لا أدري أهوه امتحان أم ابتلاء يليه فرج من الله سبحانه وتعالى حين جعل ( أبين ) مسرحاً للصراع الدموي والتصفيات السياسية ، ففي الماضي لم ترحمها أيادي الرفاق في الثمانينات القرن الماضي ، ومع بزوغ شمس الوحدة أستبشر أبنائها بالخير وعادوا من حيث شردوا في أصقاع الوطن المثخن بالجراح ، لكن يا فرحة ما تمت فالسعادة لم تدم طويلاً حين جاءت حرب 7/7 الأسود التي قضت على حلمها الجميل مجهزة على خيره رجالها وإبطالها الذين جعلوا من أبين بوابه الوحدة ودرعها المتين. هذا الرصيد النضالي العظيم لم يشفع للمحافظة الحياة الكريمة والعيش الرغيد في كنف الوحدة . في عام 2007م شهدت أبين حركه شعبية جنوبية ممثلة بمجموعة من العسكريين المتقاعدين مطالبين بحقوقهم المشروعة ، وبدلاً من حل قضيتهم العادلة من قبل السلطة ، عدت إلى قض الظرف عنها والتقليل من شأنها وحجم تأثيرها كغيرها من المظالم بالمحافظات الأخرى التي لم تحل في حينه ، حتى كثرت وتشعبت مع ازدياد سقف مطالبها وأصبحت تعرف بالحراك الجنوبي كمكون أساسي وفاعل على الساحة اليمنية قاطبة . وهذا نتاج طبيعي لاستعادة حقوق أخذت لطرف دون الأخر. في حين لم يستوعب النظام الدرس جيداً رغم علمه بما يحدث من حوله من متغيرات داخلية وإقليميه تستعدي تغييراً جذرياً في سياسته الملتوية تجاه الجنوب وأهله ، فعمد على سياسة إدارة الأزمة بخلق أزامت مظهراً أول نتائجها بجماعة (......) ، لأجل أن تبقى رديف للحراك الجنوبي في حين ساعدوا أبناء أبين من دون قصد في نموها بحكم البساطة والتواضع وطيبة الإنسان هناك حد السذاجة ، الذين تغنوا بأمجاد السلف دون مقدرتهم على صنع مجدهم بأنفسهم ، لقد ارتضوا الواقع المؤلم بمختلق جوانبه غير مدركين أنهم سيقطفون يوماً ثمارها المريرة . هذا السيناريو المقزز لم يكتفي بقتل الأبرياء في ( زنجبار) عروس البحر العربي ولا في مديريتها المتقاربة ، بل تعدى إلى أريافها حين فتحت أجوائها ل ( ..... ) ، تحت بند ( محاربة الإرهاب) ، وما حادثة المعجلة عنا ببعيد التي تفطرت لها القلوب وذرفت لها عيون الوطن الجريح ، حيث قتل العشرات بينهم الأطفال والنساء . أحداث كثيرة لم تعهدها أبين من قبل فحادثة تفجير مصنع 7 أكتوبر وضحيتها مواطنين أبرياء أرادوا الخروج من ظنك العيش وقله الحاجة ، مدن تحولت بنيتها التحتية إلى أطلال يتذكرها المارة بذهول متسائلين أهذه فاتورة يدفعها رجالنا وأبناؤنا الشرفاء الذين دافعوا عن الوحدة ولم يتخلوا عن صانعها في حين تخلى عنه القريب قبل الصديق في أيام سود مازالت تعصف به وبنظامه المتهالك!؟.