السخرية ، الاحتقار ، التشاؤم ، الشماتة ، التزوير ، التأويل ، التجني، التعتيم ، التنقيص ، التبخيس كلها هذه الأساليب يتفنن في استخدامها من تلبس الانحطاط روحه ، حتى مرد في توظيفها وتسخيرها لمواجهة كل ما هو خير وإيجابي سواء كان على المستوى الخدمي المادي ، أو القيمي الروحي . وعندما يسند هذا التوجه الشيطاني بأدهى أساليب الإدارة والتخطيط ، ويحاط بأموال ضخمة ويملأ فضاء الساحة الإعلامية بهالة كبيرة من الإصرار على الترويج للزيف وتكريسه كحقائق ناصعة ، وتوصيف الواقع بشكل مقلوب تماماً وتقديمه كمعادلة ثابتة لا تقبل القسمة على اثنين . وما تتعرض له اللجان الشعبية من حالة استهداف هائل ، وهجوم شرس من إمبراطوريات إعلامية تملأ الساحة المحلية والإقليمية والعالمية ، ومطابخ اعلامية كبرت وتكاثرت بعد ثورة 21 من سبتمبر تدار وتوجه من دهاليز السفارات الأجنبية التي أدركت أنها ستخسر مصالحها غير المشروعة في اليمن ، وبعضها تتبع القوى الفاسدة والمهيمنة التي تضررت وخسرت نفوذها وهيمنتها بفعل المعادلة السياسية والعسكرية الجديدة التي فرضتها الثورة على المشهد اليمني ، كل هذا يعكس حجم الزلزال الكبير الذي أحدثته هذه الثورة الاستثنائية ، وتوضح مدى الانحراف الكبير الذي بنيت عليه العملية الاقتصادية والسياسية مع القوى الإقليمية والدولية لدرجة أن ثورة نظيفة بريئة قضت مضاجعهم ، وأربكت حساباتهم ، وأفقدتهم معظم أوراق اللعبة في اليمن بصوة غير متوقعة وبسرعة لم تكن لهم في الحسبان . فيحاول الآن كل هذا الخواء من القوى الخاسرة أن يستغل حالة الإحباط والتوجس والريبة التي زرعتها قوى الشر في المجتمع اليمني على مدى عقود من الزمن ، بفعل سياساتها اللا مسؤولة والانتهازية والاستغلالية والتآمرية التي سلكتها هذه القوى واستنفذت معها كل أساليب المكر والتحايل ، والتظاهر بلباس الوعود المادية والخدمية ، والتجمل بعناوين دينية وقبلية زائفة ، لدرجة ظن العدو معها أنه بعد هذه السلسلة من التجارب التي عاشها الشعب اليمني أنهم قد أثروا على السمات السيكولوجية للإنسان اليمني لدرجة أن يتعاطى سلبياً مع كل المؤثرات والمتغيرات من حوله ، لهذا يجاولون الآن جاهدين شيطنة اللجان الشعبية وكل الأحرار في المجتمع اليمني ، وتشويه صورتهم ، والتجني عليهم ، والتقليل من دورهم ووضع كل جهودهم وكفاحهم في خانة المؤامرة ، وتتصيد كل الأخطاء الفردية والتصرفات الشاذة داخل هذه الحراك الثوري الشعبي ، واختلاق شائعات سخيفة وأساليب رخيصة يتم من حلالها تصويرهم وتقديمهم بهذه الصورة الشاذة وتعميمها إعلامياً وتسخير أموال وجهود جبارة في تمريرها وتكريسها لدى الجمهور اليمني بالتحديد إضافة الى نقل ذلك الى الرأي العالمي . ولكن لم تفلح كل هذه الجهود وكل هذه الإمكانيات من كبح جماح هذه الثورة ، ولم ينخدع الشعب اليمني بمحاولات دفعه لأن يرد بلؤم وجحود على إنجازات وخدمات وتضحيات اللجان الشعبية عل المستوى الأمني والاقتصادي ، وفي المقابل اللجان الشعبية تعاطت مع هذا الضغط الهائل الذي مورس عليها بنفس طويل وصبر فولاذي ومسؤولية كبيرة تزودوا وتسلحوا بها من وحي المنهجية والثقافة التي يحملونها ، والتي حصنتهم قيمياً ونفسياً بقوة أسطورية هائلة قهروا بها كل التحديات .