اولا انا لا أبرئ القادة الجنوبيين، لأَنِّي مثل الكثير من الذي يعيشون في المنفى كان احد اسبابه بصورة مباشرة او غير مباشرة هو القادة الجنوبيين، ولو انني اقولها وأتمنى ان لو الكثير من الذي لا زال يلوم مشاكلنا على القادة بانه علينا طوي صفحة الماضي وتخطيه، لأنه نحن ايضا كنا ولا زلنا جزء من هذه المشكلة، طبيعة مجتمعاتنا وعاداتنا والفهم الخاطئ للدين هي المسبب الرئيسي لمشاكلنا، طبعا هناك تدخلات خارجية إقليمية و عالمية ايضا. غياب قيادات حقيقية و صلبة تعاني منها ايضا دول عربية وإسلامية وعلى سبيل المثال وليس الحصر، الباكستان لم يظهر فيها قائد بمستوى ذو الفقار علي بوتو، مصر لم يظهر فيها قائد كفو بمستوى عبد الناصر وأنور السادات، بعض النظر عن موقفنا من اتفاقية كامب ديفيد، اليمن لم تأتي بقائد نزيه مثل الحمدي، الجزائر لم ترى قائد مثل هواري بو مدين وهناك الكثير من الأمثلة الاخرى. دول مجلس التعاون لم تعرف ايضا قادة بمستوى الملك فيصل و الشيخ زايد و السلطان قابوس. ازمة عدم وجود قيادات جديدة في مصر و اليمن و ليبيا والجزائر سببه هو الأنظمة الديكتاتورية الطويلة الامد التي لم تسمح بظهور قادة جدد، القائد يولد قائد، ولكن من الضروري توفر المناخ والظروف التي تساعده على الظهور والأخذ بزمام الأمور. يتكلم الكثير عن عدم وجود قيادات في الجنوب، الشمال يعاني من المشكلة بحيث انه لم يرى قائد بمستوى الحمدي رحمه الله. الإخوة في الشمال يستحقوا افضل من علي عبدلله صالح والزنداني وعلي محسن وصادق الأحمر. السؤال هو : هل عرف الجنوب قائد حقيقي بعد الاستقلال، الجواب سيعتمد على من نحن نتكلم مع، الجنوب عرف عدة رؤساء و من مناطق و قبائل مختلفة وهذه نقطة إيجابية، و حكم ايضا رئيس شمالي قبل ان يكون هناك وحدة، طبعا لم يكونوا منتخبين ديمقراطيا، و ربما هذا كان السبب في عدم استمرارهم بالحكم، الصراع الأيدولوجي الممزوج بالمناطقية لعب لعبته ايضا، الشمال عرف رؤساء زيديين فقط باستثناء الفترة القصيرة للرئيس الحمدي. نحن الان ندفع ثمن الحكم الطويل للانظمة الديكتاتورية و الشمولية بحيث انها لم تسمح و لم تعطي الفرصة للآخرين بالظهور و التطور، القيادات العظيمة تحتاج لمناخ و بيئة صحية كما يحتاج الأطفال للتربية الحسنة و الاهتمام ليكونوا اعضاء مفيدين في المجتمع. علينا ان لا نيأس، لسنا الوحيدين الذي نعاني من عدم وجود قيادات حقيقية، هناك ضغط خارجي على القيادات الجنوبية تمنعها من المشاركة و هناك قيادات يستحسن غيابها في الساحة و الى الأبد.