بعد أن فشلت صنعاء في الحوار الوطني وخيبت ظن العالم هل ستنجح عدن في حوار جنوبي وطني حقيقي ناجح وتقدم للعالم صوره ناصعة الجمال والبياض بعد فشل مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء الذي وقف العالم بأسره إلى جانبه لأجل إنجاحه، إذا نجح المؤتمر الجنوبي الجامع أو أي مؤتمر جنوبي وطني أوعدكم بأن المجتمع الإقليمي والدولي سوف يلتفت إلينا ويقف إلى جانبنا وبقوة . صنعاء فشلت في الحوار وأفشلت جهود العالم لأنها اعتبرت نفسها هي المضيف الراعي والأطراف ضيوف وأصحاب مطالب وكان الحوار بمثابة مصارعة سياسية تنتهي بمنتصر ومهزوم وعملت جاهدة لكي تنتصر على كل القضايا بالذات القضايا المركزية المصيرية ولم يؤسس الحوار على مبدأ الشراكة والولاء للوطن ليخرج الكل منتصر ولكن كلن شارك في الحوار من أجل الانتصار على خصومه للجهة التي ينتمي اليها ولم يشاركوا من أجل الانتصار للوطن . لن ينجح المؤتمر ولن يكون وطني إلا متى ما كان الكل فيه شركاء ملاك لا ووجود فيه ضيف ومضيف أو آباء رعاة وأبناء أصحاب مطالب ويخرج الكل منه منتصر كاسب لا منتصر كاسب ومهزوم خاسر . لن ينجح المؤتمر ولن يكون وطني اذا وجد فيه طرف راعي وأطراف أصحاب مطالب وشكاوى . أعتقد ان أحد أهم العوامل والأسباب الرئيسية التي أدت إلى فشل مؤتمر الحوار في صنعاء هوا عدم مشاركة الحراك الجنوبي فيه وما هو معروف ان سبب عدم مشاركة الحراك الجنوبي في الحوار هيا صيغة الحوار نفسها التي تم صياغتها على أسس سياسية خبيثة تفضي إلى هضم الجنوب وجعل الحوار كعملية تكميلية لعملية ابتلاعه في حرب 94م وكان بمثابة عملية لتحقيق اكبر انتصار على الحراك الجنوبي من مجرد القبول بالحوار والمشاركة فيه، أيضاً الانتصار على القضية الجنوبية لا الانتصار لها وجعلت من الجنوب وشعب الجنوب بمثابة ضيوف ورعاع تابعين لصنعاء مثلهم مثل أي حزب شمالي تم دعوتهم والترحيب بهم للمشاركة وتقديم مطالبهم الحقوقية . نعم لقد كان الحراك الجنوبي هوا السبب في فشل الحوار الوطني في صنعاء ولكن لم يكن المسؤول عن الفشل لأن المسؤول عن فشل الحوار هي صيغة الحوار ومن صاغوها على الأسس الكيدية . ومن هنا أوجه نصيحتي إلى المؤتمر الجامع وأقول بأن الجهة التي لن تشارك في المؤتمر أو تشارك على مضض سوف تتسبب في فشل المؤتمر ولكنهم لن يكونوا المسؤولين عن الفشل بل سيكون المؤتمر المسؤول عن الفشل والصيغة المعدة له لا غيرهما نعم هم السبب والمسؤول المؤتمر نفسه والجنوب وشعب الجنوب الضحية . في حال رفض أو امتنع احد الأطراف الثورية أو السياسية من المشاركة في المؤتمر يجب مراجعة صيغة المؤتمر وتعديل ما يمكن تعديله حتى يشعر الجميع بالأمان والاطمئنان بأن المؤتمر مؤتمر وطني شامل خالص للوطن يعني الجميع ولا يستهدف أحد وان الجميع شركاء صناع قرار .