في الوقت الذي نتظر فيه ان تتمخض ولادة الدولة اليمنية الفتية الجديدة بمشروعها السياسي والاقتصادي الجديد والتي ستنعكس ايجاباً لبناء يمن جنوبي جديدة ويمن شمالي جديدة، ليس يمن 67م في الجنوب ولا كذلك يمن 62م في الشمال ولا ايضآ يمن في 22مايو 90م . الا اننا للأسف الشديد نرى بمرارة بالغة اليوم قوى الشر والانتقام تبث سموم شرها وإنتقامها على مداميك بناء الدولة اليمنية الجديدة وعلى أعمدة مكونتها الرئيسية الممثلة بالموتمر الشعبي العام وحلفائه واللقاء المشترك وشركائه وأنصار الله والقضية الجنوبية ، ان قوى الشر واإنتقامية اليوم تنخر في مداميك بناء اليمن الجديدة من خلال استمرار فرض الولاءات العصبية والضيقة على المؤسسة العسكرية والأمنية وتكرار محاولات الزج بالفصائل العسكرية والأمنية الوطنية منها في حروب انتقامية عبثية لن تؤدي إلا إلى خلخلة وتدمير المؤسسة العسكرية الأمنية والتي ستمثل بعد اكتمال إعادة هيكلتها مداميك بناء اليمن الجديدة. لقد سعة قوى الشر والإنتقام الى بث سمومها والتي تنخر اليوم في أعمدة مكونات البناء السياسي لليمن الجديدة بإدخال البلاد في صراع المذهبي والطائفي على امتداد الجيوسياسية اليمنية الشمالية من خلال مساعدة قوى الشر في التهيئة أولاً والتمدد ثانياُ لإضعاف الأطراف المختلفة جميعاً وذلك لضمان استمرار التحالف أو الشراكة الانتقامية وفق قواعد اللعبة التي ترتكز على فنون الرقص على رؤوس الثعابين ، حيث استطاعت قوى الشر و الإنتقام وذلك بعد فرض سياسة الجزرة والعصا لفرض شراكة إنتقامية وطنية تجمع أعداء الأمس بأصدقاء اليوم وشاهدنا جميعاً موخراً تقارب وتوافق المشترك مع أنصار الله ( طرفاً يبحث عن الجزرة وطرفاُ آخر يخشى عصا العاصي ) واستمر منهج التحالف والتقارب الانتقامي وصولاً إلى أعمدة البناء الرئيسية الأخرى وهي المؤتمر الشعبي العام والقضية الجنوبية، حيث استطاعت قوى الشر الانتقامية بتراكم خبرتها في إيجادة قواعد اللعبة والرقص على رؤوس الثعابين إرهاق الجيوسياسية اليمنية الجنوبية بمصالاة الفساد الممنهج بشتى أنواعه وإشكاله وخلق بيئة متغيرة معدمة تساعد على فرض معطيات اكثر تطرفاً ومطية وتبعية وهي معطيات تتمثل في متغيرات إرهابية وشعبية وسياسية موازية لمعطيات البيئة العامة لأي جيوسياسية لأي بلاد في العالم تعاني من إخفاق انظمتها السياسية والتي تنتج بالضرورة دوافع إرهابية وإرادة شعبية وحراكاً سياسياُ حقوقي بطابع ثوري ، الآمر ذاته بمعطياته ومتغيراته التي اتبعت فيه قوى الشر والإنتقام في الجيوسياسية اليمنية الشمالية سياسة الجزرة و العصا، ولكنا هنا نهجة سياسات أخرى ابتداء بخلق نقاط دوافع الخلاف معها بحيث تمثل نقاط الخلاف نفسها نقاط تجاذب وتقارب بالنسبة للمعطيات المصنوعة والمفروضة كما أسلفنا سابقاً في البيئة المتغيرة المعدمة مع المعطيات المتماثلة لها في الشكل وتحويلها الى نقاط خلاف وصراع لاحقاً بين المعطيات المتماثلة بطرفيها مع المعطيات الأخرى و إطرافهاء بحيث تستطيع قوى الشر والانتقام من خلال ذلك رسم ملامح الجيوسياسية اليمنية الجنوبية الغير مستقرة والغير قادرة على التوافق لإستيعاب مفردات العملية السياسية بتسوياتها المختلفة المحلية و الإقليمية والدولية المشتركة. اننا نقف اليوم وتقف البلاد بأسرها بين مرحلة انتظار تمخض ولادة اليمن الجديدة ومرحلة الولوج في بناء اليمن الجنوبية الجديدة واليمن الشمالية الجديدة ،ألا أن قوى الشر والانتقام تريد فرض العقاب الجماعي على الجميع ولم تلتقط هذا القوى الفرصة تلو الأخرى التي منحها لها الشعب اليمني الصابر والصامد أمام كل هذا التحديات ، والذي لن يدخر جهداً في الدفاع عن تطبيق أهم منجزاته التاريخية المعاصرة والحديثة وهي مخرجات الحوار الوطني الشامل .