط ، ويقول صاحب مختار الصحاح : عوق ( عاقة) عن كذا ، حبسه عنه وصرفه. وبهذا المعنى ان الشخص المعاق ليس معاق بذاته وانما هناك عامل خارجي سبب له الإعاقة واعاقة عن القيام بجميع احتياجاته بكفاءة عالية وهذا ما يستوجب على الجميع التعاون معه وتشجيعه لتجاوز إعاقته . فنحن جميعاُ نؤمن بان الله هو العادل وبهذا نحن نؤمن ان الله كما يأخذ على عبده اي حاسة او عضو فانه يقوم بتعويضه التعويض العادل في حاسة او عضو اخر فمن لا يعرف الشاعر المني الكبير عبدالله البردوني الذي كان معاق حيث كان اعمي ولكن العمى لم يعيقه عن انجازه دواوين شعر تعتبر من اروع الشعر في العصر الحديث وبالمثل الاديب الكبير طه حسين وكذلك الموسيقى الرائع بيتهوفن أعظم الفنانين في التاريخ والذي ألف سيمفونيات بيتهوفن الشهيرة وهو اصم وتوماس اديسون مخترع الكهرباء كان مصاب بالتوحد وكذلك بيل جيتس أغنى رجل في العالم كان مصاب بالتوحد وعبقرية القرن العشرين انشتاين كذلك كان مصاب بالتوحد وكذلك الشيخ عبدالعزيز بن باز الذي كان اعمى ولكنهم جميعاً لم يستسلموا للعجز وتجاوزوا إعاقاتهم حتى تجاوزوا الشخص الطبيعي وذلك بفعل إراداتهم القوية وكذلك تعاون وتشجيع المجتمع المحيط به الأسرة والمدرسة والمجتمع. والإعاقة قد تكون مؤقتة بالإمكان معالجتها اذا تم ذلك مبكرا وقد تكون اعاقة دائمة عند الفقدان التام للعضو او الحاسة . ولكن في الواقع العملي لا توجد إعاقة دائمة بل يكون هناك مجتمع معيق نعم قد يتجاوز المعاق اعاقته وقد يبدع اذا وجد تشجيع واهتمام ورعاية تحقق له الإرادة التي يتجاوز بها الإعاقة. والشخص المعاق : هو إنسان طبيعي مثل اي إنسان لكن الأقدار هي التي سببت له اعاقة عضوية أو نفسية في احد حواسه او أعضاء جسده: ويرجع ذلك لاحد سببين: السبب الأول: اعاقة منذ الولادة بسبب مرض وراثي او تعسر الولادة او مرض اثناء الحمل . السبب الثاني: حادث او مرض يؤدي الى عجز كامل او جزئي لإحدى الحواس او الأعضاء. وبالرجوع الى آخر الإحصائيات العالمية للأشخاص ذوي الإعاقة فأنهم يشكلون ما نسبته 20% عشرين بالمائة من مجموع سكان العالم اي انه من كل عشره أشخاص هناك شخص واحد من ذوي الاعاقة وهذه نسبة كبيرة اي ان خٌمس البشرية من ذوي الاعاقة وبما يقدر عددهم بمليار شخص اي حوالي الف مليون شخص وهذا عدد كبير يستوجب الاهتمام بهم وإعطائهم الاهمية اللازمة وبما يؤدي الى إدماجهم في المجتمعات والرفع من قدراتهم ليكونوا جزء منتج وناجح في المجتمع وبما يؤدي الى كسر حاجز العزلة عن الاشخاص ذوي الإعاقة وإعادتهم الى وضعهم الطبيعي . ولأهمية وضع الأشخاص ذوي الإعاقة على المستوى العالمي فقد أصدرت الأممالمتحدة عام 1975م الإعلان الخاص بحقوق المعوقين الذي اعتمد ونشر علي الملأ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3447(د-30) المؤرخ في 9/ديسمبر/1975م. والمكون من ديباجه و وثلاثة عشر مادة . حيث عرفت المادة الاولى من الإعلان المعوق بأنه ( اي شخص عاجز عن ان يؤمن بنفسه بصورة كليه او جزئية ضرورات حياته الفردية والاجتماعية العادية بسبب قصور خلقي او غير خلقي في قدراته الجسمانية او العقلية( وجاءت المواد الأخرى لتوضح حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في التمتع بكامل حقوق الإنسان والكرامة الانسانية دون تمييز علي اساس العنصر او اللون او الجنس او اللغة او الدين او الرأي سياسي او غير سياسي او الاصل الوطني او الاجتماعي او الثروة او المولد او بسبب اي وضع اخر ...الخ ما نصت اليه المادة الثانية من الإعلان الخاص بحقوق المعاقين . وكذلك أوضح الإعلان حق الأشخاص ذوي الإعاقة في التمتع بحقوقهم الإنسانية والمدنية والسياسية والحق في الأمن الاقتصادي والاجتماعي والحماية من الاستغلال والتعسف وكذلك الحق في التمتع بالرعاية الصحية والنفسية والحق في التعليم وحق الإقامة مع الأسرة او في اسرة بديلة او مؤسسة متخصصة وحق التمتع بالحماية القانونية والقضائية ويكون تمتعه بهذه الحقوق كاملة دون انتقاص. وفي عام 2006م وتحديداً بتاريخ 13/ديسمبر/2006م اعتمدت اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وبرتوكولها الاختياري في مقر الأممالمتحدة وتم فتح باب توقيعها في 30/مارس 2007م والذي حددت الاتفاقية وبشكل أكثر تفصيلاً حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في خمسين مادة هي كامل محتويات الاتفاقية . كما انشأ البرتوكول الملحق الاختياري لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لجنة تم تسميتها (لجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة) لتلقي البلاغات والشكاوى بخصوص حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والانتهاكات الحاصلة عليهم والتصرف في شانها ويتكون البرتوكول الاختياري من ثمانية عشر مادة. للاطلاع على النص الكامل للاتفاقية والبرتوكول الاختياري يتم عبر الرابط التالي: http://www.un.org/arabic/commonfiles/convoptprot-a.pdf وقد قامت الجمهورية اليمنية بالتوقيع على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في اليوم الأول لفتح باب التوقيع في 30/مارس 2007م وصدر عقب ذلك قرار مجلس الوزراء بتاريخ 20/مارس/2007م بالموافقة على الاتفاقية وفي الشهر التالي وفي تاريخ 11/ابريل/2007م تم التوقيع على البرتوكول الاختياري الملحق بالاتفاقية. وكانت ومازالت اليمن من الدول المهتمة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة فقد صدر القرار الجمهوري رقم (5) بتاريخ 9/1/1991م بشأن إنشاء وتشكيل اللجنة الوطنية العليا لرعاية المعاقين. وفي تاريخ 29/ديسمبر/1999م صدر القانون رقم (61) الصادر بقرار جمهوري بشأن رعاية وتأهيل المعاقين . وفي تاريخ 13/يناير/2002م صدر القانون رقم (2) بقرار جمهوري بإنشاء صندوق رعاية وتأهيل المعاقين. وفي تاريخ 18/10/2008م صادق مجلس النواب على اتفاقية حقوق ذوي الإعاقة والبرتوكول الاختياري الملحق . وفي تاريخ 3/نوفمير2008م صدر القرار الجمهوري بالقانون رقم (47) باعتماد مصادقة مجلس النواب للاتفاقية والبرتوكول الاختياري الملحق. وبعد ثورة التغيير في عام 2011م والذي كان من ثمارها مؤتمر الحوار الوطني الشامل والذي نتج عنه مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والذي ناقش وعالج جميع القضايا الوطنية ليتم وضعها ضمن نصوص الدستور والمنظومة التشريعية القادمة وفي مقدمتها حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة حيث تم أفراد بنود كثيرة من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ومنها على سبيل المثال لا الحصر قرارات فريق الحقوق والحريات في مؤتمر الحوار ضمن الموجهات الدستورية حيث نص عليها في القرارات رقم (169-170-171-172) والذي نصت على التزام الدولة بحق الأشخاص ذوي الإعاقة السياسية والاجتماعية والتعليم والتأهيل وكافة الحقوق والحريات. وفي الأخير: نرفع أصواتنا عالياً في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة بان الشخص المعاق إنسان طبيعي يستوجب الاهتمام والدمج في المجتمع لكي يكون عنصر فاعل في المجتمع ويتجاوز إعاقته ويحقق تطلعاته وهذا ما يستوجب على الجميع أفراد ومجتمع ودولة ومنظمات مجتمع مدني وقطاع عام وقطاع خاص التعاون والاهتمام ليتجاوز المعاق إعاقته ونزيح العوائق من أمامه لينطلق في فضاء المجتمع بإرادة قوية وأمل كبير فالإنسان هو الإنسان.